الأديب الموهوب يلعب بالنفس
كما تلعب الصبا بالزهور
ويفيض البيان سحراً حلالاً
كرياض يفوح أرج العبير
ينثر الدر في وضح بيان
ينظم العقد زينة في النحور
ومعان كأنها زهرات
هي أبقى على دوام العصور
أو برود قد وشيت بلآل
فهي تبدو فتانه كالحور
كثغور الحسان كالأمل الضا
حك، كالومض، كالشباب النضير
ليس إلاك يا علي أديب
والمرجى لحالكات الأمور
لست أنساك قاضياً وخطيبا
وأديباً في رقة التعبير
عالم عامل أديب أريب
لو ذعى في فكره المستنير
ويسيل البيان منه غناء
عبقري الايقاع والتصوير
يا أمير البيان لسنا نغالي
ان دعونا اديبنا «بالأمير»
وكلام احلى من الشهد حقا
وبيان يزري بفن جرير
فكه ينثر النكات بظرف
نابه ناقد بسخر مرير
ليس بدعا وانت استاذ جيل
نبت النشء في حماك النضير
فاذا كانت القصيدة معنى
صاغه الفكر من لهيب الشعور
كم رأينا مواقف رائعات
كنت فيها كالقائد المنصور
كلمات سحر النفوس ومجلى
كل فكر، ومبعث للسرور
يا دعاة الإسلام في كل أرض
أين منا حرية التفكير؟؟
أين من يملك الجراءة منا
لا يبالي بعاقبات المصير؟؟
أين من يحمل الأمانة حقاً
لا يبالي معاقبات المصير؟؟
فتحوا هذه القلوب جميعاً
وجهوها باللطف نحو النور
وأعلموا في حكمة وسداد
ليس مثل الرأي الحكيم البصير
لا تشقوا عليهم بأمور
فعلاج الشباب جد عسير
كم نفوس عالجتها وقلوب
ببليغ الخطاب والتأثير
أيها البلبل الذي ملأ الروض
شجي التغريد والتنقير
هاكها من مهجتي دعوات
هي أغلى ما يكون ضميري
يا شبابا سما لأوج المعالي
والمرجَّى لكل أمر خطير
سنة الله لن تبدل يوما
لن يكون النجاح في التقصير