* الرياض - متابعة عبدالرحمن المصيبيح:
ثمّن عدد من المسؤولين والمواطنين مبادرة آباء الذين ارتكبوا جريمة إطلاق النار في شقق الروشن في حي المصيف بمدينة الرياض بأنها مبادرة تنم عن المواطنة الصالحة والحرص على أمن هذا الوطن وثقتهم في القضاء الشرعي وأهاب هؤلاء المسؤولون في أحاديثهم ل«الجزيرة» على أهمية تعاون المواطن مع رجال الأمن لأنهم أصلاً هم رجال أمن وعين ساهرة لهذا الوطن ومواطنيه.
وأن ذلك يجسد حقيقة المجتمع السعودي المسلم الرافض للجريمة بكافة أشكالها فضلاً عن رفضهم القاطع للأفكار القائمة على الغلو والإنغلاق واستخدام القوة ومخالفة شرع الله، وفيما يلي نص الأحاديث.
مواطنة صادقة
بداية تحدث ل«الجزيرة» الدكتور ابراهيم ابو عباة رئيس جهاز التوجيه والارشاد في الحرس الوطني فقال: إن موقف كهذا ان يأتي الأب ويسلم فلذة كبده ويسلم ابنه المتهم الى السلطات الأمنية ولا شك ان هذا مؤشر ايجابي ومؤشر يدل على المواطنة الصادقة لأن هذا الأب أو ولي الأمر الذي سلم ابنه الى السلطات عنده حس أمني ولديه أيضا مواطنة صادقة وأيضا يؤكد بأن كل رجل في هذا البلد وكل مواطن هو رجل أمن كما يكرر ذلك صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية حفظه الله في أكثر من مرة.
الامر الثاني يؤكد على الثقة الكبيرة في القضاء الشرعي القضاء الذي يحتكم الى شريعة الله سبحانه وتعالى وينطلق من ثوابت هذه الامة ويحكم كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولولا الثقة الكبيرة لدى هؤلاء الآباء بأن القضاء الشرعي قضاء نزيه وعادل وبأنه لا يمكن ان يكون فيه ظلم او إساءة عندما قام هذا الأب ليسلم ابنه الى السلطات هذه هي الثقة المطلقة بالقضاء الشرعي وان حكم الشرع لا يمكن ان يظلم أحداً.
الامر الثالث : يؤكد التلاحم القوي بين المواطن وبين القيادة في هذا البلد والتماسك القوي اسأل الله ان يديم علينا نعمة الاسلام والامن والامان انه سميع مجيب.
قمة التلاحم:
كما تحدث ل«الجزيرة» الدكتور عبد العزيز الثنيان عضو مجلس الشورى فقال: اولا اننا في نعمة كبيرة نعمة الاسلام والامن والامان نحن في مجتمع متحاب والحمد لله تلاحم قوي ومفاهمة فيما بيننا يجب علي الجميع ان يستشعر مسؤوليته تجاه وطنه ونحن هنا كلنا رجال أمن لوطننا.
ولاشك ان هذا الحادث الذي وقع في حي المصيف من الحوادث الفردية وقد آلم الجميع هذا الحادث ومما يؤكد ان المجتمع يرفض مثل هذه الاعمال هي مبادرة اولياء امور هؤلاء الذين ارتكبوا هذه الجريمة.
هذا هو المجتمع السعودي كله مجتمع متلاحم مترابط وحريص على الامن.
وهذه دعوة للجميع المحافظة على ابنائهم واعدادهم اعدادا صالحا ليصبحوا باذن الله اعضاء عاملين في مجتمعهم وكذلك الثقة في هذا القضاء الشرعي وهو حكم الله سبحانه وكل مسلم يرضى بهذا.
اسأل الله ان يحفظ علينا ديننا وأمتنا إنه سميع مجيب.
كما تحدث ل«الجزيرة» مدير عام التعليم بمنطقة الرياض الدكتور عبدالله المعيلي لا شك أن مبادرة أولياء الأمور وتسليمهم أبناءهم الى السلطات هو دليل فهم على مواطنتهم وحرصهم على استتباب الأمن كما يؤكد قوة التلاحم بين هذا الوطن بكافة فئاته.
ويجب علينا أن نكون كلنا رجال أمن وعيون ساهرة لأمن هذا الوطن ومواطنيه.
كما تحدث ل«الجزيرة» فضيلة الشيخ الدكتور سليمان أبا الخيل وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية فقال: لقد سمعنا وقرأنا جميعا ما صدر عن وزارة الداخلية من بيان يتضمن أن أجهزة الأمن استطاعت وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى ثم بمتابعة من ولاة الأمر حفظهم الله وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وسمو وزير الداخلية وسمو نائبه وسمو مساعده أن تقبض على الذين قاموا ببعض الأعمال المخلة بالأمن.
