Monday 10th february,2003 11092العدد الأثنين 9 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

منبع الوعي منبع الوعي
عبدالله سليمان الطليان / الخرج

لا شك ان الوعي سمة حضارية ومطلب تبحث عنه الشعوب قاطبة وتحاول بشتى الطرق غرسه في كل نواحي الحياة حتى ترتقي إلى مصاف الأمم المتطورة والتي سبقتها في ذلك.
والحديث عن الوعي يطول ويتشعب ولكنا هنا نسلط الضوء على المصدر الرئيسي الذي يعتبر هو العامل المهم في عملية اعاقة هذا الوعي. فمن خلال ما يتعرض له كل واحد منا وما يسمع أو يشاهد من أمور سلبية تعطل أو تعيق مسايرة هذا الوعي وما تحمله الوقائع والأحداث إلينا بين فترة وأخرى ما يقض مضاجعنا ويصيبنا أحياناً بالألم من هول الواقعة، نجد أننا نتساءل أين يكمن المسبب. لحدوث ذلك يعتقد البعض أن الحصول على المظاهر الخارجية للحضارة هي وحدها التي تساعد فقط على الارتقاء بوعي الفرد لكن الأمر غير ذلك حيث أن الوعي هو ارتفاع أفكار الفرد وسموها في التعامل مع محيطه ولا يقتصر الأمر عليه بل يشمل كافة أفراد الأسرة.
لهذا تبرز هنا أهمية التربية التي هي المصدر الأساسي الذي يقوم عليه تطور أي شعب فتأثير الأسرة هو الذي ينعكس على الأبناء وتصرفاتهم لأن الوالدين هما الأقرب إلى عقولهم وتفكيرهم لهذا يأتي هنا دور الأسرة ولا يمكن أن نقارن تأثير المدرسة والشارع مع التأثير الأسري.
فالتربية تلعب دوراً مهماً في صياغة وتهذيب الأفراد في التعامل وفي الارتقاء مع الواقع فيجب أن تولي عناية خاصة حتى نغرس في نفوس الأبناء السلوك السليم الذي يسهم في ايجاد أسلوب متحضر في كافة شؤون الحياة وعدم الركون إلى دع الحياة هي التي تربي ويأتي هنا دور الأب والأم كي يحاولا رسم الطريق الصحيح للأبناء في ادراك المتطلبات الأساسية التي توجد انسانا واعياً وعدم تحميل المسؤولية على الآخر ونحن نلاحظ ماذا يحدث عندما يفتقد الأبناء إلى رعاية والديهم ليس فقط من ناحية عطفهما وحبهما بل يشمل ذلك عدم المتابعة بسبب المشاكل العائلية والتي ينتج عنها تمزق الكيان الأسري وتحول الأبناء إلى مجرد سفينة في جو عاصف تنتظر الغرق في كل لحظة وبخاصة عند انفصال الأب عن الأم.
فينشأ الأبناء في جو لا يوجد فيه رقيب ولا محاسبة يشعرون بالضياع والتشتت ومع تطور مراحل أعمارهم يصابون بشيء من عدم الاهتمام يؤدي بهم أحياناً إلى سلوك منحرف بعدما وجد الفراغ الأسري الذي يوجد فيه التماسك والترابط والحب والحنان، لهذا ترى أن الكثير من السلبيات التي تقع تكون في معظمها من أفراد كانوا يفتقدون في طفولتهم إلى التربية السليمة حيث يكون سلوكهم مضطربا يحملون في أنفسهم الكره والعداوة لكل شيء وينظرون إلى المجتمع على أنه سبب مشاكلهم فيتعاملون مع الواقع باستهتار وعدم اللامبالاة هذا إذا لم ينجرفوا نحو الوقوع في الجريمة.
لذلك سوف نواجه صعوبة بالغة في ايجاد الوعي المطلوب مع هؤلاء لأن التربية هي الأساس في زرع الوعي لدى الأفراد حتى ننشئ جيلاً مدركاً ومقدراً لقيمة ما حوله من المنجزات الحضارية تسمو أفكاره في التعامل مع المستقبل وبذلك نحقق كل ما نتمناه في رفعة هذه البلاد إلى مصاف الأمم المتطورة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved