لا يشكك الكثير في أن المشهد الثقافي لدينا مملوء بالرؤى الجميلة والحضور الجيد..
ولا يمكن إنكار الأدوار الواضحة للمؤسسات الثقافية والجهود الفردية المتمثلة بالأندية الأدبية والصالونات الأدبية الخاصة في إخراج حضور ثقافي جيد يطرح ويناقش قضايا ذات أهمية..
لكن مالا يستطيع إنكاره هو اليد الواحدة..
التجديف في اتجاه واحد..
السفر نحو الوصول لا العلو..
البقاء من أجل التناسل لما هو رائع وفاعل..
كل تلك غير قادرة على ايجاد حضور ثقافي متفرد لكنها قادرة على وجود حضور ثقافي..
قادرة على أن نكون تظاهرة فاعلة لا ظاهرة زائلة..
الجهود البسيطة التي تبذلها الأندية الأدبية السعودية المتفرقة لا تخدم المثقف بوجه عام كما ينبغي.. ولا أتوقع أن موهبة تبدأ في الطريق الأدبي قد يلامس مخيلتها
ان هناك نادياً أدبياً يتبنى حضورها..
أنها تبدأ من أجل أن تنشر.. فقط.. من خلال الصحف اليومية..
حتى صار التورم الثقافي
فالموهبة الآن تفكر ان تبدأ من خلال مطبوع ضخم ينافس بدون المرور على التسلسلية في النشر والحضور.. من أجل الظهور الفجائي بدلا من انتظار دور نادٍ أدبي أو صالون خاص..
والبحث عن ضوء لاسم مبتدأ قد ينحت في صخر مشهدنا الثقافي طويلاً حتى يجد له اسماً
وقد يموت بدون أن تشير له أصابع الاعتراف بالشرعية الثقافية..
تساؤل طويل لما لا تفكر الموهبة المبتدئة بالنادي الأدبي!!!
ربما.. الركود..
الغبار العالق منذ زمن..
الحضور المثبت لأسماء بذاتها..
القدرة المحدودة أمام اسم يبدأ..
وإن كانت الصالونات الأدبية قد أعطت الأسماء الأدبية الموهوبة المبتدئة نوعاً من الضوء المشجع فهي تقدم تقريبا موهبة على الأقل في كل اجتماع للصالونات هذه..
وذا عطاء رائع..
لكنها تظل محدودة الأثر فالصالون الأدبي قد يُبرز موهبة لكنه لا يستطيع مهما حاول أن يتبناها فهي تحتاج لحضور في الوسط الاعلامي بشكل أكبر من نشر..
ووجود.. وغيره..
إضافة الى أنها تحتاج.. الى نقاد متفاعلين يطرحون رؤاهم حول وجود موهبة..
عدا النية المبيتة لأي ناشىء من أجل دعم الحضور بمطبوع.. والأندية الأدبية.. لا تفي بالغرض من أجل متابعة وإبراز موهبة جديدة ودعم حضورها بطباعة بدايتها.. ومتابعة خطواتها..
إذاً نحن لا نشتكي من ندرة مثقفين ومثقفات ولا نجد حرجاً في مشاهدنا الثقافية المتنوعة في المؤسسات الثقافية المختلفة على الوجه الخاص والعام.. ولا نقاد ولا مواهب جديدة مبدعة..
نحن نعيش تورماً ثقافياً لحضور لا يتغير وتتجدد فيه دماء شابة تضخ الإبداع من شرايين الوجود الجديد بمعطيات أكثر فاعلية وحماساً..
تورم ثقافي.. لا غير..
آخر النبض
ستورق.. الأحلام.. سينبت الربيع..
ستكون الكرة الأرضية أصغر من أيام الفرح.. وأكبر من فجأة الألم..
لن نكون بعد اليوم خائفين أو متعبين..
سينتهي العطش.. ويغادر الأسى..
وترتفع للأمل قلاع وقصور..
سننهض من عثرات الضوء الأحمر ونتبادل الحياة.
|