* المشاعر المقدسة : حوار مناور الجهني:
الدفاع المدني هو ذلك الجهاز الذي له من اسمه نصيب فهو حقا يدافع عن حياة بشر ويضحي من اجلها حتى يحول بينه وبين الخطر، يحول بينه وبين النيران المشتعلة، ويحاول انقاذه بكل ما يستطيعه من خبرة درب عليها ومهارة تجعله يُقدم بكل شجاعة وهو يرى الخطر امامه، ولا يقتصر دورهم على اطفاء الحريق وانقاذ المصاب او المختنق بل يغوصون داخل اعماق المياه العميقة ويبحثون عن الغريق الذي بداخلها وينتشلونه، كل ذلك يقومون فيه وهم لديهم دافع قوي يدفعهم الى مزالق هذا العمل الشريف، فكم من فرد استشهد وهو يزاول هذا العمل الطيب الانساني، الذي يستشعر من كل آلية بعظم مسؤوليته، ويبقى سعيدا عندما يتسبب في انقاذ هذا الانسان، في هذا الجانب وفي الايام المباركة ودولتنا الرشيدة تستقبل ضيوف الرحمن بكل قطاعاتها العسكرية والمدنية، والدفاع المدني هو القوة الجبارة التي ظهرت بثوب جديد لاستقبال هؤلاء الضيوف، كان لنا هذا الحوار المختصر مع مدير عام الدفاع المدني اللواء سعد بن عبد الله التويجري، الذي يعمل بأعلى هذا الهرم، ويخوض ميدانه:
* رجل الدفاع المدني يقتحم اللهب ويحول بينه وبين نفس بشرية كرمها الله وهذا شرف كبير لهذا الجندي الذي يخوض خطر النيران ولا يهابها، وفي هذا المكان المقدس والايام المباركة كيف وجدتم همم منسوبي الدفاع المدني ومعنوياتهم؟
كما اشرت حول المعنوية، فرجالنا هم الذين يحولون بين الآخرين وبين الحرائق والحوادث فهم اولا شرفهم الله بهذه الخدمة بهذا البلد الطيب بهذه المشاعر المقدسة، وكل شخص يتمنى ان يكون خادماً لحجاج بيت الله وشأننا شأن زملائنا رجال الامن او من حظي بهذه الخدمة في هذا المكان الطيب، بلاشك ان رجال الدفاع المدني قد حملوا على عاتقهم امانة كبيرة ومسؤولية عظيمة اولا تجاه الله سبحانه وتعالى، ثم تجاه انفسهم ثم تجاه قيادتهم وحجاج بيت الله والمواطنين ومن خلال ما لمسته من زملائي الضباط وضباط صف والجنود في هذا الموقع اولا وجدت أمرين هامين: وهو فرحتهم بأداء هذه الخدمة في هذا المكان كما اسلفت، الامر الثاني: هو ثقتهم بأنفسهم بعد الله سبحانه وتعالى بأنهم قادرون على مواجهة ما قد يحدث او ما قد يسيء لحجاج بيت الله الحرام، فيما يدخل تحت اختصاصهم سواء كان اطفاءً او انقاذاً او اسعافاً واريد ان اذكر بأن رجال الدفاع المدني جميعا ايضا يعلمون بأن مهمتهم بالحج لا تقتصر على ماهو داخل تحت اختصاصهم ولكنهم يعتبرون انفسهم جنوداً مجندين في كل موقع يسعون فيه وعليهم مسؤولية رجل الامن.
* رغم قدسية المكان والزمان إلا أن بعض الحجاج يحاول مخالفة الارشادات وتعليمات السلامة والجهود التي يبذلها رجال الدفاع المدني، ترون سعادة اللواء ما هو السبب الذي يدفعهم لذلك؟
كما اشرت إلى أن بعض الحجاج يقومون بمخالفة بعض امور السلامة وما هو السبب في ذلك: يا أخي اولا هي طبيعة الانسان احيانا ولا استطيع ان ادخل في سلوكيات اي شخص او اقيم سلوكياته من الداخل فهذا يرجع الى الشخص نفسه، ولكن في اعتقادي انه قد يكون هناك جهل في كثير من الحجاج عن امور السلامة او ما يتعلق بأمور السلامة، وقد لا يكون جهلاً لان ايضا المخاطر اصبحت اليوم معروفة لدى الكثير، ولكن قد يكون تهاوناً او اللا مبالاة.
