الوطنية ليست شعاراً يرفع فحسب، ولافتة يسير خلفها أناس يرددون هتافات قد لا يفهمون ما تعني، أو قد لا تفهم مفرداتها..
الوطنية قول وعمل والالتزام الديني يعني التطبيق الصادق للواجبات الشرعية والتكاليف التي تحرص عليها المجتمعات الاسلامية بدقة حيث يأتي المجتمع السعودي في مقدمة هذه المجتمعات الملتزمة تماماً في كل شؤونها الايمانية والحياتية ولهذا فإنه ليس مستغرباً بافراد هذا المجتمع المؤمن الملتزم بتعاليم الاسلام الحقه ان يرفضوا كل تحريف وتشويه للاسلام الدين النقي الذي اختاره الله خاتماً للرسالات السماوية، ولهذا فإن أبناء المجتمع السعودي المسلم كانوا الأكثر تأكيداً لمواجهة الأفكار القائمة على الغلو والانغلاق واستخدام القوة عند مخالفة شرع الله.
ورفض الأفكار المنحرفة والأفعال المرتبطة بها لا يكون قولاً وأحاديث فقط، بل ارتبط بالفعل حيث ترجم المجتمع السعودي قوة ايمانية التزامه العميق بالتعاليم الاسلامية، بالتنفيذ الصادق والصحيح لتعاليم الاسلام في الكثير من المواقف التي كان آخرها وليس أخيرها ما قامت به بعض الأسر بتسليم أبنائها من المطلوبين للجهات الأمنية، ومبادرة مواطنين من تلقاء أنفسهم طواعية بالاستسلام الى أجهزة الأمن، بعد تورطهم في حادثة حي المصيف في مدينة الرياض بعد منتصف ليل العشرين من شهر ذي القعدة الماضي.
ان هذا الفعل الايماني والوطني الصادق من قبل الأسر السعودية والمواطنين السعوديين تأكيد جديد على ان المجتمع السعودي المسلم الرافض للجريمة بكافة أشكالها، يرفض بشكل قاطع كل الأفكار المنحرفة القائمة على الغلو والانغلاق واستخدام القوة ومخالفة الشرع بالتطرف.
كما أن إقدام المواطنين وأسرهم على هذه الخطوة وهذا العمل إنما يؤكد من جديد ثقة المواطنين بأجهزة الأمن وتعاونهم التام لقناعتهم وادراكهم بأنهم صمام الأمان لهذا الوطن بعد الله.
والشيء الذي تجسده هذه الأفعال الطيبة سواء من المواطنين أوالأجهزة الأمنية حقق نتيجة رائعة، هي أن الأمن مسؤولية مشتركة وأن الحفاظ على الوطن ومكتسباته ليس محصوراً على جهة ما مهما كانت متفانية ومخلصة في عملها كما هي عليه أجهزتنا الأمنية التي أضافت انجازا لانجازاتها، بل ان تعاون الجميع بصدق واخلاص يكفل للوطن وأبنائه سياجاً لا يمكن اختراقه.
|