* المشاعر المقدسة - ياسر المعارك:
ينتظر سكان المنطقة الغربية «مكة المكرمة، جدة، المدينة، الطائف، القرى المجاورة» موسم الحج من كل عام بفارغ الصبر وذلك لانتهاز هذا التجمع العالمي وتحسين وضعهم الاقتصادي.
فهناك من يعمل بسيارته الخاصة كسائق اجرة ويقوم بإيصال الحجاج والمقيمين والمواطنين لأي مكان مقابل مبلغ مادي وهناك من يؤجر بيته في موسم الحج بمبالغ طائلة كما ان الطلاب لهم نصيب في ذلك فترى العديد منهم يتعمد ان يأتي الى مكة بوقت مبكر عن الحج ويفترش الارض ببساط يعرض فيه بضاعته لبيعها ويجني مكاسب مالية تعوض عليه نسبة كبيرة من تكاليف الحج.
«الجزيرة» شاهدت الكثير من هذه المواقف والتي اصبحت من معالم منطقة مكة خلال موسم الحج وقامت بالاستطلاع التالي:
الأطفال الصغار
الطفل محمد «10 سنوات» يدرس بالمرحلة الابتدائية من سكان مكة قال انه عمل بموسم الحج السابق وقد حصل على مبلغ مالي جيد استطاع من خلاله شراء جهاز كمبيوتر متطور وانه يقوم بالعمل حاليا للحصول على مبالغ مالية وانه يقوم ببيع الألعاب للأطفال.
اما الطفل فؤاد «12 سنة» طالب في اولى متوسط اقام بسطة كبيرة تحتوي على تشكيلة منوعة من المقصات والامشاط وبعض العطور اضافة الى عدد كبير من ميداليات المفاتيح واوضح الطفل فؤاد انه يعمل خلال موسم الحج سبعة ايام يجني منها مرابح مالية تبلغ ما يقارب 1500 ريال وانه يحرص على العمل خلال موسم الحج وهذا هو الموسم الثالث له بالعمل.
سيارات الاجرة
ينتهز العديد من الاشخاص فرصة العطلة الرسمية سواء كانوا موظفين او طلابا ويستثمرون سياراتهم الخاصة بتشغيلها سيارات اجرة، ويقومون بايصال الحجاج او السكان الذين لا يستطيعون الحركة بسياراتهم بين الزحام الى أي مكان يريدون الذهاب اليه فيأخذون على الراكب 5 ريالات مقابل المشوار القصير ويزداد هذا المبلغ مع قرب يوم العيد «الجزيرة» التقت بالمواطن سمير سائق سيارة اجرة اوضح انه خلال سبعة ايام فقط من موسم الحج يجني ما يقارب 4 آلاف ريال مقابل توصيل الحجاج من والى منطقة الحرم وانه يأخذ مقابل الشخص ما بين 5 - 10 ريالات حسب الوقت والمشوار.
أما السائق أنور لديه حافلة 9 ركاب يعمل من الصباح وحتى منتصف الليل يقول ان موسم الحج فرصة لا تعوض فهو يجني ما يقارب 6 آلاف ريال ويضيف انور ان اسعار نقل الحجاج تزيد في آخر ايام الحج.
الحجاج الأجانب
يقوم العديد من الحجاج الأجانب بالبيع في الحج فالكثير منهم يفترش الارض ويمد مبسطه ويعرض عددا من البضائع المختلفة.
«الجزيرة» التقت بعدد من الحجاج من جنسيات مختلفة. حيث التقينا في البداية بحاجة من الجنسية الاندونيسية وتدعى نور قامت بجلب عدد كبير من الطرح والحجاب الخفيف المصنوع في بلدها وتبيعه بضعف رأس ماله 5 مرات وافادت انها تسلي نفسها وتكسب مبلغا لا بأس به.
اما الحاج عبد الصمد من السودان افترش مساحة صغيرة من الرصيف وبسط سجادة يبيع فيها غتراً بيضاء بمبلغ خمسة ريالات وذكر انه ابتاع كمية من الغتر بالجملة بسعر رخيص وانه يكسب من جراء بيعها مالا معقولا وان اقبال الحجاج على الشراء بشكل كبير يساعد على النشاط التجاري.
كما كان لنا لقاء مع حجاج من الجمهوريات الاسلامية كازاخستان ومورستان الذين كان لهم نصيب في البيع والحصول على مكاسب مالية حيث كانوا يفترشون الارض على ناصية الرصيف المؤدي الى السوق الرئيسي المجاور الى الحرم المكي وكانوا يبيعون ساعات جميلة وبأسعار معقولة.
|