تم تأهيل عدد من المعلمات بمركز والدة الأمير فيصل بن فهد للتوحُّد بالقدر الذي يسمح لهن بمواجهة طوفان ألغاز التوحد من خلال عملهن بمعهد التربية الفكرية بالرياض، وهذا امتداد لمواقف ايجابية من القائمين على هذا المركز، وعلى رأسهم الأميرة سميرة بنت عبد الله الفيصل التي آلمها وجود عدد هائل من الأطفال على قوائم الانتظار ففتحت أبواب بيتها العامر لطمأنة الأمهات اللاتي أعيتهن ظلالية التوحد.. لتعريف الأم بما هية المشكلة وبالوسائل المبدئية للمساعدة على احتواء ما تيسر من ألغاز سلوكية محيطة بالحالة في المنزل.. يعني ندوات!!
ولقوائم الانتظار شجون طويلة.. للتشخيص أولاً كأطفال توحديين وتأهيلهم ثانياً وتعليمهم ثالثاً..!!
وقد استبشر أولياء الأمور كثيراً بتناقل همسات النية عن افتتاح هذا المعهد، ولكن، وبسبب تأجيل افتتاح أقسام التوحد بالمعهد، فقد نامت آمالهم الراقصة.. وروضت أحلامهم الثائرة باستنطاق أبنائهم..وذابت معان كثيرة يأتي على رأسها «الالتزام»..!!
وإذا كانت المسؤولية عن تأخير رصد ميزانية المعهد تقع على عاتق وزارة العمل والشؤون الاجتماعية «كما يقول البعض» فمعالي وزير العمل شخص غني بعلمه وثري بجدارته..وقد كان لي شرف الالتقاء بمعاليه.. وأعرف يقيناً عمن أتحدث في هذا المقام.. فصراحته ومصداقيته وأريحيته لها صلة وطيدة بمواطنته الحقة وانسانيته التي لا تقبل الجدال.فهل لنا يا سيدي الإنسان أولاً أن نطمع في وقوف معاليكم على أسباب المشكلة.. والتدخل لحلها من خلال رؤية واقعية لحال أطفالنا التوحديين وذويهم..!!
وهل لي أن أصارح معاليكم بأن بعض المراكز الأهلية المتاحة تطلب أجرة نظير تأهيل أبنائنا تقدر بأربعين ألف ريال سنوياً، دون قبول مساءلتهم عن ماهية المؤهلين والمعالجين الذين يضمهم الكادر «النفعي» في تلك المراكز..!!
وإذا كانت المسألة ملقاة على عاتق وزارة المعارف «بصفة بعض الأطفال التوحديين من القابلين للتعليم» فأعتقد أننا بحاجة للانتظار طويلاً لحين حل معضلة التشخيص وملء البيانات والقسائم الداخلة في السحب على حجز مقعد دراسي..!!
أما إذا كانت المسؤولية مشتركة فلماذا لا تتضافر الجهود لتفعيل المسعى؟ ولماذا لا نقبل بالحلول السريعة المؤقتة.. لحين استكمال الحلول الدائمة..!!
سؤال وأسئلة.. لا تدخل ضمن حديث جموع كثيرة عن قرب عودة الصيف بحره اللاهب.. وعن قلة سقوط الأمطار لهذا العام.. وعدم ظهور ربيع في الشوكي..!!
بانتظار الاجابة الميزانية.. كونوا صبراً..!!
| 
