لم تعد متابعة التطورات في الساحة السياسية وكل ما يتعلق بقضية العراق والولايات المتحدة تقتصر على السياسيين والاقتصاديين، حيث ترعب نشرات الأخبار التي لا تخلو من عنوان أو خبر عن الولايات المتحدة وخططها لشن حرب ضد العراق، جميع الفئات من الناس، ومع كل نشرة أخبار أو خبر في جريدة، يشعر العالم أن ساعة الصفر قد اقتربت، حيث يتعمد بوش في تصريحاته أن يجعل الغموض المائل إلى الحل العسكري سيد الموقف، وبالتالي يجعل الاقتصاد العالمي معلقاً تحركه رياح التصريحات المتضاربة، ولكنه على ما يبدو أن الولايات المتحدة نفسها تعيش حالة من الرعب، فبالإضافة إلى خوفها من أن تقع في شر أعمالها بضربها للعراق وما سيتبعه من انعكاسات وتكلفة الحرب، إلا أنه قد تكون هناك خسائر في الأرواح أيضاً، وقد صرح وزير الدفاع والطيران السعودي، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، أن صدمة الولايات المتحدة إثر هجمات 11 من سبتمبر كانت كبيرة، حيث زعزعت هيبة الولايات المتحدة، وأضاف حفظه الله أن هذه الثغرة لا تحل بالحروب ويجب التعامل معها بالحكمة والعقلانية، وعلى الولايات المتحدة الإنصاف وإبعاد أسباب الإرهاب، حيث حذر مسؤولون أمريكيون في مكافحة الإرهاب، من تهديدات متصاعدة بشن هجمات إرهابية على أراضي الولايات المتحدة، ونظراً لشدة هذه التهديدات، فقد صرح أحد المسؤولين البارزين في مكافحة الإرهاب، أنه تم إخبار جميع موظفي مكافحة الإرهاب بالاستعداد والتصرف وكأن الولايات المتحدة في حالة حرب مع العراق، وأعرب أيضاً مسؤولون حكوميون، عن قلقهم من إمكانية حدوث هجمات إرهابية من قبل تنظيم القاعدة، الذي وصفوه بأنه يشكل أكبر خطر حقيقي على الولايات المتحدة، أو من قبل عناصر عراقية، أو من قبل أفراد غير منتمين، وذكرت مصادر أمنية أمريكية أن تنظيم القاعدة عاد بشكل أكثر عدوانية، ويعتقدون أن القاعدة ستستخدم أسلحة بيولوجية وكيماوية في هجماتها القادمة، ويسود تخوف هائل من أن تكون الهجمات المقبلة أشد خطورة من هجمات 11 سبتمبر، كما حذر (ريتشارد كلارك) المستشار المعلوماتي الذي قدم استقالته، الرئيس الأمريكي من هجمات إلكترونية، وصفها بأنها قد تكون أكثر جديةً وتدميراً، ويقصد بذلك أن أي هجمات قادمة سيكون لها تأثير أكثر من الهجوم الذي تم مؤخراً (قبل أسبوعين)، عبر بقة الكمبيوتر (دودة سابهاير)، فعلى الرغم من بساطتها، فقد استطاعت تدمير العديد من الأجهزة في الولايات المتحدة والعالم، وتسببت في إغلاق مؤقت في (بنك أوف أمريكا)، وشركة (كونتيننتال إير لاينز) الجوية، وقد أظهرت هذه الهجمة هشاشة الاقتصاد الأمريكي المعتمد بشكل متزايد على الإنترنت، مثلما أظهرت هجمات 11 من سبتمبر هشاشة الولايات المتحدة.
حركة مؤشرات أسواق الأسهم
شهدت حركة مؤشرات أسواق الأسهم الأمريكية بعض التذبذب متجهة نحو الانخفاض الشديد خلال الأسبوع الأول من فبراير 2003 متأثرة بالعديد من المعطيات. كان من أهمها استمرار المخاوف من نشوب حرب خاصة بعد خطاب وزير الدفاع الأمريكي (رامسفيلد) الأخير، وإعلان بعض الشركات عن أرباح سيئة، وتحذير البعض الآخر من الأرباح المستقبلية، بالإضافة إلى تماسك وارتفاع أسعار الذهب والارتفاع الشديد في أسعار البترول مقابل استمرار تراجع الدولار، وقد أقفلت مؤشرات أسواق الأسهم الأمريكية على انخفاض للأسبوع الرابع على التوالي، محققة أسوأ انخفاض لها منذ حوالي أربعة أشهر، ، حيث سجل مؤشر الداوجونز الصناعي DOW)) انخفاضاً بلغ 2 ،4% خلال الأسبوع، وقد وصل في ذروته إلى مستوى بلغ 8152 ،53 نقطة، وكان أقل مستوى تراجع له هو 7830 ،09 نقطة، وقد أقفل على مستوى بلغ 7864 ،23 نقطة. وسجل مؤشر الناسداك المجمع NASDAQ)) أقل مستوى له خلال شهرين، محققاً انخفاضاً بلغت نسبته 2 ،9% خلال الأسبوع، وقد وصل في ذروته إلى 1335 ،76 نقطة، وكان أقل مستوى تراجع له هو 1278 ،54 نقطة خلال الأسبوع الأول من فبراير 2003، وأقفل على 1282 ،47 نقطة. أما مؤشر ستاندر آند بورزS&P500)) فقد كان أداؤه أكثر سوءاً، حيث سجل انخفاضاً بلغت نسبته 3 ،1% خلال الأسبوع، إذ وصل في ذروته إلى 864 ،64نقطة، وقد كان أقل مستوى له 826 ،70، وأقفل على مستوى بلغ 829 ،69 نقطة.
لمحة عن بعض أفضل وأسوأ القطاعات أداءً
تأثر مؤشر قطاع الداوجونز لمعدات التنقيب عن البترول، وارتفع بنسبة 4 ،30%، وسجل مؤشر قطاع الداوجونز للاتصالات الثابثة ارتفاعاً بلغت نسبته 2 ،90% خلال الأسبوع المنصرم. وارتفع أيضاً مؤشر قطاع الداوجونز للاتصالات بنسبة 2 ،73%، وفي المقابل فقد انخفض مؤشر قطاع الداوجونز التأمين الشامل، حيث سجل انخفاضاً قدره 8 ،81%، وكذلك مؤشر قطاع الداوجونز للتأمين، فقد سجل انخفاضاً قدره 5 ،50%، وانخفض أيضاً مؤشر قطاع الداوجونز للإعلانات الدعائية بنسبة 4 ،33%.
|