* واشنطن نيويورك الوكالات:
في إطار سعيه لتهيئة الأمريكيين لحرب محتملة على العراق قال الرئيس الأمريكي جورج بوش مساء السبت إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تكون جاهزة للتحرك إذا تراجع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقال بوش في كلمته الإذاعية الأسبوعية «ستتخذ الولايات المتحدة مع ائتلاف متزايد من الدول كل ما هو ضروي من أعمال للدفاع عن أنفسنا ونزع سلاح النظام العراقي».
وبحث بوش في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني وهو حليف مهم في المواجهة مع العراق تصعيد الضغوط الدبلوماسية على مجلس الأمن الدولي مع بدء كبيري مفتشي الأمم المتحدة للأسلحة محادثات حاسمة لنزع السلاح في بغداد.
وقال بوش إنه يرحب بقرار جديد للأمم المتحدة يؤيِّد المطالب الواردة في قرار سابق أصدره مجلس الأمن الدولي في نوفمبر/تشرين الثاني يحذِّر العراق من عواقب وخيمة إذا لم يتخل عن أسلحته المشتبه بها للدمار الشامل.
وقال بوش «يجب على مجلس الأمن وقد قدم مطالبه ألا يتراجع عندما تقابل تلك المطالب بالتحدي والسخرية من دكتاتور» في إشارة إلى الرئيس العراقي صدام حسين.
ومشيرا إلى أدلة قدمها وزير الخارجية الأمريكي كولن باول إلى مجلس الأمن الأسبوع الماضي قال بوش إن الرئيس العراقي لم يكشف قط عن مصير ترسانة واسعة من الأسلحة البيولوجية والكيماوية وأنه يواصل «حملة محكمة» لإخفائها عن مفتشي الأمم المتحدة.
وأضاف بوش قائلا «انتهاكات النظام العراقي لقرارات مجلس الأمن جلية وهي مصدر خطر على أمريكا والعالم ومستمرة حتى هذه الساعة».
ومشيرا إلى مصادر لم يعرفها قال بوش إن الرئيس العراقي أجاز مؤخرا لقادته العسكريين الميدانيين استخدام أسلحة كيماوية، واتهمه بأن له روابط «مباشرة ومستمرة منذ فترة طويلة» بشبكات إرهابية بينها تنظيم القاعدة.
وقال بوش إن العراق أرسل خبراء في تصنيع القنابل وتزوير الوثائق للعمل مع القاعدة وقدم للجماعة تدريبات على الأسلحة الكيماوية والبيولوجية.
وأضاف أن أعضاء من جماعة تابعة لأبو مصعب الزرقاوي الذي كان له صلات بالقاعدة يعملون بحرية في بغداد.
واتهم العراق إدارة بوش بتلفيق الأدلة، وقال إن بغداد ليست لديها أي أسلحة محظورة، وقالت بغداد أيضاً إنها ليس لها أي روابط مع الزرقاوي.
من جانبه حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الولايات المتحدة من شن هجوم منفرد على العراق قائلا إن عملا عسكريا تحت مظلة الأمم المتحدة سيحظى بشرعية أكبر وفرص نجاح أفضل.
وشدد عنان على أنه يتعين عدم استخدام القوة إلا كملاذ أخير.
وقال إنه مع ذلك فإذا خلص مجلس الأمن الدولي في أعقاب التقرير الذي سيقدمه المفتشون يوم الجمعة إلى أن العراق لا يتخلص من أسلحته كما نصت قرارات مجلس الأمن الدولي فإنه «يتعين على المجلس الاضطلاع بمسؤولياته».
وأضاف قائلا «ليس هذا أمرا يخص دولة واحدة، بل المجتمع الدولي بأسره، عندما تقرر الدول استخدام القوة في غير الدفاع عن النفس لكن لمواجهة أخطار أكبر تهدد السلام والأمن الدوليين فلا بديل عن الشرعية الفريدة التي يمنحها مجلس الأمن الدولي».
واستطرد قائلا «عندما تكون هناك زعامة قوية للأمم المتحدة تتم ممارستها من خلال إقناع دبلوماسي متأن وبناء تحالف فإن الأمم المتحدة تكون ناجحة، والأمم المتحدة تكون أكثر فائدة لمعظم أعضائها بما في ذلك الولايات المتحدة عندما تكون متحدة وتعمل كمصدر للعمل الجماعي وليس للخلاف».
كما أيَّد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر في تصريحات موجزة دبلوماسية الأمم المتحدة بوصفها الأسلوب المناسب للتعامل مع الأزمة في العراق.وبينما كان عنان وكيسنجر يتحدثان نظم نحو 20 شخصا احتجاجا سلميا أمام القاعة احتجاجا على احتمال ضرب العراق.
وحذَّر عنان من أن الحرب «كارثة إنسانية على الدوام». وقال إن المجتمع الدولي كله بما فيه «أولا وقبل الجميع زعماء العراق نفسه عليهم واجب في منع هذا إذا استطاعوا».
وقال إن وزير الخارجية الأمريكي كولن باول ألقى بيانا «قويا» أمام مجلس الأمن يوم الاربعاء الماضي بشأن برامج الأسلحة العراقية «دعم بغير شك» كبير المفتشين هانز بليكس ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في مساعيهما لحث بغداد على إبداء مزيد من التعاون في عمليات التفتيش.
لكنه قال إن العراق «إذا لم ينتهز هذه الفرصة الأخيرة واستمر في تحديه فإن المجلس.. يتعين عليه الاضطلاع بمسؤولياته».
وبينما كان عنان يختتم حديثه هب أحد الحاضرين واقفا ليسأله عن السبب في أن الأمم المتحدة لا تضغط على إسرائيل لنزع أسلحتها بنفس القوة التي تظغط بها على بغداد، لكن تصفيق الحاضرين غطى على تعليقاته.
|