* أنقرة د ب أ:
تعهد رئيس الوزراء التركي عبدالله جول أن حكومته ستسعى للتوصل إلى حل سلمي للأزمة العراقية حتى النقطة التي تصبح فيها الحرب حتمية.
وأدلى جول بتصريحاته عبر التلفزيون ليلة السبت/الاحد في محاولة لمواجهة الانتقادات الداخلية التي تعرضت لها مساعي حكومته الأخيرة للسماح للولايات المتحدة بزيادة الاستعدادات قبل اندلاع حرب محتملة ضد العراق.
وفي خطابه إلى الأمة دافع جول عن القرار الذي اتخذه البرلمان يوم الخميس الماضي ويسمح للولايات المتحدة بتطوير القواعد الجوية والموانئ في تركيا لاستخدامها كقواعد انطلاق في شن هجوم على العراق المجاور.
وقال إن تركيا عليها أن تكون مستعدة للأسوأ، وقال جول «لقد اتخذ البرلمان التركي قرارا هاما، ولم يكن قرارا بخوض الحرب، وتم اتخاذ هذا القرار لمنع الحرب من الإضرار بنا»، ولا يتوقع صدور قرار نهائي بشأن ما إذا كانت تركيا ستسمح باستخدام القواعد حتى 18 شباط/فبراير.
وقال رئيس وزراء تركيا «ما يزال لدينا آمال بشأن السلام ونواصل جهودنا في هذا الصدد»، وأوجز جول كذلك محاولات حكومته لإقناع العراق بالانصياع الكامل لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.وأضاف جول قائلا «للأسف رفض العراق مساعينا في البداية، غير أننا شهدنا مؤخرا بعض التغيرات الإيجابية، حتى لو كانت محدودة، من الجانب العراقي، وهذا تطور يظهر مدى أهمية جهودنا من أجل السلام».
واستطرد رئيس وزراء تركيا «حتى اللحظة التي تكون فيها الحرب حتمية، فسوف نستمر في الحفاظ على ضوء السلام (وفي الوقت ذاته) سنستعد لأسوأ النتائج».
ويعارض الشعب التركي بشكل عام شن أي هجمات ضد العراق ولكن الحكومة تعرضت لضغوط هائلة من الولايات المتحدة.
وذكر المعلقون في تركيا أنه نظرا لأن الولايات المتحدة تعتبر حليفا رئيسيا، فليس أمام تركيا خيار سوى مساندة القوة العظمى في الحرب.
وفي حين ذكرت شخصيات حكومية مرارا أن القوات التركية لن تشارك في القتال، يتوقع أن تعبر قوات الحدود في شمال العراق لإقامة معسكرات للاجئين، وبينما يتشكك الأتراك بعمق في الأسباب الأخلاقية لشن هجوم على العراق، يخشى المهتمون بالقضية من أن الحرب سوف تسفر عن صعوبات اقتصادية، ويمكن أن تؤدي إلى محاولة مئات الآلاف من اللاجئين دخول البلاد مثلما حدث في حرب الخليج الأخيرة.
وتخشى تركيا كذلك أن يحاول الأكراد العراقيون إقامة دولة مستقلة في فترة الاضطراب التي ستعقب الحرب، وهي خطوة قد تلهم الاقلية الكردية في تركيا كي تبدأ حملة حرب عصابات خاصة بها للحصول على الاستقلال.
من جهة أخرى وقَّعت تركيا والولايات المتحدة يوم السبت اتفاقا يحدد الإطار القانوني الذي سيمكِّن اختصاصيين أمريكيين من تأهيل عدد من القواعد العسكرية التركية لاستخدامها في حال هجوم على العراق.
ويأتي توقيع هذا الاتفاق بعد تصويت في البرلمان التركي الخميس يسمح بنشر أول وحدة أمريكية من الفنيين والمهندسين لتأهيل قواعد عسكرية وموانئ في تركيا لمدة ثلاثة أشهر.
وسيتبع هذا القرار في نهاية شباط/فبراير إذن جديد يسمح للولايات المتحدة بنشر قوات في تركيا.ولم يكشف عن عدد الاختصاصيين الأمريكيين ولا عن عدد البنى التحتية المعنية، ولكن الصحف التركية الصادرة أمس الاحد تحدثت عن نحو 3500 عنصر من فرقة الهندسة قد يصلون قريبا إلى تركيا.
ونقلت وكالة الأناضول عن وزارة الخارجية التركية قولها في بيان إن الاتفاق الذي وقِّع السبت «يؤكد أولوية القانون التركي ويحتفظ بحق بلدنا في اتخاذ جميع الإجراءات التي يراها ضرورية لحماية مصالحه الوطنية وأمنه».
وذكرت الوكالة أن أعمال التحديث وتأهيل القواعد الجوية والبنى التحتية التركية لن تتم على حساب تركيا بحسب الاتفاق.
|