Sunday 9th february,2003 11091العدد الأحد 8 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

هل نستشعر خطر الحملات الإعلامية الأمريكية؟ هل نستشعر خطر الحملات الإعلامية الأمريكية؟
المهندس/ ناصر محمد المطوع

بالأمس قامت مجموعة من الأمريكيين ممن فقدوا أقارب في أحداث الحادي عشر من سبتمبر برفع دعوى قضائية ضد عدد من رجال الأعمال والرسميين السعوديين، بحجة أنهم كانوا يدعمون جمعيات خيرية صرفت بعض أموالها حسب الادعاء لصالح منفذي التفجيرات.. واليوم هناك حملة منظمة في أمريكا تدعو إلى مقاطعة النفط السعودي.. ولا زلنا نعيش حملات لا تهدأ ضد المملكة.
يجب ألا نتفاجأ من مثل هذه التصرفات.. بل يجب أن نتوقع ما هو أسوأ منها وأكثر جرأة. الشيء الذي يدعو للحيرة هو ردود فعلنا تجاهها.. فها نحن نقابل حملة مقاطعة النفط السعودي بمثل ما قابلنا به سابقاتها من عدم الاكتراث بها والتقليل من شأنها ومحاولة إقناع أنفسنا بعدم جديتها وعدم فاعليتها.. هذه الحملات تقوم بها منظمات لها جذور بعيدة المدى في المجتمع الأمريكي وفي الآلة الإعلامية الأمريكية.. وسواء كانت إدعاءاتها صادقة أو كاذبة فإن استمرار تداولها وترديدها في وسائل الإعلام يوماً بعد آخر سيرسخ في أذهان المواطنين الأمريكيين مفاهيم بشعة عن هذه البلاد وحكومتها وشعبها.. ومعروف أن الرأي العام في أمريكا هو المؤثر الرئيسي في تشكيل وتوجيه السياسة الرسمية للحكومة الأمريكية.
لقد آن الأوان ألا نكتفي بما يصرح به من تفاهم بين الرسميين السعوديين والأمريكيين.. ولا بد من مقابلة هذه الحملات بحملات مدروسة وبعيدة المدى.. وأن أول ما يجب فعله هو أن نتوقف عن التقليل من شأنها.. وأن نأخذها مأخذ الجد.. وأن نبدأ بدراستها والتدقيق في محتواها.. والقيام بما يلزم للرد عليها. قامت الحملات الإعلامية ضد المملكة على قاعدة أننا شعب يعيش حالة يأس تفرخ الإرهاب.. فالبطالة متفشية رغم ثراء البلاد.. والمرأة محرومة من حقوقها الإنسانية.. ومناهجنا لا تخدم سوق العمل.. وإسلامنا لا يعترف بإنسانية الآخرين.. وصدقاتنا تصل إلى المنظمات الإرهابية.. مثل هذه الأقوال سواء جاءت من أمريكا أو من غيرها لا بد من مراجعتها وتشريحها واحدة واحدة..
وخير وسيلة إلى ذلك هو الحوار الجريء الأمين الصادق الصريح وليكن في مجلس الشورى مثلاً فما كان سليماً من أمورنا أبقينا عليه.. وما يحتاج إلى تطوير أو تعديل نطوره ونعدله.. وهذا هو عين الحكمة والمنطق.. وبهذا تكون الحملات الإعلامية المشار إليها إفادتنا إفادة بالغة.
وإذا ما أنجزنا ذلك نكون قد انتزعنا منها أحد أهم أسلحتها.. على أن الأهم من كل هذا هو أن نقتنع نحن بكل فئاتنا - بسلامة أمورنا بحيث لا يجد التشكيك منفذاً ينفذ منه إلى نفوسنا. هذه أولى الخطوات التي يلزم أن نقوم بموازاتها بخطوات أخرى لها نفس الأهمية تجاه الرأي العام العالمي.. تحتاج إلى تجميع الكفاءات المتخصصة والخبيرة للإعداد لها.. على ألا تترك مسؤولية التنفيذ للجهات الحكومية فقط.. وإنما لا بد من إشراك قطاعات من المجتمع المدني بكل ما لديها من وسائل وإمكانات.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved