بدأت وفود الحجيج تصل الى بلادنا بلاد الحرمين الشريفين منذ بداية هذا الشهر استجابة للنداء الرباني سبحانه وتعالى: قال تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ(27)لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ(28)ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ(29)} سورة الحج.
وهذا هو الهدف الأساسي لهؤلاء الأفاضل الذين قطعوا الفيافي ومخروا البحور واعتلوا السحب لاداء الركن الخامس من أركان الإسلام لابسين ثوب السكينة والوقار متجردين من كل شائبة تعكر صفو الجو الروحاني الذي يلازمهم منذ أن عقدوا النية للحج وودعوا الأهل والأقارب وغادروا بلادهم وعيونهم تفيض بالدموع الممزوجة بلوعة فراق الأهل والديار وفرحة الاستجابة للنداء الإلهي لأداء فريضة الحج وعيونهم وقلوبهم تتطلع بكل لهفة وشوق إلى أرض الحرمين الشريفين ففيها تتحقق الأماني التي جاءوا من أجلها فأهلا بهم في أرض الرسالات وبين اخوانهم الذين يحبون من هاجر إليهم.
وقد هيأت لهم الدولة أعزها الله أفضل الخدمات التي تمكنهم بحول الله من أداء مناسكهم بكل سهولة ويسر في مكة المكرمة والمدينة المنورة ومنافذ المملكة العربية السعودية البرية والبحرية والجوية وحشدت آلاف الموظفين على مختلف المستويات والتخصصات لخدمة هؤلاء ولم يبق سوى استشعارنا نحن ابناء هذا الوطن سواء كنا مكلفين في مجال الحج والزيارة أم غير مكلفين بأن واجب هؤلاء علينا كبير ويجب أن يرتقي تعاملنا معهم في كل المجالات بما يليق بأبناء هذه البلاد محط أنظار العالم الإسلامي ويتلاءم مع الخدمات الجليلة التي وفرتها الدولة في جميع المجالات والوقوف مع قيادات الحج التي تعمل ليلا ونهاراً لخدمة هؤلاء.
بكل امانة واخلاص فالمسؤولية كبيرة والأمانة ثقيلة فعلى كل فرد ان يراقب الله بالسر والعلن أيا كان موقعه بحسن التعامل مع ضيوف الرحمن.
ويجب ألا نخدش هذه المنجزات وهذا الاهتمام الكبير من ولاة الأمر باستغلال ضيوف هذه الديار حاجاً وزائراً أو سوء التعامل معهم في موقع تحركهم في المنافذ والسكن والأسواق والتنقلات الداخلية ليعودوا حامدين شاكرين الله الذي وفقهم لأداء مناسكهم ثم لقيادة هذه البلاد وشعبها الذين كانوا خير عون لهم لتحقيق مآربهم السامية فأهلاً بضيوف الله في أرض الرسالات وتحية صادقة لكل مخلص في أداء واجبه الوطني.
|