تعقيباً على مقال د. عبدالرحمن العشماوي أقول: أصبح الحديث عن تحرير المرأة صناعة يتقنها المتعلم والجاهل، وشغلاً شاغلاً انكبّ عليه ذوو القلوب الرقيقة والأنفس الحساسة التي يؤلمها اتشاح المرأة بالجلباب الأسود، ويقض مضجعها تقوقعها - كما يزعمون - على نفسها وعدم مخالطتها و(انفتاحها) مع الرجال.
بل لعل الحديث عن مثل هذا الموضوع صار (موضة) تتجدد كل عام، ولستُ أنحي باللائمة على هؤلاء، إذ ليس بعد الكفر ذنب، بيد أني أعجب للببغاوات الذين يرددون ما يقوله أعداؤهم دون وعي بخطورة ما يدعون إليه.. والأدهى من ذلك والأمر أن تنساق فئة من فتياتنا دغدغت مشاعرهن بأحاديث الانعتاق من قيد الحجاب، فأضفت على فستانها (عباءتها) مساحيق تجميل تدعو الرائح والغادي بعبارة صريحة (هيت لك)!.. ثم تفتنّ بمشية راقصة تقول بلغة فصيحة: أنا هنا!
هذا، إضافة إلى رائحة العطر النفاذة، وما قد يظهر من ملابسها، وصوت حذائها... إلخ أي مرض ابتلينا به؟! وهل تجاوزت صيحات الملابس والأحذية والقصَّات إلى الحجاب؟!
حين سألت طفلة في الثامنة من عمرها - وكانت تلحّ بطلب لبس العباءة - لمَ ترتدينها؟!
أجابت على الفور: لأكون جميلة!
أتراها قالتها عفواً؟ كلا، بل هي رجع صدىً لما تراه من وقوف أمها أمام المرآة متزينة بحجابها - وهذا ما أراه - ومن تتبع من حولها لآخر ما نزل من موضة (حجاب)!!
أيّ تضادّ في تعريف هذه العبادة؟
إنّ على المسؤولين واجب تتبع هذه العباءات المستحدثة ومصادرتها، ثم إن على المربين توعية المجتمع بخطورة التفسخ والانحلال، وعلى الأمهات والآباء إرشاد من يلونهم، فإن على عواتقهم مسؤولية عظيمة، والله عز وجل يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} .
منى بنت صالح المشيطي/ بريدة
|