أيها القارئ الكريم هذه كلمة وجيزة أقولها لك بصراحة وتلك الكلمة هي «البخلاء حتى على أنفسهم»، والبخل هو وجود المال ووجود الشيء دون استعماله بل توفيره وخزنه رغم الحاجة الماسة اليه. فاليوم نرى كثيراً من الناس يبخل حتى على نفسه وعلى عائلته بالملبس.. بالغذاء.. ولا يقدم ولا يستعمل الطعام والغذاء الجيد المناسب الذي يجب عليه استعماله، فإذا حان وقت الشتاء اشترى ملابس لا تناسبه لرداءتها رغم وفرة المال ووفرة الملابس الجيدة واذا جاء واقبل فصل الصيف يستعمل نفس ملابس الشتاء الصوفية، بخلا بأن لا يشتري ملابس مناسبة لفصل الصيف وحرارته فيحتر ويعرق وتتكاثف الاوساخ على جسمه وهو لا ينظف جسمه فكل شيء يبخل به رغم وفرة النعم الحمد لله والشكر له، فإذا هو مبعثر الشعر قبيح المنظر حافي القدمين، فإذا رآه الفقير البائس بهذا المنظر لا يطلب منه حسنة ظناً بأنه فقير مثله.
فلنسأل هل هذا هو غرض البخيل.. حتى اذا رآه الفقير لا يطلب منه مساعدة فيوفر ما وجب عليه أن يدفعه له..؟ فنجيب نعم وأشكل من هذا فأين الوعي.. أين الخجل أيها البخيل..؟ لا قلب منه يرحم فقيرا ولا قلب واعياً ينصح بخيلا، ولا أريد كثرة الاسراف والتبذير، ولكن أريد الشيء المناسب، ولا يكين الإنسان بخيلا لا يتصدق ولا يحسن وأخيراً أودِّعكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|