سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة - حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
(كيف تمنع الحرب على العراق؟)
مقال في حلقات للكاتب جاسر الجاسر توقفت عند الحلقة الثالثة بعدد الجزيرة 11080 حيث تضمنت عبارة أجد نفسي عاجزاً عن تجاوزها ويحدوني التفاؤل بأن جريدتنا الغراء لن تهمل تفاعل أحد قرائها مع ما ذهب إليه أحد كتابها الأفاضل.. إذ قال: (... ومع أن دور الأمم المتحدة تراجع كثيراً في كثير من القضايا، إلا أن الأزمة العراقية - الأمريكية أعادت للأمم المتحدة دورها الهام...)! بداية أشاطر الكاتب العزيز حرصه لإيقاف الحرب والتصدي لكيد الأعداء، إلا أن العبارة السابقة قد سال حبرها في غير المجرى الذي تسيل معه هموم كاتبنا وآماله بوقف الحرب، حيث أسهب مستبشراً بالدور الفعال للأمم المتحدة لإنهاء الأزمة سلماً، فهي حتى الآن نجحت في تأخير شن الحرب!!.. وإني لأعجب متسائلاً: ما الجديد الذي يجعلنا نعتقد بتغيير مواقف هيئة الأمم المتحدة؟ إن المتتبع لقضايانا العربية والإسلامية التي طال أمدها لعشرات السنين يجد أن هيئة الأمم المتحدة تتعايش مع واقع لا يتفق وحل هذه القضايا، بل إنها تتوارى عن تنفيذ قرارتها القديمة التي صدرت تمشياً مع متطلبات التكتيك والتآمر لتلك المرحلة فيما يتعلق على سبيل المثال بقضية فلسطين وكشمير وغيرهما ممن لم يحظ ولو بجزء يسير مما حظي به إقليم (تيمور الشرقية) الذي سلخ زوراً من اندونيسيا المسلمة بغطاء من هيئة الأمم المتحدة!!.. فهي كيان أساس نشأته قائمة على المصالح الغربية إذاً فهيئة الأمم المتحدة يخضع قرارها بشأن الحرب على الرؤية الأمريكية التي لم تتضح معالمها أمام أصحاب القرار الأمريكي، حيث ما زالت المعطيات تحول أمام أمريكا بشن الحرب على العراق وعلى رأس وذيل هذه المعطيات تذبذب وضعف التأييد العالمي، وقوة ردة الفعل الرسمية والشعبية للدول المعارضة والمتضررة.. ومن هنا تجد أمريكا في هيئة الأمم المتحدة غسيلاً لماء وجهها في حال إقرار الحرب أو التراجع. إن ما يثير الدهشة والحسرة أن قضايا الأمة الإسلامية والعربية تعالج وتحلل إعلامياً بين تزييف غربي وتسطيح عربي، الأمر الذي جعل المتلقي يعيش أزمة إدراك نتج عنها ارتباك وضعف في اتخاذ الموقف الصحيح تجاه قضيته!! فحري بكتابنا ومفكرينا أن ينطلقوا من عمق القضية التي يريدون التحدث عنها ويسبروا أغوار الأسف المنبع الذي تستقي منه أكثر الدوائر والقنوات الإعلامية في عالمنا العربي والسلام عليكم.
عبدالله العمر/ الرياض
|