في ظل الاضطرابات السياسية الراهنة التي تؤدي الى ارتفاع اسعار البترول والذهب، فلازالت قضية العراق هي مفتاح اللغز النفطي، حيث يقف الجميع في حيرة من امره عند محاولة التكهن بأسعار النفط المستقبلية، والتي توقع لها بعض المحللون ان لا تتجاوز 10 دولارات في حال نشوب حرب سريعة تنتهي لصالح الولايات المتحدة بما معناه أن تنجح الولايات المتحدة في الاستيلاء على نفط العراق بسرعة، مما سيؤدي الى انهيار الأسعار، بينما توقع لها في وقت سابق وزير النفط السعودي السابق أحمد زكي يماني، أن تصل إلى 100 دولار للبرميل في حال نشوب حرب، وذلك لان الوزير السابق توقع أن يقوم صدام حسين بحرق اباره النفطية في حال شنت الولايات المتحدة أي هجوم على العراق، ونظراً لكون هذا التوقع احتمالية واردة، فقد اثرت على سوق النفط أكثر من غيرها، فزادت من التخوفات بشأن ارتفاع اسعار النفط جراء نقص الامدادات، خاصة وأن للعراق سابقة معروفة في هذا الموضوع والمتجلية في حرقه لآبار النفط الكويتية قبل انسحابه الاجباري من الكويت سنة 1991، حيث احرق حينها 750 بئراً من اصل 1000 بئر بالكويت، ومع ذلك تستبعد بعض الجهات هذه الاحتمالية نظراً لعدم وجود ادلة على ذلك بالاضافة الى اختلاف الزمان والمكان، ففي الكويت فان هذه الآبار لم تكن تعمل حين قام صدام بحرقها، بالاضافة الى انها لم تكن قريبة من مناطق سكنية، بينما يمتلك العراق حوالي 2000 بئر عاملة، بالاضافة الى قرب بعضها من المناطق السكنية، ولكن البعض الآخر وضع الاحتمالية الاولى في الحسبان ولكنه اعتبر ان قيام العراق بذلك سيكون انتقاماً جنونياً، وفي منظمة الدول المصدرة للنفط «اوبك»، اعلن وزير النفط القطري، ورئيس المنظمة انه في حال حدوث اي تغير مفاجئ في الاوضاع الاقتصادية السياسية فان اوبك قد تعمل على زيادة انتاجها حينها، حيث ان فائض الانتاج من الممكن ان يصل الى ثلاثة ملايين في المستقبل المنظور، وصرح ايضاً ان اوبك من المحتمل ان تتخذ قراراً بخفض الامدادات من معظم الاعضاء، اثناء اجتماع المنظمة خلال الشهر المقبل، حيث جاء جواب العطية رداً على سؤال اذا ما كانت اوبك ستخفض من انتاجها في اجتماعها المقبل تفاعلاً مع ازدياد تدفق صادرات النفط الفنزويلية، «نعم ولِمَ لا».
وقد قام خبراء في المنظمة بعقد اجتماع تمهيدي استجابة لطلب من الجزائر، من اجل مناقشة توزيع الحصص، وتم الاتفاق خلال الاجتماع على وجوب مراعاة الاحتياطيات النفطية والطاقة الانتاجية في حصص الانتاج، وان العوامل الاجتماعية والاقتصادية من الممكن ان تؤخذ بعين الاعتبار، كما عقد ايضاً خبراء نفط بالاتحاد الاوروبي مؤخراً اجتماعاً لبحث الاوضاع الراهنة لاسواق النفط، والتي عرفت ارتفاعاً في الاسعار بنسبة 37% منذ شهر نوفمبر، وفي فنزويلا، بدأت الاضرابات في التوقف، ما عدا قطاع الصناعات النفطية، وصرح الرئيس الفنزويلي «هوغو شافيز»، ارتفاع حجم الانتاج الى 8 ،1 مليون برميل يومياً، وايد عبيد بن سيف الناصري وزير النفط الاماراتي، رأي اوبك من ناحية صعوبة تعويض انتاج كل من العراق وفنزويلا في نفس اللحظة، في الوقت الذي اظهرت بيانات رسمية تراجعا كبيرا في المخزونات الامريكية من النفط، مما يعكس تدني معدلات تشغيل المصافي النفطية، الناتج عن اعمال الصيانة الموسمية.
كما تراجع ايضاً المخزون الامريكي من وقود التدفئة، نظراً لموجة الصقيع التي تجتاح معظم الولايات المتحدة، وظل سعر البرنت يتقلب حول اعلى مستوياته منذ شهر ديسمبر من عام 2000م، وقد سجل البرنت الخام في نهاية الاسبوع الاخير من يناير 2003م، ارتفاعاً بلغ 92 ،7% مقارنة باقفال الاسبوع المنصرم، وقد اقفل البرنت على سعر 52 ،33 دولارا للبرميل الواحد. ووصل في ذروته خلال هذا الاسبوع الى مستوى بلغ 52 ،33 دولاراً، وكان اقل مستوى تراجع له 28 ،30 دولاراً.
تطور اسعار النفط خلال الاسبوع الاول من فبراير 2003م
النوع الأعلى الأدنى الإقفال نسبة التغيير
برنت 52 ،33 28 ،30 52 ،33 92 ،7%+
غرب تكساس 28 ،35 63 ،32 02 ،35 51 ،4%+
العربي الخفيف 73 ،32 44 ،29 93 ،31 03 ،5%+
العربي الثقيل 73 ،30 44 ،27 93 ،29 39 ،5%+
|