ليس من العيب على أي شخص كان أن يمسك قلماً ليكتب، ولكن العيب أن تتحول الكتابة في يد أحدهم إلى «شخبطة» فارغة لممارسة اللهو، والكارثة أيضاً أن تكون «بلسان نسائي» وبقلم رجالي.
منذ أن بدأت في عملي الصحفي وأنا أخشى أن يتسيد «صحفيو الدفع» المواقع التي لا يستحقونها ويصرُّون على شراء «نظارة جديدة» لكل مقال والعبث بأرقام التليفونات للحصول على صوت «.....» .
وأياً كان مستوى جمال «ما خلف الصوت» أو إمكانياته المهنية فإنني أحزن عندما يتحول «الكاتب» إلى «أداة» في يد أشخاص آخرين، والأمر بتمام الفاجعة أن تكون خلف امرأة تملي عليه الذي تريد، وأن تكتب هذه الفئة من الصحفيين ما تملي عليهم مذيعاتهم المفضلات.
منذ مدة وزميلي «محمد القحطاني» يطلب مني أن استمر في الكتابة أسبوعياً والتواصل مع الجمهور، ولكنني اعتذر بهدوء متعللاً بانتهاء زمن «صحافة المكاتب» لأن الصحافة في وجهة نظري هي التي تكون خارج الأماكن المغلقة، وأضيف عذراً آخراً: إن الظهور غير المبرر إفلاس صحفي، وأن الكتابة للكتابة فقط ليست من أعلى طموحاتي ولا من أعظمهن طالما أنني أقدم عملاً صحفيا محترماً، ولست من هواة الظهور الخاطىء ب«نظارة جديدة» وصورة حديثة لكل مقال، وأتعذر «بأن الشاعر يجب أن يعرف البحر الهلالي ليكتب قصيدة عن الحب، وإلا بحر الهجيني لكي أكتب قصيدة...» لأنني لست من هواة الفشل والحال المايل من هنا حتى يجي يوم القيامة»..
والعوج لا يتعدل مهما حدث لكنني أتنفس بحكمة «جاهل» من يدعي الحكمة..
وأتمنى ألا يأتي ذلك اليوم الذي تزيد الأمور إلى حد الفيضان ويستمرىء البعض في التفاخر في المجالس والمنتديات بأنه يعرف المذيعة الفلانية وأنه من يتحكم في ضيوفها ويفرضهم عليها حتى لو كانوا من ضيوف انتهت صلاحياتهم وحتى لو سقط هؤلاء الضيوف أمام الملايين وينسفوا تاريخهم..
الذنب ليس ذنبنا... الخطأ على من حمل أمانة القلم فخانها حتى سقطت المبادئ والقيم.
|