* بريدة - عبدالرحمن الحنايا:
وقع عدد من البسطاء ضحية إحدى مؤسسات حجاج الداخل الوهمية في منطقة القصيم وعميت أعينهم أمام مغريات سعر الحملة لأداء فريضة حج هذا العام، والمؤسسة التي تحتفظ «الجزيرة» بإسمها لم يكن لها أي هوية سوى مكتب في أحد الشوارع الرئيسية في مدينة بريدة وتفتقد التصاريح المطلوبة لممارسة نشاطها ومجهولة الهواتف حتى سندات القبض المالية الموقعة للحجاج لا تحمل سوى توقيع صاحبها وليس فيها أي دلالة على أنها رسمية سواء بوجود رقم التصريح أم الهواتف. وعلى مرأى من الجميع استغل صاحب الحملة الكثافة العمالية في هذا الموقع التي تجهل كثيرا من الأمور النظامية حيث توافدت العمالة الى هذا المكتب قبل ما يقرب من الشهر من أيام العشر وقام بتسلم ما لديهم من مبالغ مالية كل حسب مقدرته من ثلاثمائة ريال الى ألفين وثمانمائة ريال حيث يقوم باعطائهم سندات قبض تمت طباعتها على جهاز الحاسب وتوقيع المستلم ـ «الجزيرة» تحتفظ بصورة من السندات ـ ويقوم بتسجيل أسمائهم لديه زاعماً ان ذلك من أجل حصرهم لاستخراج تصاريح حج لهم لدى الجوازات. «الجزيرة» شاهدت التجمهر الكبير للعمالة أمام مقر مكتب الحملة المزعومة وقامت بدورها بنقل صدمتهم وما تعرضوا له وما هي الاغراءات التي كان يمنيهم بها صاحب الحملة بالاضافة الى نقل آمالهم بتدارك مأزقهم وتمكنهم من أداء فريضة الحج لهذا العام.
في البداية تحدث رمضان اسماعيل وقال: حقيقة لم نصدق ما تعرضنا له من نصب حيث ان كل عمل بالامكان أن يرجئه صاحبه لحين أن تناسب ظروفه إلا مثل الشعائر الاسلامية التي هي محدودة بوقت معين مثل فريضة الحج ونحن قد حضرنا لهذا المكتب عندما رأينا اللوحة الكبيرة التي على المحل ولم يتسلل الى أذهاننا أننا قد نتعرض لعملية نصب وعندمااستفسرنا من صاحب الحملة ذكر لنا المميزات التي يحظى بها الحاج المشارك وعندما سألناه عن القيمة قال بامكانكم ان تعطوا ما معكم من فلوس وأسلمكم سند قبض وقبل التحرك من مدينة بريدة نصفي الحساب فيما بيننا وفعلا قمنا بتسليمه المبالغ المالية وأعطانا سندات بذلك وأعددنا العدة لأداء فريضة الحج. وقال محمد السيد هنداوي: أنا سمعت من زملائي في السكن عن هذه الحملة وقد انتابني الشك من سندات القبض التي معهم حيث انها لا تحمل أي صفة رسمية مجرد اسم صاحب الحملة ورقم جواله من دون رقم التصريح لحملته أوختم رسمي معتمد بل كتابة يدوية على نموذج عمل بالكمبيوتر لكنهم ذكروا لي ان صاحب الحملة الذي قابلوه يمتدح كثيراً استعداده وتهيئته المحل في المشاعر المقدسة ووسيلة التنقلات ثم أقنعوني أنه لا يمكن لشخص أن يقوم بالنصب ومحله معروف وسط المدينة حيث بامكاننا الذهاب لمقر مكتب الحملة في أي وقت.
عبدالرزاق محمد يقول إنني عندما حضرت لمكتب الحملة وسلمت الفلوس التي أرادها مني سألته عن موعد المغادرة فقال لي مغرب يوم الخميس 5/12/1423هـ فسألته مرة أخرى عن آخر موعد نحضر فيه العفش فقال لي في الموعد نفسه فتساءلت كيف نحضر العفش في الوقت الذي سنغادر فيه مما يعني أننا سنتأخر؟ فقال لي لا تخف هناك عمالة ضمن الحملة يقومون بأسرع وقت بتحميل أغراضكم وسنغادر قبل أذان العشاء من هنا اقتنعت وذهبت أجمع أغراضي من أجل المغادرة لأداء الحج ولكن حسبي الله ونعم الوكيل.
