* المشاعر المقدسة محمد العيدروس:
تشكل حركة الحجيج.. ضيوف الرحمن، في المشاعر المقدسة نموذجا فريداً من نوعه، قل ما يحدث في أي موقع آخر في العالم وتتجسد روحانية الحج ومظاهره الاسلامية في أبهى صورها وجمالها، والحجاج يتوشحون باحراماتهم الناصعة البيضاء ووجوههم المسفرة، يداً واحدة وقلباً واحداً.
فلا فرق بين أبيض وأسود ولا حدود تفصل المسلم عن أخيه المسلم.. ولا فوارق بينهما ولا حواجز تحول دون محبتهم ووئامهم.
حجاج قدموا من الصين وآخرون من أفريقيا وآخرون من آسيا جميعهم يرددون «لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك».
وصورة حركة تنقلات الحجيج في المشاعر سواء في منى أو عرفات أو مكة المكرمة تختلف من حجاج لآخرين.
فالحجاج الأتراك يفضلون التحرك جماعياً سواء عند أدائهم صلواتهم أو تجمعهم أو تنقلاتهم وغالبا ما يتحركون على جماعات وكل مجموعة يرأسها حاج يشكل لهم مرجعاً أو خبرة بأمور الحج.
والى جانب سوار المعصم في يد كل حاج ترى شعار تركيا ملصقاً باحرام كل حاج.
والملفت في الحجاج الأتراك ان أغلبيتهم من كبار السن. وترتدي النساء التركيات «البالطو» الثقيل الأقرب للاصفرار.
أما حجاج أندونيسيا وماليزيا فينفردون بميزة التنظيم، ويلاحظ المرء أنهم لا يسيرون إلا جماعات بشكل كبير وعلى شكل قوافل مرابطة ويفضل حجاج أندونيسيا ان يمسكوا بأيدي بعضهم البعض عند الطواف أو السعي أو في التنقل داخل منى.
كما يحرصون ان تكون مقار سكنهم في مكة المكرمة ومخيماتهم في منى متجاورة.
ويبدو ان أغلبية الأندونيسيين والماليزيين يفضلون جلب أطعمتهم معهم، حيث يمكن بوضوح شم روائح «الساتيه» و«الناسي قورين» و«الأرز المعكي الحار» وهي أكلاتهم الشعبية التي يعشقونها أينما ذهبوا ويمتاز الأندونيسيون والماليزيون بأنهم لا يحضرون أطفالهم على الاطلاق.
أما حجاج الدول العربية الأخرى سواء مصر أو تونس والعراق أو دول الخليج فغالباً ما تكون تحركاتهم وتنقلاتهم بصورة منفردة أو على شكل «أسرة.. أسرتين»، أما مواقع سكنهم ففي الأرجح تكون متباعدة عن بعض.
ويحرص الحجاج العرب على تناول وجباتهم في المطاعم العامة أو شرائها وأكلها في مقار السكن.
كما ان الأغلبية وخاصة حجاج مصر يحضرون أطفالهم صغار السن ويتميز حجاج الدول العربية «عموماً» بأداء الفريضة «أسرياً» فتجد الأب والأم والأقارب معاً.
أما حجاج الهند والباكستان فتراهم جماعات منفردة ويندر ان يسيروا جماعات كما أنهم لا يضعون علامات تشير الى حملاتهم أو بلدانهم وهم يتنوعون في فئاتهم العمرية فتجدهم صغاراً وكباراً.
وبصورة عامة.. يمكن القول.. ان حجاج أندونيسيا وتركيا شكلوا الأغلبية في موسم حج هذا العام يليهم حجاج الهند وباكستان ومصر.
|