* واشنطن رويترز:
قال الرئيس الأمريكي جورج بوش مساء الجمعة إنه يتعين على الأمم المتحدة أن تحزم أمرها على وجه السرعة بشأن ما إذا كانت ستدعم مطالبها بأن ينزع العراق أسلحته في حين أبلغه رئيسا الصين وفرنسا أنهما يريدان تفادي نشوب حرب.
وقال بوش للصحفيين «هذه لحظة حاسمة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.. إذا سمح مجلس الأمن لدكتاتور بأن يكذب ويخدع فإن مجلس الأمن سيضعف».
وبعد يوم من إعلان بوش أن «اللعبة انتهت» مضت الولايات المتحدة قدما في استعدادات الحرب بإصدار الأمر لحاملة طائرات خامسة بالتوجه إلى الخليج حيث يتجمع آلاف من القوات الأمريكية كما رفعت مستوى الاستعداد لهجمات «إرهابية» في الداخل.
وكرر بوش في تصريحات على أعتاب مبنى وزارة الخزانة بواشنطن أنه سيرحب بصدور قرار جديد من الأمم المتحدة يؤيد مطالب القرار الذي أصدره مجلس الأمن في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي والذي يحذر العراق من «عواقب وخيمة» إذا لم يتخل عن أسلحته للدمار الشامل، وينفي العراق امتلاكه لمثل هذه الأسلحة.
ودافع بوش عن وجهة نظره في اتصالات هاتفية مع الرئيسين الفرنسي جاك شيراك والصيني جيانج تسه مين اللذين قالا إنهما يريدان استمرار عمليات التفتيش بحثا عن أي برامج مشتبه فيها لأسلحة كيماوية أو بيولوجية أو نووية في العراق.
ونقلت كاتين كولونا المتحدثة باسم شيراك عن الرئيس الفرنسي قوله لبوش «نستطيع نزع سلاح الرئيس العراقي صدام حسين دون حرب» من خلال «تعزيز عمليات التفتيش وكسب تعاون العراق».
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» إن جيانج أبلغ بوش إنه يتعين تقديم دعم لتعزيز فرق التفتيش التابعة للأمم المتحدة.
ونقلت الوكالة عن جيانج قوله إن عمليات التفتيش أحرزت بعض التقدم في العراق رغم أنه لا تزال هناك بعض المشكلات.
وقال البيت الأبيض إن بوش وشيراك اتفقا على مواصلة المشاورات وأن بوش شدد لجيانج على أن «الوقت هو جوهر التعامل مع العراق».
وأفاد الرئيس الأمريكي أنه على ثقة من أنه عندما يقيم أعضاء مجلس الأمن مسؤولياتهم فإنهم سيدركون أن قرار المجلس رقم 1441 «يتعين تعزيزه بأقصى حد».
وقال بوش «يتعين أن يحزم مجلس الأمن أمره على وجه السرعة ليقرر إن كانت كلماته تعني شيئا أم لا».
وأعربت روسيا أيضاً عن تشككها، ويمكن لأي من روسيا والصين وفرنسا التي تملك حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن منع صدور قرار جديد يخول استخدام القوة ضد العراق، وهناك جهود دبلوماسية أمريكية لإقناعهم بتأييد جهود بوش لتشكيل تحالف ضد بغداد.
وتهكم بوش على اقتراحات لتعزيز عمليات التفتيش عن الأسلحة.ومضى يقول «دور المفتشين هو الجلوس هناك والتأكد مما إذا كان ينزع سلاحه أم لا.. وليس أن يلعبوا لعبة القط والفأر في دولة بحجم «ولاية» كاليفورنيا».
وتابع «لو كان صدام حسين مهتما بالسلام والإذعان لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.. لنزع الرئيس العراقي أسلحته».
وقال الرئيس الأمريكي إن صدام «تعامل مع مطالب العالم حتى الآن كما لو كانت مزحة» وعليه أن يقرر ما إذا كانت حرب ستندلع.
واستطرد بوش الذي حذّر يوم الخميس من أن الرئيس العراقي أعطى موافقته على استخدام أسلحة كيماوية في حالة نشوب حرب «هذا قراره.. هو الشخص الذي سيحدد الحرب والسلام».
ويصر البيت الأبيض على أن بوش لم يتخذ بعد قرارا بدخول حرب لكن المفاوضات الدبلوماسية في مرحلة أخيرة ستنتهي خلال أسابيع لا شهور.
وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن صدور قرار جديد من الأمم المتحدة يسعى لإضفاء شرعية دولية على غزو العراق من المرجح أن يتضمن مهلة قصيرة إن كان سيشمل مهلة أصلا وربما لا يصل لحد التخويل صراحة باستخدام القوة.
وتصيغ بريطانيا المتوقع أن تقدم مثل هذا القرار رغم معارضة فرنسا وروسيا والصين وألمانيا البنود المختلفة للقرار.
وأمر البنتاجون في وقت سابق حاملة طائرات خامسة هي كيتي هوك بالإبحار إلى منطقة الخليج من المحيط الهادي.
وإضافة إلى عدة مئات من المقاتلات والطائرات الهجومية والقاذفات الأمريكية الموجودة بالفعل في منطقة الخليج فإن الولايات المتحدة تواصل نقل عشرات الآلاف من القوات إلى هناك.
من جهة أخرى، قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في عدد أمس السبت إن مسؤولين من إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش عقدوا اجتماعات سرية نادرة مع مبعوثين إيرانيين في أوروبا الشهر الماضي بحثا عن تعهدات بتقديم مساعدة إنسانية وضمانات على أن حكومة طهران لن تتدخل في أي عمليات عسكرية في حالة شن الولايات المتحدة حربا ضد العراق.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إن دبلوماسيين أمريكيين طلبوا من إيران الانضمام لعمليات البحث والإنقاذ في حالة سقوط طائرات أمريكية.
وأضافت الصحيفة أنهم طلبوا أيضاً من الحكومة الإيرانية عدم توفير ملاذ آمن للعراقيين الفارين الذي قد يحاولون عبور الحدود إلى إيران لإعادة تنظيم صفوفهم ضد أي حكومة تساندها الولايات المتحدة في بغداد.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من متحدث باسم وزارة الخارجية جرى الاتصال به.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية قوله إن البيت الأبيض يأمل ألا يتدخل الإيرانيون إذا أطاحت القوات بقيادة الولايات المتحدة بالرئيس العراقي صدام حسين لتشكيل حكومة موالية للغرب في العراق.
|