محمد احسان وسجاوت علي يقولان ان من أهم الأمور التي جعلتنا نقتنع بالحملة ونشارك فيها أننا عندما حضرنا اليه وذكرنا له ان قيمة الحملة غالية جداً ذكر لنا أنه لو لم يأتيكما من الحملة إلا أنها ستريحكما من اخراج تصاريح الحج لدى الجوازات ونحن الآن ليس باستطاعتنا اخراج تصاريح لانتهاء فترة الاستخراج لنتمكن من الانضمام لحملة أخرى. وعند سؤاله عن أسعار الحملة ذكر ان صاحب الحملة لم يحدد سعراً معيناً ولكنه ذكر لهم ان من يريد أن يذهب على سيارة مكيفة يدفع فرق ثلاثمائة ريال اضافة الى انه غير مسؤول عن اعاشتهم فترة الحج وإنما نقلهم لمكة وتنقلاتهم بين المشاعر. محمود عوضي يقول لا استطيع ان أقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل وإن لم أتمكن من الحج لهذا العام فسأظل أدعو الله بأن ينتقم لي من هذا الرجل حيث إني لم أؤدي فريضة الحج وطلبت من كفيلي أن يعطيني خروج نهائي بعد الحج لظروف والدي الصحية وكنت مرتبا أن أحج الفريضة وأغادر الى بلدي فإذا لم أتمكن من حج هذا العام فمتى سأحج من بلادي؟؟. حاجي جنكيز وشاه إيران يقولان ان مشكلتنا كبيرة وكبيرة فإذا لم نحصل على فلوسنا التي أخذها منا صاحب الحملة فلن نتمكن من تأدية الحج ولو كان عبر حملة أخرى حيث اننا من أول السنة ونحن مقترون على أنفسنا بالأكل والشرب من أجل أن نرسل لأهلنا ما نستطيع ونوفر من فلوسنا لأداء الحج ولكن الآن ماذا سنفعل؟.
مسؤول التحصيل من الشارع
وبعد أن التقينا العمالة المتجمهرة على أبواب مكتب الحملة جاهدنا من أجل الوصول الى داخل المكتب الذي يغص بالساخطين وجدنا أحد الأشخاص السعوديين المنتصب على كرسي المكتب فسألناه عن الأمر فقال انه لا يعرف أي شيء وليس له ارتباط بأي شيء فقاطعناه إذا كان ليس لك أي ارتباط فما سبب جلوسك هنا؟ فقال إنه أتى من الشارع وأن صاحب الحملة بمجرد أن رآه طلب منه أن يجلس في المكتب يتسلم النقود ممن يرغب في أداء الحج ويكتب لهم سندات قبض ثم ذكر وباستهتار ان الوقت ما زال مبكراً أمامهم حيث انهم سيتمكنون من وصول مكة المكرمة ولو كانوا سيسيرون على دراجات هوائية بمعنى كلامه. وبسؤاله عماذا أعددتم لهم الآن قال: إن صاحب الحملة لم يتمكن من اخراج تصاريح لهم وسنقوم باعادة فلوسهم إليهم ليذهبوا مع من يريدون؟! بعد حضور «الجزيرة» أحس بتفاقم الأمور فأخذ جهاز جواله وخرج من المكتب الى جهة غير معلومة تاركاً أبواب المكتب مشرعة على من فيه من البشر علماً أن المكتب ليس فيه سوى طاولة وكرسي وسندات قبض مبعثرة.
أمل المتضررين أداء الحج
أجمع جميع من تعرضوا لعملية النصب وخاصة الأشقاء العرب أن الوقت بالنسبة لهم ضيق جداً إن لم يكن متعذراً حيث انهم لم يستخرجوا تصاريح للحج من قبل الجهات المعنية بسبب اتكالهم على صاحب الحملة بالاضافة الى أنهم هل يتمكنوا من الالتحاق بحملات أخرى أم لا؟ لاسيما أنهم ربما لا يجدون الفرصة مرة أخرى ليتمكنوا من أداء الفريضة كل حسب ظروفه ولكنهم ذكروا أن أملهم بالله كبير ثم بسمو أمير منطقة القصيم وسمو نائبه من معالجة وضعهم وتمكينهم من أداء الحج كما ذكر أكثرهم ان موضوع الدراهم التي نصب عليهم صاحب الحملة بأخذها لا تعنيهم بقدر ما يهمهم أن يتمكنوا من أداء الفريضة.
مدير الشرطة يحتوي الموقف
كان للاخوان الذين تعرضوا للنصب أن ذكروا لـ «الجزيرة »أنهم لن يبرحوا المكتب حتى ينظر في أمرهم، وفعلا صدرت توجيهات مدير شرطة منطقة القصيم اللواء خالد الطيب المبلغة لمدير إدارة دوريات الأمن بالقصيم المقدم يحيى الهباش لقائد دوريات الأمن بمدينة بريدة النقيب فهد المديهش وضابط الميدان ملازم أول وليد الداعج باخبار كل من تعرض للنصب من قبل هذه الحملة بالحضور لمكتب مدير شرطة منطقة القصيم للنظر في أمرهم تمهيداً كما اتخذ مدير الشرطة الاجراءات الميدانية السريعة الكفيلة بانصاف المتضررين.
«الجزيرة» تتساءل؟
من خلال حضورنا لموقع مكتب الحملة وجدنا أن موقعها في مكان من أهم المواقع حيوية ونشاطاً تجارياً واكتظاظاً بشرياً يترتب عليه عادة تكثيف الجهات المعنية لأدوارها المنوطة بها كل حسب اختصاصه حيث انه يقع على طريق الملك عبدالعزيز مقابل مواقف النقل الجماعي اضافة الى ان المكتب يحمل لوحات دعائية له كبيرة على امتداد الاتجاهين الشمالي والجنوبي ومع ذلك ليس عليه أرقام تصريح ولا أرقام هواتف ولا أي شيء يوحي بنظامية الحملة أضف الى ذلك أين دور اللجنة المشكلة لهذا الغرض بالذات؟؟ وماذا سيكون لهؤلاء الضعفاء الذين أنفقوا كل ما لديهم؟؟.
|