ولا شك ان الجميع سر وسعد بهذه الأخبار والانجازات الكبيرة نحو أمن هذا الوطن وبالامكان تناول هذا الموضوع من خلال نقاط هي: الأولى أن المملكة العربية السعودية قامت على أسس ثابتة ومبادئ راسخة تنطلق من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه سلف هذه الأمة. لقد عاشت المملكة منذ ان وحدها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وحتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين وهذا الأمن الذي نعيشه هو بتوفيق من الله سبحانه وتعالى ثم بحرص واهتمام قيادتنا الرشيدة، أما النقطة الثانية ان هذه البلاد المملكة العربية السعودية منذ قيامها وحتى يومنا هذا سطر تاريخها المجيد ان كل مريد لها بسوء ان الله يدمره ويرده على عقبه خاسرا، وما على الإنسان ان يسترجع بعض الأمور التي حدثت وتم والحمد لله اكتشافها بفضل من الله سبحانه وتعالى ومعلوم ان معظم الحوادث التي وقعت في بعض البلدان لم يستطيعوا التوصل اليها، أما نحن في هذا البلد فقد انعم الله علينا بنعمة الإسلام دستورنا كتاب الله وسنة رسوله، والحمد لله على ذلك.
النقطة الثالثة هي ان هذا المجتمع مجتمع المملكة بني من أواصر المحبة والتعاون والألفة ما لا يوصف ولله الحمد والشكر.
يدل على ذلك ان بعضاً من هؤلاء الذين قاموا بهذا الجرم قام أولياؤهم بكل أمانة واخلاص بتسليم فلذات اكبادهم الى الجهات المختصة وذلك ليأخذ الشرع مجراه وهذا الأمر يجب علينا ان نوليه عناية تامة وان نرعاه حق الرعاية، وأن نكون قدوة لأولياء الأمور وليس من العار ان يعترف الإنسان بخطئه او خطأ قريبه وهذا يؤكد على أهمية قيام ولي الأمر بمسؤوليته الكبرى تجاه تنشئة ابنائه النشأة الصالحة وان يصبحوا اعضاء عاملين في مجتمعهم وعلى ولاة الأمر ان يحذوا حذو هؤلاء من أولياء الأمور الذين قدموا أبناءهم الى السلطات الأمنية.
وأكد الشيخ ابا الخيل مسؤولية قطاعات التعليم سواء كان تعليماً عاماً او تعليماً عالياً والكل يعلم مسؤولية الأستاذ تجاه طلابه وإعدادهم الإعداد الصالح واستشعارهم بأمور دينهم ودنياهم وعلينا كمربين ومسؤولين ان نتلمس ما يحتاجه شبابنا من نصح وتوجيه وان نبصرهم بأمور دينهم ودنياهم ونسأل الله ان يديم علينا نعمة الإسلام والأمن والأمان وان يحفظ لنا قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وسمو وزير الداخلية ومعاونيه، وأن يديم علينا رغد العيش والطمأنينة انه سميع مجيب.
كما تحدث ل«الجزيرة» الدكتور محمد بن مقرن المقيرن عميد كلية الطب والمشرف على المستشفيات الجامعية فقال: لا شك اننا سعداء بهذه المبادرة الطيبة من هؤلاء المواطنين الذين سلموا أبناءهم للجهات المختصة ليؤكد ذلك عمق التلاحم بين هذا الوطن وأبنائه.
وصف الدكتور مثل هذا التلاحم بأنه نموذج رائع وكبير من هؤلاء المواطنين الذين حرصوا على أمن الوطن وسلموا أبناءهم للجهات المختصة.
وكذلك الثقة في هذا القضاء الشرعي المستمد من كتاب الله وسنة رسوله. أسأل الله ان يديم علينا نعمة الاسلام والأمن والأمان وأن يحفظ لنا قائد مسيرتنا انه سميع مجيب.
دوحة أمان
كما تحدث ل«الجزيرة» الدكتور عبدالعزيز بن سعود العُمر فقال: أولا أود أن أؤكد في هذه المناسبة نقطة مهمة وهي ان هذه البلاد سوف تبقى بفضل الله وتوفيقه ثم بجهود قيادته الحكيمة دوحة أمان لأهلها ولكل من قصدها باحثا عن رزقه في ظل نظمها المشروعة والمعلنة، هذا الأمن الذي نتفيأ اليوم ظلاله هو في حقيقته تاج على رؤوسنا لا يراه إلا الآخرون الذين حرموا نعمته، واسألوهم ان شئتم.
وفي يقيني القاطع أن الأمن الذي ننعم به يعود الى الأسباب التالية:
- توفيق ونعمة اختصنا الله بها دون كثير من غيرنا، وهذا يتطلب منا الشكر للمولى عز وجل، فكان من الممكن ان تكون بلادنا مثل غيرها مسرحا للجريمة لولا فضل الله ونعمته. ثم القيادة المتزنة الحكيمة التي تقود هذه البلاد، ومواطن هذه البلاد بحكم ايمانه الوسطي الصحيح وبحكم وطنيته الصادقة ويرفض الجور والظلم والجريمة حتى ولو صدرت من أقرب قريب له.
| 
