أنتِ المعالي والعُلا.. أمَّ القُرَى
والمجدُ والقيمُ الرفيعةُ والذُّرا
أنتِ التي جَمَعتْ زوايا الأرضِ في
محرابِها.. نُسُكاً يَعَظِّمُهُ الْوَرَى
فتحتْ ذراعيها وأشرقَ وجهُهَا
متألِّقاً مستشرِفاً.. مستبشِرَا
وأريجُها عَبَقٌ يضوعُ بنفحِهِ
وبِنَشْرهِ الكونُ الفسيحُ معطِّرَا
والخافقان مآذنٌ أصغَى لَها
سمعُ الدُّنا ما هلَّلا أو كبَّرَا
ويَؤُمُّكِ الجَمْعُ الغفيرُ تشدُّهُ
أقوى الوَشائجِ والروابط والعُرَى
وَسَعَتْ إليكِ فجاجُها.. قد وحَّد النَّهجُ
العظيمُ لها الطريقَ ونوَّرَا
وَحُداؤُهم: «لبيكَ».. رتَّلها الأنا
مُ محلِّقاً.. أو ظاعناً.. أو مُبْحِرَا
حملتهمُ الأشواقُ وهي: وَميقةٌ
وعميقةٌ تجري مع الدمِ ما جَرَى
وأتوكِ ينهبهمْ طريقُكِ خُشَّعاً
زُمَراً سَواسِيَ: مَخْبَراً.. أو مَظْهَرَا
في وِجْهَةِ الرَّحمنِ خَلْجَةُ نَاسِكٍ
وَجوىَ يَذُوبُ.. تعلُّقاً.. وتَفَطُّرَا
لبَّوا نداءَ خليلِهِ برجالِهم
أو ممتطينَ من السوابحِ ضُمَّرَا
كي يشهدوا فيكِ المنافِعَ جَمَّةً
حسبُ الملبّي الربُح: باعَ أو اشتَرَى
يا كعبةَ الشَّرفِ الرَّفيعِ.. مهابَةً
أنتِ المثابةُ.. والسَّلامةُ.. والقِرَى
أنتِ المَلاذُ إذا النَّوائِبُ دَاهَمَتْ
وعَرينُ أسدٍ يدلَهِمُّ بها الشَّرَى
أنتِ المحبةُ والوئامُ تناغمتْ
فيكِ المفاخرُ عزةً.. وتطوُّرَا
أنتِ الطريقُ المستنيرةُ منهجاً
مُذْ أُنزِلَ القرانُ يُتلَى في حِرَا
في دولةِ الإسلامِ شَعْشَعَ كالسَّنَا
عبدُالعزيزِ أنارَهُ فتنوَّرَا
لما يزل دستورَها وظلالَها
نُصِرَتْ به.. حقٌّ لها أَنْ تُنْصَرَا
وَلِخَادِمَ البَيْتَيْنِ فيكِ مآثرٌ
جَلَّتْ عنِ الإِفصَاحِ يا أُمّ القُرَى