لقد تغير كل شيء في مدننا وبدا على أهلها التململ والضجر نتيجة الكثافة السكانية والحركة المرورية التي ما ان تنفرج حتى تعود نتيجة الاتجاه الواحد مما أوجد صعوبة في الوصول الى مقرات الأعمال والجامعات والمصانع والمعاهد مع تزايد السكان بشكل سريع وحاد مما يفرض الاستعداد لمواجهة الأمر بإنشاء الوحدات السكنية وزيادة الجامعات ومجالات العمل ولعل الهيئة العليا لتطوير مدينةالرياض وهي التي ترقب الوضع عن كثب بمدينة الرياض، قد أدركت هذا الأمر وعقدت العزم على انشاء مراكز حضرية جديدة لمقابلة الأعداد المتزايدة من السكان وفك الضغط على الخدمات وسط المدينة ويبقى أن نعرف متى سيبدأ العمل في انشاء هذه المراكز وهل استعدت أمانة مدينة الرياض والجهات الحكومية الأخرى للبدء في انشاء التجهيزات الضرورية من كهرباء ومياه وهاتف وزفلتة وغيره من المرافق المهمة كالمساجد والمدارس لجذب المستثمرين وتشجيع المواطنين على البناء خاصة ان العاصمة كما تُظهر الاحصائيات سيزيد سكانها إلى الضعف خلال فترة وجيزة ولم يعد هناك وقت للانتظار وإلا أصيبت بالاختناق لقلة العرض في الوحدات السكنية وازدياد السيارات والحاجة الى مجالات عمل لهؤلاء الخريجين وغيرهم من المواطنين الذين يفدون الى المدينة بعد ان ضاقت بهم السبل فالمصانع والأعمال والتعليم العالي والمعاهد الفنية كلها في المدن الكبيرة وليتنا نعطي للمحافظات وخاصة ذات الكثافة السكانية شيئاً من الاهتمام لوقف الهجرة فالجميع يريد تعليماً ويريد وظيفة وهذا لا يتأتى إلا بوجود كليات تنشأ في المحافظات ومدن صناعية ونشاطات تجارية تفي بحاجة الأهالي وتجعلهم يبقون في مواقعهم فلا يهجروها بحثاً عن العمل أو الدراسة فإذا كانت لدى الجهات المعنية بالتخطيط دراسات تعنى بهذا الموضوع فالمطلوب تحريك ملفاتها لتأخذ مسارها إلى أرض الواقع.. وفق الله الجميع.
|