* الآليات والسيارات ما هو نصيبكم منها بالأرقام؟
بالنسبة للآليات اولا اريد ان اذكر بأنه ولله الحمد دخل الخدمة في هذا العام آليات جديدة ومطورة ولاول مرة على سبيل المثال سيارات رزمباور امريكية حريق تضخ اكثر من الف جالون في الدقيقة الواحدة، ودخل الخدمة سيارات وايت وسيارة حريق في نفس الوقت اي ناقلة للمياه وسيارة حريق لا تختلف كفاءتها عن اي سيارة اخرى سواء كان عن طريق القواذف او عن طريق المخارج الموجودة على جانبي السيارات الوايت، دخل الخدمة ايضا سيارات جديدة بمواصفات عالية يوجد بها اعداد كبيرة من المعدات والآليات بداخلها ويوجد بداخلها وسائد هوائية وماطور كهرباء والمناشير الآلية الخاصة بالحديد، ويوجد في هذا العام مراوح كبيرة مركبة على سيارات ذات دفع كبير تستخدم بدفع الغازات داخل الانفاق اثناء وقوع الحرائق، او حتى لو طلب من الدفاع تدخل في حالة توقف الخط لا سمح الله لنقل هذه السيارات لاي موقع او قد يتطلع مراوح في اي مروح من مراوح النفق فتستخدم هذه السيارات بكفاءتها العالية ولاول مرة تدخل هذه الخدمة لهذا العام، لدينا اسطول جيد من الطائرات تتعلق بالاسعاف والانقاذ والاطفال، ويوجد ايضا طائرة «هليكوبتر» جديدة في هذا العام اضمت كاختبار لها لان الدفاع المدني بتوجيه من سمو سيدي وزير الداخلية ينوي الاتساع في خدمات الطيران العمودي واصبحت الآن خدمات الطيران كبيرة ولدينا الآن اربع قواعد وعدد كبير من الطائرات ولكن المزيد مطلوب لاتساع المملكة وايضا لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وكل هذه المعدات مزودة بتقنيات حديثة، والاهم من هذا هو ان افرادنا اصبحوا مجهزين تجهيزاً كاملاً سواء كان بملابس الاطفاء او الانقاذ او ما يشبهها من كمامات الهواء والتنفس يوجد آليات جديدة او معدات جديدة كالروافع.
* دائما يوجد الاهم والمهم: فما هو الاهم لدى منسوبي الدفاع المدني هذه الايام؟
الاهم: هو الاهم بلاشك ونحن ننشد سلامة حجاج بيت الله الحرام وهذا اهم ما يكون لدينا هو ان يعودوا الى اهلهم وذويهم سالمين غانمين فرحين مستبشرين وقد غفر الله لهم وقد ادينا دورنا امام الله سبحانه وتعالى، ثم امام قيادتنا التي وفرت لنا كل الامكانات سواء بشرية او آلية ولم يعد لنا عذر امام الله ثم امام ولاة امرنا ثم امام حجاجنا الا ان نطلب العون من الله سبحانه وتعالى في اداء مسؤوليتنا.
* العامل الزمني واهمية مباشرة الحريق بوقته لمسنا بأنكم تؤكدون على اهميته: أليس صحيحاً؟
سرعة مباشرة الحادث مهمة لأن الدخان سريع الانتشار، ونحن لا نعاني من الحرائق قدر ما نعاني من الاختناق الذي يحدث بسبب انتشار الدخان لانه يحتوي على غاز اكسيد الكربون فهو قاتل وسام ولا يستطيع الجسم ان يتحمله سوى دقائق معدودة، وهناك يجب التحرك بسرعة كما ان هناك غاز ثاني اكسيد الكربون فهو غير سام ولكنه قاتل يخنق ويساعد على سرعة دخول مخلفات الهواء الى الرئتين بسرعة، والمشكلة الكبيرة هي حريق عندما يمس البشر فلاشك انها مشكلة اساسية فكلها تحتاج الى سرعة وتحتاج الى تحرك، ولكن الحمد لله بأنه بالنسبة للمشاعر المقدسة يوجد اعداد كبيرة من شبكات الاطفاء منتشرة في جميع النقاط الموجودة وليس لدينا اي خوف حيث نستطيع ضخ المياه من اي مأخذ، كما اننا نستطيع بارادة العزيز القدير من خلال استخدام هذه الشبكات في سيارات لم تعد هناك مشكلة كما كان في السابق، لوجود خزانات كبيرة من المياه كانت هذه المشكلة تواجه الدفاع المدني وكنا نتهم احيانا وسياراتنا هي مشكلتنا لدينا مضخات عالية في الدفع لا تستغرق سوى ثلاث دقائق وهذه يجب ان تكون معلومة لدى الإعلاميين بصفة عامة بأنه عندما يستخدم الضخ من سيارة الحريق بكامل طاقته فالوايت ثلاثة آلاف جالون لا يستغرق ثلاث دقائق، ولكن الحمد لله الآن اصبحنا نمتلك اسطولاً كبيراً سواء كان جوياً او من هذه المعدات والآليات، ولعله من خلال التدريب الجيد سواء كان خارج المملكة او داخلها من خلال مراكز التدريب او معاهد الدفاع المدني نستطيع ان نقول بأننا جاهزون او انه لا يوجد خوف واننا نستطيع بعد عون من الله سبحانه وتعالى على مواجهة اي حدث ولكن كما سبق وان اشرت هناك مشكلتنا هي مع الحجاج احيانا، كما حدث في إحدى العمائر السكنية العام الماضي ولكن ان الحجاج عندما اردنا ان ننقذهم بالطائرات كانوا يدخلون ويخشون هواء الطائرات فلعل من خلال هذا النداء نوجه نداء الى اخواننا الحجاج انه لا قدر الله لو حصل حريق لعلهم يتحملون هواء الطائرات وقتاً ويكون الانقاذ في الطريقة المرسومة حسب الخطة.
|