تتحقق درجات عالية من الأمن عندما يتغلغل الإدراك والوعي بأهمية الأمن في نفوس قطاعات عريضة وواسعة من المجتمع، ففي ذلك ما يشيع الطمأنينة بدرجات أكبر.
وماتم كشف النقاب عنه أول أمس حول القبض على بعض الجناة في حادث شقق الروشن فيما جرى تسليم آخرين من قبل أسرهم يعني أن عملاً متكاملاً قد تم طرفاه المجتمع والأجهزة الأمنية الرسمية.
وقد تم هذا العمل في غياب أي تنسيق بل من خلال قناعة هذه الأسر بأن أمن المجتمع والوطن ككل يستوجب مثل هذا التصرف الذي قاموا به وأن الأمر لايتعلق بمجرد فرد فيها وإنما بأكبر من ذلك..
مثل هذه المبادرات من قبل الأسر تعني أنها ترفض الأفكار التي تلبست أبناءها حتى دفعتهم إلى الظهور بذلك المظهر المسلح وما أدى إليه من إصابات ووقوع قتيل وفقاً لتلك الأحداث المؤسفة.
وبالنسبة لرجال الأمن فإن ما قاموا به يندرج في سياق عملهم اليومي ومع ذلك فإن الإنجازات المتتابعة لأجهزتنا الأمنية المتمثلة في سرعة القبض على الجناة تعكس درجة من الأداء الرفيع المتطور الذي يعتمد على أحدث المناهج والتقنيات في التدريب والتعليم، وقبل هذا وذاك فإن ذلك الأداء المتميز هو تعبير عن الوطنية المتأصلة في نفوس هؤلاء الأبطال الذين دربوا على تقديم الأمثلة الطيبة عن التفاني في تنفيذ الواجب والمهنية العالية التي يتمتعون بها.
إن إحساس كل مواطن أنه خفير وأنه مسؤول عن أمن بلاده والحفاظ على مكتسباتها سيفيد الأجهزة الأمنية كثيراً ويعزز جهودها لاستئصال شأفة مثل هذه الأعمال التي تستهدف الإخلال بأمن المجتمع، وهكذا فإن من الطبيعي أن تصدر مثل تلك المبادرات من المجتمع ذاته لأنه المستهدف..
|