خرجت الكرة السعودية من بطولتين إحداهما عربية والأخرى خليجية بصورتين متناقضتين تماماً صفقنا لها في الأولى وأشفقنا عليها في الثانية!!
ففي بطولة الأندية العربية شرفنا الأهلي بعروضه المتميزة ونتائجه القوية وحقق البطولة أمام فرق عريقة ضاعت وسط روح العطاء المخلص الذي قدمه نجوم الأهلي ليضيفوا إنجازاً جديداً لكرة القدم السعودية ويعلنوا عن عودة الفريق البطل الذي نجحت إدارته الواعية في ترتيب أوراقه الفنية والاستعانة بلاعبين أجانب فاعلين دعموا طاقم الفريق وأسهموا مع بقية نجومه في إعادته لمنصات التتويج بطلا بكل جدارة واستحقاق.
وعلى النقيض من ذلك خسرت الكرة السعودية الكثير عندما مثلها الهلال أسوأ تمثيل في بطولة متواضعة المستوى لو مثلنا فيها أحد فرق الدرجة الأولى لما عانى فيها مثلما عانى الهلال!!
الهلال لم يكن سيئا، بل كان فضيحة بجلاجل!!
والهلال لم يخسر بطولة لأنه لم يبحث عنها، بل خسر سمعته وفقد كثيرا من شعبيته وهذا ليس بسبب ما قدمه في البطولة الخليجية فقط، بل هو انعكاس للأوضاع الإدارية السيئة التي مر بها بعد رحيل سعود بن تركي، ثم محاولات الترميم التي قامت بها إدارة عبدالله بن مساعد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لكن الشق أكبر من الرقعة!!
فالهلال كان يحتاج إلى مرحلة إصلاح شامل لكن الهلاليين ليسوا على استعداد للانتظار والعمل بهدوء بعيداً عن استعجال النتائج ولذلك كان بلاتشي العاطل عن العمل هو أسرع مدرب يمكن ان يتعاقد معه الهلال كسبا للوقت!!
وحضر بلاتشي لكنه ليس بلاتشي زمان فهو لم يعد يعرف متى يدافع ومتى يهاجم وصار يتخبط في طاقم الفريق الأساسي ويثير الاستغراب في كثير من تغييراته خلال المباراة حتى إنك تتساءل أحياناً هل عاد هذا الرجل ليصفي حسابات قديمة مع الهلال!!
والفريق كان بحاجة للاعبين أجانب وبسرعة تمت تجربة أكثر من لاعب لعل وعسى ان يكون هو اللاعب المناسب فتكررت المقالب!!
والهلال الذي لا يعرف الهلاليون كيف يحافظون على زعامته كان لا بد ان يظل زعيماً مهما كانت أوضاعه الإدارية والفنية ولهذا لم يكن هناك وقت لتجديد في طاقم الفريق الذي صار أغلب عناصره تكملة عدد فكانت العودة للإرشيف فظهر من جديد لطف والمسعري!!
ولاعبون كثيرون بحاجة إلى إعادة النظر بهم وبمستواهم لكن الحرص على الفوز زاد من تعلق الهلاليين بالأسماء التي ظلت تؤدي بتعال وبتكاسل وبلا مبالاة!!
سامي والتمياط لعبا وهما غير جاهزين لأن هناك من يعتقد إلى الآن ان سمعة اللاعب تكفي لخدمة الفريق!!
والدعيع يبدو وكأنه تشبع من الكرة فصارت له في كل مباراة هدية قيِّمة للمنافس ومع ذلك فسيد حراس آسيا وحارس القرن تكفيان لأن يظل أساسياً وفي كل الظروف والأحوال!!
والجمعان مهاجم تغيَّر كثيراً وصار لا يسجل أهدافاً ويرتكب أخطاء على المدافعين أكثر مما يرتكبونها ضده ويسدد على المرمى بعشوائية وينفذ الضربات الحرة وهو مغمض عينيه ولذلك كل الضربات إما ترتد من الحيطة أو تذهب بعيدة عن المرمى مسافة كيلو حتى إنه في إحدى الضربات الحرة لم يقف أمامه سوى مدافع واحد ومع ذلك صوب الكرة في بطنه!!
ليس هذا فقط، بل أيضاً هو لا يبالي وتجده يتفلسف ويعطل ألعاب فريقه في الوقت الذي يكون فيه الفريق بحاجة إلى كل ثانية من عمر المباراة!!
