عزيزتي الجزيرة:
كالعادة سطر لنا يراع الكاتبة القديرة الأستاذة فوزية النعيم في عدد الجزيرة الغراء رقم (11075) من يوم الجمعة المباركة 21/11/1423هـ.. عن مستوصف أهلي بعنيزة يتاجر بالإجازات المرضية، كمنح إجازات مرضية لطلاب وطالبات الكليات وذلك برسم قدره (40) ريالاً وتساءلت: هل صاحب المستوصف على علم بهذا التجاوز الخطير أم أنها اجتهادات شخصية من طبيبة المركز لزيادة الدخل...
فبعد قراءتي لهذا الخبر.. قلت في نفسي: لا عجب..!
نعم لا عجب! فالأمانة في هذ الزمان عند البعض وللأسف الشديد أصبحت نسياً منسيا، حب الدنيا الفانية وملذاتها طمس المبادئ والقيم وكذا الوفاء بالعهود.
إن ما قامت به طبيبة المستوصف أو غيرها عمل مشين لا يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فهي مسؤولة أمام الله عن عملها الذي هو أمانة في عنقها وستحاسب عليه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وحفظ الأمانة ليس المحافظة على مال الغير فحسب، بل في العمل والبيع وتربية الأولاد. فمن تهاون في عمله أضاع الأمانة ومن غش في البيع أضاع الأمانة ومن أهمل تربية الأولاد أضاع الأمانة.. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء:58]، فعلى كل مسلم ومسلمة أن يحافظا على الأمانة ويرعياها كبيرة كانت أم صغيرة، قل ثمنها أم كثُر، لأن اضاعتها من الخيانة كما قال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث.. إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان».
وفق الله الجميع على حفظ أماناتهم وأداء أعمالهم وهو الهادي إلى الصراط المستقيم.
عبدالعزيز بن عبدالله الجبيلان
القصيم - عنيزة
|