رغم تزايد الاشارات والتحركات التي تكاد تؤكد أن الحرب حتمية ضد العراق، خاصة بعد «المرافعة» التي قدمها وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أمام مجلس الأمن الدولي والتي دعمها بعرض للصور والصوت لما تمكنت المخابرات الأمريكية من الحصول عليه من داخل العراق، تعززت الادعاءات الأمريكية عن امتلاك العراق لأسلحة كيماوية وبيلوجية وصواريخ، وأن العراق قادر على استخدامها وإصابة أهداف خارج العراق مما يجعل من بقاء هذه الأسلحة في حوزته تهديداً لما يجاوره من دول، وانه ولما كشفه الوزير باول من علاقات مع تنظيم القاعدة ومنظمات ارهابية فإن امكانية تزويد هذه المنظمات بالأسلحة الكيماوية والبيلوجية، امكانية واردة تماماً حسب رأي الأمريكيين، وبالتالي فإن سرعة نزع هذه الأسلحة من العراق، «واجب» أن يتعاون الجميع مع الأمريكيين للقيام به.
هذا القول الأمريكي كسب تأييد عدد لا يستهان به من الدول، وحتى أن بعض المعارضين للحرب ضد العراق مالوا إلى الجانب الآخر... نعني به الجانب الأمريكي، والبعض أخذت المرونة تطفي على مواقفه، في حين تسعى دول أخرى إلى اقناع مجلس الأمن الدولي بأن يكون هدف عمله من أجل السلام وليس منح أذونات شن الحروب.
وفي التصنيف لهذه المواقف نقول إن أمريكا وبريطانيا كسبتا بعد خطاب باول تأييد دول شرق أوروبا بالاضافة إلى الدول الأوروبية الثماني بقيادة ايطاليا وعدد آخر من الدول الآسيوية والافريقية الطامعة بالوعود الأمريكية بزيادة المساعدات.
أما الدول التي خففت من مواقفها الرافضة للحرب، والتي كانت تقودها فرنسا فإنها أصبحت تؤيد القيام بحرب ضد العراق إذا لم يظهر النظام في بغداد تعاوناً كاملاً لكل ما تريده واشنطن وأهم دول هذا الموقف، هي فرنسا والصين ودول شمال أوروبا وتركيا.
أما الدول التي تعمل من أجل اعتراض طريق الحرب والتي تسعى إلى تفعيل دور مجلس الأمن الدولي الأساسي وهو منع قيام الحروب، من خلال التركيز على الخيار السياسي لتحقيق تنفيذ جاد وصادق من قبل العراق لقرارات الأمم المتحدة، دون التقيد بزمن محدد يقضي على فرص السلام ويغلب جهود اندلاع الحرب.. وتقود هذا التحرك دولياً روسيا وإسلامياً وعربياً المملكة العربية السعودية.
المواقف الدولية الثلاثة التي صنفناها تسعى دولها الى تعزيز الخيار الذي تعمل من أجله، ولهذا فمن السابق القول بأن الحرب حتمية حتى وإن زادت أسهمها، لأن العمل من أجل السلام واعتراض طريق الحرب لم يتوقف وأن دولاً مهمة تسعى إلى تحقيقه ورفع أسهمه.
|