والدوخي يتمشى في الملعب وعبدالله سليمان مدافع تجده في كل مكان إلا المكان المناسب الذي تبحث فيه عنه لإنقاذ مرماه من هدف أو من كرة خطرة!!
فريق هذه تركيبته من الطبيعي جداً أن يفشل في الفوز بالبطولة التي لم يشارك فيها سوى أضعف الفرق الخليجية ويخسر مباراة البطولة رغم الفرصتين وأمام فريق استسلم في البداية ثم أكمل المباراة بعشرة لاعبين!!
الهلال الحالي لن يفوز في أي بطولة هذا الموسم وعلى الهلاليين ان يتعايشوا مع هذه الحقيقة ويشرعوا في إعداده للموسم القادم ويبادروا إلى التجديد بطاقم الفريق والتخلص من بعض النجوم الذين احترقت نجوميتهم ولن اقترح عرضهم على قائمة الانتقال لأنه لن يقبل بهم أحد بعد فضيحة الدوحة!!
والفريق الهلالي بحاجة إلى تطعيمه بعناصر شابة تخدم الفريق بروحها العالية وقتاليتها في الأداء وكذلك تطوير جهازه الفني والبحث عن أجانب يكونون عوناً له لا عالة عليه، كما ان على إدارته ان تقلل من التنظير وتباشر أعمالها ميدانياً لتصحيح كل الأخطاء التي أدت إلى انتكاسة الفريق في الدوحة!!
السكوت عن نور وشركاه دعوة للفوضى!!
فشل محمد نور في قيادة فريقه للصعود إلى منصة التتويج في البطولة العربية فقاد مجموعة من لاعبي الاتحاد للصعود إلى المدرجات و(تشويت) الجماهير في منظر غير رياضي ولا حضاري ولا أخلاقي!!
والمؤسف ان هذه الصورة المخزية التي أساءت كثيراً لرياضتنا مرت مرور الكرام دون عقاب وهو ما يمكن اعتباره دعوة للفوضى وتشجيع على مثل هذه السلوكيات البعيدة عن الروح الرياضية!!
والمؤسف أيضا هو أننا لا نتفاعل مع الحدث إلا إذا تم تصعيده إعلامياً، وغالبية إعلامنا الرياضي لا يتضخم نتيجة الحدث نفسه، بل بحسب نوعية الأطراف المشاركة فيه ولذلك تم التعتيم على هذه المهزلة ولم توضع تحت المجهر الإعلامي الذي كثيراً ما يضع (من الحبة قبة) في قضايا هامشية أطرافها مستهدفة إعلامياً!!
ليس فقط الإعلام هو الذي غضَّ الطرف عن قضية نور وشركاه، بل حتى المحامون الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن حقوق الآخرين تحت شعار المحافظة على الروح الرياضية والتنافس الشريف غابوا عن الأنظار واختفت أصواتهم ولم يعلقوا على فتوة نور وشركاه لأنهم ليسوا في قائمة اهتماماتهم الخاصة جداً!!
الحصانة التي يتمتع بها محمد نور وشركاه وتجعلهم دائماً بعيداً عن العقوبة ستحرجنا جداً فيما لو قلدهم لاعبون آخرون في تجاوزاتهم التي تكررت مراراً ولهذا أرجو ان نضع حداً لكل السلوكيات الشاذة ليظل الانضباط هو السائد في ملاعبنا!!
خوش أجانب!!
أعلن الهلاليون عن تعاقدهم مع لاعبين أجانب لن أستبق الأحداث وأتحدث عنهم اليوم، بل سأكتفي بهذه الوقفة مع تاريخ أجنبيي الهلال الكاميروني باتريك سوفو والروسي أندريه.
الكاميروني لعب 74 مباراة سجل فيها 13 هدفا يعني المدافعين يسجلون أهدافاً أكثر منه!!
شارك مع منتخب الكاميرون في 72 مباراة سجل خلالها أربعة أهداف فقط!!
سبق إيقافه من قبل الاتحاد الفرنسي لمدة ثمانية أشهر لاعتدائه على الحكم!!
أما الروسي فالتعاقد معه لمدة أربعة أشهر منها شهران ربما يقضيهما في استعادة لياقته وحضوره في المباريات لتوقفه عن اللعب في الأشهر الثلاثة الماضية!!
* نلتقي على خير الأحد بعد القادم إن شاء الله وكل عام وأنتم بخير.
| 
