دعوني أسوق هنا.. نقاطاً متعددة حول هذه الاجازة أو الاجازات القصيرة بشكل عام.. كإجازة عيد الفطر المبارك أو عيد الأضحى.
** الأمر الأول.. هو الغياب المبكر والمفاجىء للبنوك.. حيث أوصدت أبوابها فجأة في اليوم الرابع من هذا الشهر وقبل يوم العيد باسبوع تقريباً وتقول.. إنها عطلة العيد.. أي أن موظفي البنوك ناموا قبل العيد باسبوع.. وكلكم تدركون أهمية البنوك ومدى حاجة الناس يومياً لها.. وبالتالي.. فإن غيابها قبل العيد بحوالي ستة أيام.. يلحق ضرراً بالناس.. وأبسطها تسديد الفواتير أو الحوالات أو الصرف أو الأشياء اليومية البسيطة لعامة الناس.. عوضاً عن احتياجات رجال الأعمال للتعاملات المالية الكبرى.
** غياب البنوك هذا العام.. كان مفاجئاً للغاية.. واجازاتهم كانت مفاجئة.
** ويبدو لي.. أن البنوك بدلاً من أن تكثف حضورها.. فقد أصدرت قبل فترة نظاماً جديداً يلغي العمل يوم الخميس وغابت يومين في الأسبوع.. وإذا أضيف لها غياب الدول الأخرى أيام = السبت والأحد = فيصير الغياب البنكي لأي حوالة أو تعامل مالي خارجي.. أربعة أيام.. يومان عندنا.. ويومان عندهم.. وهذا يؤخر التعاملات المالية لأيام.
** ليت البنوك استمرت حتى يوم الأحد الثامن من شهر ذي الحجة على الأقل.. كما هو شأن «90%» من الشركات والمؤسسات العاملة هنا في المملكة التي بدأت اجازتها يوم الاثنين 9/12/1423هـ.
** قد تقولون.. ان غياب البنوك غير كامل.. نظراً لوجود فروع «مناوبة» وهو وجود غير كافٍ.. بل وجود ضعيف وفي نطاق محدود.. وزحام ومشاكل.
** الأمر الثاني.. هو الزحام.. الزحام في الرياض خلال الاجازة.. فالمدن.. والقرى والهجر.. كلها «تِكِبْ» في الرياض.
** شوارع الرياض.. امتلأت بالسيارات.. بل زادت خلال الاجازة.. وإذا كان قد غادر الرياض مثلاً.. عشرة آلاف سيارة.. فقد دخلها خمسون ألف «جمس وأبو غمارتين» خلال الاجازة.. ولعلكم تلاحظون الشقق المفروشة كيف اكتظت بالناس.
** الشوارع.. امتلأت بالسيارات.. وتعطلت الحركة المرورية في أكثرها بسبب الزحام.. خصوصاً وأن أكثر رجال المرور اليوم.. هم في المشاعر لخدمة ضيوف الرحمن.. وليس كما يتوقع البعض.. أنهم نائمون في بيوتهم أو مجازون.. فهم في ميدان آخر.
** لا شك ان الشقق المفروشة التي انتشرت في الرياض بطريقة عجيبة.. قد أسهمت في امتلاء الرياض بالناس خلال الاجازات.
** الأمر الأخير.. هو أن هذه الاجازة.. جاءت وسط أحداث ومخاوف وسخونة أجواء سياسية عالمية.
وحتى نوفر على البعض «هنا» مشوار السفر.. لو صار «هَهْ وإلاّ هَهْ» نقول.. «ترى خِرْبات بيوت الطين في بعض القرى.. عَوِّدُوا عليها أهلها؟؟!!». والسلام.
|