Sunday 9th february,2003 11091العدد الأحد 8 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

6/11/1389هـ - 13/1/1970م - العدد 277 6/11/1389هـ - 13/1/1970م - العدد 277
حديث الشباب
يكتبه: طلعت أبو جبال

أكتب حديث هذا الأسبوع الى الشباب وكلي أمل..بل كلي رجاء.. ان يشارك شبابنا المثقفون والجامعيون بالمساهمة الفعالة في كتابة هذا الحديث وأحمد الله تعالى بأن الرسائل التي يحملها البريد الينا مفعمة بالخير.. مملوءة بالاخلاص والصدق..احساس عميق بالثقافة والتطلع الى مستقبل افضل في غد مشرق يبارك خطواته الفيصل العظيم باني نهضتنا.. ورائد طلائع مجدنا.. لنواكب الحضارة.. ونسمع صوتنا الى العالم بأسره.. ولي رجاء من شبابنا الافاضل.. أن يكون حديث الشباب شيئاً نلمسه في واقع حياتنا.. يواكبنا مع كل خطواتنا.. ونبتعد قليلاً عن الاقتباس، لأن الصورة الصادقة تكمل معالمها من التجربة التي نعترك بها ويفرضها الواقع علينا.
ومعالجة مشاكلنا طريقة لالقاء الأضواء عليها، ومن ثم بالكشف عن عللها وعوارضها ثم تقديم العلاج الذي قد يكون نافعاً لبعضها.. وأنا بودي لو أن كل شاب تطرق للمشاكل وتقديم الحلول لها، وهذا يعطي الصورة الواضحة عن معالمنا النفسية والاتيان بكل ما قد يكون مناسباً لها.. وحديثي هذه المرة سيتطرق إلى أشياء عديدة..والنتيجة سلبية لانني لم أتعرض إلى كل فرع منها بالتفصيل والشرح.. وهذا ما أريده من كاتب الحديث لعالم الشباب.. ولعلي بهذه المقدمة أكون قد وصفت الفكرة المرجوة والهادفة من كتابة مثل هذه الأحاديث.
ولشبابنا ميزات كثيرة يتمتع بها.. فالاخلاص.. والصدق ومواجهة الحقائق اشياء جديرة تميزهم عن بقية شباب العالم، والشيء الذي يعبق في أذهاننا فكرة الطموح التي يمارسها شبابنا بإيمان صادق وشعور مخلص فالشباب الجامعي يمتلئ بين جدران الجامعة، والبراعم الصغيرة تنهل من العلم يحدوها الأمل بمستقبل وضاء يكتب لها السعادة.. وشبابنا مكافح ويجاهد.. ينصب عرقه من جبينه.. منظر يشعرنا بالفرحة ورفع اكف الضراعة الى الله بأن يأخذ بأيديهم الى الهداية والتوفيق.. وتعليقي على الطموح عندنا هو عدم التركيز.. والتخطيط لبعض الشباب الذين يقبلون على أشياء كثيرة فتكون النتيجة عكسية..ومن ثم يبدأون في مرحلة التفكير بالمستقبل وكيف يبدأون من جديد؟
انهم يحتاجون لزمن غير قصير لكي ينفذون فكرتهم التي تهدف الى وضع خطوط رئيسية تضمن مستقبلهم.. ونقطة انطلاق استطيع من زاويتها ان أركز على الكلمة التي يتداولها شبابنا بين الحين وآخر.. حتى إذا ما سألته وقلت له يا أخي انت الآن تعمل ودراستك تركتها وثقافتك ضحلة للغاية!! رد عليك بكل بساطة: «يا أخي عقدتني الدراسة» لماذا يا اخي تستعمل هذه الكلمة وأنت لا تعي ماذا تعني بمفهومها ومدلولها.. وأشياء كثيرة تعترض شبابنا فتحيل دفته نحو العمل والكسب، وكل هذا لا يعني أبداً أن يواصل ثقافته واطلاعه واكمال دراسته..
وبصراحة شيء ينقص شبابنا وحتى الجامعي وهو انحصار فكرة وتقيده بالمواد الدراسية اكثر من لفتة ولو قصيرة نحو الاطلاع.. فالثقافة العامة شيء أساسي تعتمد عليه كل الأمم المتحضرة التي سبقتنا بأشواط بعيدة في هذا المضمار.. اذن المشكلة تنحصر في التفكير القائم.. فإيجاد النوادي الثقافية واقامة المحاضرات والندوات تؤدي دوراً فعالاً في اشباع الفكرة.. والنهل من مشارف الثقافة العامة.. والشيء الملاحظ على شبابنا انه يعيد الرغبة في التطلع لتلك الندوات والمحاضرات والسبب يكمن في عدم النضوج الفكري عند أغلبهم، وأرجو ألا يكون هذا تجريحاً لشعور بعض الاعزاء والاصدقاء لأني اهدف من كل هذا إصلاح ما قد يكون صالحاً له الاصلاح، أما ما فسد منه فالرجوع الى التهذيب والتقييم بطرق صحيحة سليمة وأنا لأومن بالمثل القائل:
«لا يصلح العطار ما أفسده الدهر»..
والحقيقة ان دولتنا السنية قد شجعت الشباب بكل معطياتها ففتحت المدارس الليلية والمكتبات العامة وانفقت كثيراً من الأموال من أجل التعليم والثقافة.
إذن ندخل الى العامل الرئيسي وهو جموح كثير عن الثقافة والتطلع وللأسف حتى أخبار مجتمعنا المحلي في جرائدنا اليومية «مافيها شيء يا أخي جرايدكم» أبدا أشياء كثيرة تحتويها الجريدة اليومية!!
استفد حتى ولو من خبر.. ولكن الهجران شيء غير مقبول من شبابنا..فالبحث عن الكتب متيسر وموجود في كل المكتبات.. الشباب الأوربي يقرأ احياناً وهو يأكل وجبته الرئيسية.. نحن لا نطلب هذا وانما الفراغ موجود ومتوافر.. ونشتكي منه دائماً.. املأه بأشياء تزيد من نضجك العقلي.. لتكون لبنة صالحة فيستفيد منك المجتمع.. حتى نبني صرحاً وطيداً، يخفق بعلم المجد والكفاح في دروب الخير بظل رائدنا الفيصل.. وأخيراً أرجو ألا يكون حديثي هذا قد كان بمثابة وضع أيدٍ على جروح قديمة فسال دمها.. وتحياتي.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved