Sunday 9th february,2003 11091العدد الأحد 8 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

السبيعي يعقب على ثلاث مقالات نشرت في صفحة واحدة السبيعي يعقب على ثلاث مقالات نشرت في صفحة واحدة
كلمات عابرة إلى الأساتذة..التركي.. الماجد.. آل الشيخ

فقد اطلعت على المقالات المنشورة في صفحة «مقالات» في عدد «11803» وبتاريخ 29/11/1423هـ، ونظراً لما عهدناه من انشراح صفحاتكم للآراء المختلفة فاسمحوا لي بهذه التعقيبات:
التعقيب الاول على مقال الاستاذ ابراهيم التركي:
قال وفقه الله للخير:«نناقش بانفتاح لماذا نكره امريكا..؟، ويناقش «الامريكيون» بشفافية لماذا نكرههم؟وحقنا ان نحاول قراءة ذواتنا على الهواء لماذا نحن ولماذا هكذا؟ علموا اولادنا وبناتنا في دروس التربية الوطنية ان اساس النجاح «ثقافة» و «لباقة» و «تواضع» و «حب للآخر» و ادراك «للقصور» ومعرفة ان في «بني ابينا» وبني «عمومتنا» من هو خير منا.. اما ان عادت حكاية «الخصوصية» و «التميز» و «التفوق» فالله المستعان..
ولا شك ان هذا الاسلوب - الذي ينتهجه الاستاذ ابراهيم - مثل الزئبق، لا تستطيع ان تحصره في زاوية تحاكمه اليها، ولكن اقول في كلمات موجزة:
* لا نشك جميعاً ان «النجاح» يتحقق بوجود الهدف الواضح الصحيح، وبسلوك الطريق الموصلة اليه، والنجاح الذي نريده هو عمارة الآخرة بسلوك ما يرضي الله، وعمارة الدنيا كما امرنا الله، واننا نملك «الثقافة» التي ينبغي ان نحملها الى الناس ولا يملكها الناس!، وكما قال ربعي بن عامر لملك الفرس: ان الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد الى عبادة رب العباد، ومن جور الاديان الى عدل الاسلام، ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والآخرة.
* ما المقصود بكلمة: نعلمهم «حب الآخر»؟ إن كان المقصد هو المسلم المستمسك بحبل الله ولكننا اختلفنا معه..
فهذا لا شك انا نحبه بقدر ايمانه، وقال قال تعالى: {وّاعًتّصٌمٍوا بٌحّبًلٌ اللهٌ جّمٌيعْا وّلا تّفّرَّقٍوا وّاذًكٍرٍوا نٌعًمّتّ اللهٌ عّلّيًكٍمً إذً كٍنتٍمً أّعًدّاءْ فّأّلَّفّ بّيًنّ قٍلٍوبٌكٍمً فّأّصًبّحًتٍم بٌنٌعًمّتٌهٌ إخًوّانْا..} .
*أما إن كان المقصود هو كل «آخر فلا، فالمسلم لا يجوز ان يحب الكفار، فمن منا يحب «شارون» مثلاً؟ قد تقول: نحن لا نحبه لأنه آذى المسلمين، وكذلك نحن لانحب أي أحد أشرك بالله وجعل له ولداً، وقد قال الله عن ابراهيم عليه السلام ابي الانبياء: {قّدً كّانّتً لّكٍمً أٍسًوّةِ حّسّنّةِ فٌي إبًرّاهٌيمّ وّالَّذٌينّ مّعّهٍ إذً قّالٍوا لٌقّوًمٌهٌمً إنَّا بٍرّآءٍ مٌنكٍمً وّمٌمَّا تّعًبٍدٍونّ مٌن دٍونٌ اللّهٌ كّفّرًنّا بٌكٍمً وّبّدّا بّيًنّنّا وّبّيًنّكٍمٍ العدّاوّةٍ وّالًبّغًضّاءٍ أّبّدْا حّتَّى" تٍؤًمٌنٍوا بٌاللَّهٌ وّحًدّهٍ..} .
* واخيراً، فلا شك ان للمسلمين خصوصية وتميزاً وتفوقاً، وقد قال تعالى:{$ّلا تّهٌنٍوا $ّلا تّحًزّنٍوا $ّأّنتٍمٍ الأّعًلّوًنّ إن كٍنتٍم مٍَؤًمٌنٌينّ} فنحن الاعلون، وقوله {وّلا تّهٌنٍوا} هو ما يسميه بعض الناس «تواضع»! وقال تعالى: {ثٍمَّ أّوًرّثًنّا الكٌتّابّ الذٌينّ اصًطّفّيًنّا مٌنً عٌبّادٌنّا..} يعني بهم امة محمد صلى الله عليه وسلم، والآيات والاحاديث كثيرة في هذا الباب.
* والاستاذ ابراهيم صاحب كتابات جريئة والفاظ متينة، جعله الله ممن يخدم دينه.
التعقيب الثاني على مقال الاستاذ محمد آل الشيخ:
قال وفقه الله للخير كلاماً طويلاً بعنوان «الإسلام والجهاديون التدميريون؟» فتكلم عن الدعوة في امريكا وتوسعه قبل احداث سبتمبر، ثم تكلم عمن يلمز الدين بأنه لم ينتشر الا بالسيف، ثم كان مما قاله:« فالجهاد الذي هو ذروة سنام الاسلام لا ينحصر فقط في الجهاد بمعناه القتالي، وانما يمتد ليشمل الجهاد بمعناه الواسع والمتعدد في لغة العرب «ثم تكلم عن التدميريين في احداث سبتمبر، ولن اعقب عليه طويلاً لانه لم يأت بجديد، لكن اريد ان ابين عدداً من النقاط حتى لا يفهم احد كلامه خطأ فنقول:
* لا شك ان الاسلام لم ينتشر الا بالسيف، ولكنه انتشر بالسيف والدعوة، فقد انتشر في شرق الارض ودخل جزر اندونيسيا وبيوت الصين بالدعوة، ولكن بعد ان كسرت حواجزه جيوش قتيبة بن مسلم ومحمد بن القاسم، وانتشر في غرب الارض بجيوش عبدالله بن عمرو وعزمات عبدالله بن الزبير، وعلى هذا فان القتال في سبيل الله لا شك انه عبادة لله ولكنه غير مقصود لذاته، فإذا دخلت الامم في دين الله او تحت حكمه فلا حاجة إلى القتال.
* الجهاد لا شك انه لفظ عام يدخل فيه الحج وغيره، لكن مع ذلك ينبغي ان نعلم انه اذا اطلق الجهاد في سبيل الله فالمراد به جهاد القتال بالمال واليد واللسان، وليت شعري اذا كانت شعائر الإسلام كلها من ذروة سنام الاسلام، فماذا يعني الاسلام؟ ايكون الإسلام هو ذروة سنام الاسلام!؟
* ينبغي الا يجرنا الخطأ الى خطأ آخر، فاذا كان اصحاب سبتمبر اخطؤوا في الزمان والمكان، فليس معنى ذلك ان نخطئ نحن كذلك وننهزم امام «الناس» لنغير «تاريخ» الاسلام و «معنى» الاسلام.
التعقيب الثالث على مقال الاستاذ عبدالله الماجد:
تكلم وفقه الله للخير عن زيارته «لفرنسا»، وكيف انه ركب مع سائق سيارة مثقف! وكل ثقافته انه يفتخر بطائرة الكونكرد ومتحف اللوفر!، والمقال طويل، ولكني اعقب بهذه الكلمات:
قل كونوا حجارة أو حديدا (50) أّوً خّلًقْا مٌَمَّا يّكًبٍرٍ فٌي صٍدٍورٌكٍمً}
لاشك ان الثقافة هي ان تحمل وعياً عاقلاً وقلباً متحرراً من العبودية لغير الله، وان يكون بين جنبيك علم تعرف بين كيف تعمر الآخرة وتصلح الدنيا.
* الحضارة في تحرر القلب والعقل، في منع الظالم من الظلم، في رعاية الامة وحياطتها وصيانتها، في اصلاح اخلاقها وآدابها.
* نحن «العرب» خرجت «حضارتنا» وتكونت «ثقافتنا» يوم ارتج غار حراء برسول يردد {اقًرأً} ، نحن العرب حضارتنا يوم حررنا الانسان من عبادة الاحجار، لا يوم ان نجمع الاحجار!
* اما عن نابليون، فان من يقرأ تلك السطور يظن ان نابليون جاء منقذاً «لحضارتنا» ومن المعروف ان نابليون اتى بثلة من اللصوص الذين سرقوا كتب المسلمين وآثارهم، وهربوا بها الى اللوفر، هذا فضلاً عن سفك الدماء وتغيير «الثقافة».واخيراً شكراً لكم ايها القراء وشكراً لعزيزتي الجزيرة، ولنا لقاء.

القاضي عبدالله بن سعود السبيعي (شفاه الله)

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved