هذا هو عنوان الكتاب القيم الذي قام بتأليفه الأستاذ عبدالوهاب أحمد عبدالواسع وكيل وزارة المعارف والذي جمع بين دفتيه كل ما يهم المواطن لامخلص والمتتبع لنشاطات وزارته وزارة العلم والمعرفة التي ترعى الشؤون التعليمية والتربوية والثقافية في بلادنا العزيزة.
وبمطالعة القارئ للكتاب يجد انه يحمل في صفحاته التي بلغت 174 صفحة ما يلي:
1- تقديم لصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالعزيز الوزير الأول للتعليم والتربية في المملكة العربية السعودية ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية.
2-أ) الأسس الاجتماعية للتربية.
ب- التربية والفرد.
ج- الجهود الأولى لنشر التعليم في المملكة.
3- تطور التعليم في المملكة خلال الفترة الأخيرة.
4- الأسس التي بني عليها التعليم في المملكة.
5- الوسائل التعليمية المدرسية، الكتاب المدرسي، المنهج والخطة، الوسائل المعينة.
6- تعليم البنات.
7- التعليم المهني.
8- التعليم الخاص.
9- التعليم العالي والجامعي.
10- مستقبل التعليم في بلادنا والبلاد العربية.
هذه المواضيع والفصول والحقائق التي تكلم عنها المؤلف كلها تتحدث بالارقام والاحصاءات عن الواقع الذي تعيشه المملكة وتحكي بايضاح وتفصيل عن القفزة الرائعة الوثابة التي خطتها المملكة بحيث اعطى المؤلف صورة شاملة ومتكاملة بل وواقعية لمسيرة التعليم في بلادنا، بين ماضيها وحاضرها انه لشيء مفرح للغاية ويدعو الى البهجة والسرور وبناء على ذلك فكان لزاما على أي مواطن على ما اعتقد وقد اطلع على هذا الكتاب وتصفحه جيدا ويملك من القدرة والايمان والامكانات ما يتيح له المجال في التعبير عن رأيه عن حق وما يجيش في نفسه من خواطر واحساسات تجاه هذا الكتاب ان يبين ما يراه حقا ومستحقا.
ولما كنت من اولئك المعجبين بالكتاب بل ومن المباركين له فإنه يسرني تسجيل شكري العميق اولا لشخص المؤلف ثم تقديري واعتزازي لما بذله من مجهود طيب الذي تجلى في تأليف الكتاب حتى أبرزه الى حيز الوجود وإزاء هذا الشكر والتقدير اجد نفسي في وضع يسمح لي بعد ما اسلفته من مبررات ارجو ان تكون كافية ومقنعة ان استميح المؤلف عذرا وارجو ان يأذن لي ولو انه من الناس الذين يأنفون المدح والاطراء ولا يألفها لنفسه ان ألمح عن هذا الكتاب اعترافا بفضله وتقديرا لقيمته الغذائية والفكرية والعقلية والذهنية ولو بإيجاز قصير عن فصوله وأبوابه وموضوعاته. فأبدأ بما يلي:
1- تقديم لصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالعزيز الوزير الأول للمعارف في المملكة ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، فقد أثنى ثناء عاطرا على المؤلف ومما قاله في تقديم سموه «ان المؤلف في نظر سموه صورة للمواطن الصالح العامل الهادف الذي يستشعر مستقبل أمته في صورة الجيل الجديد جيل جلالة الفيصل الغالي ومما قاله سموه ايضا ويعني بذلك المؤلف انه قد حقق في موضوع كتابه هذا صورة شاملة وواقعية لمسيرة التعليم في بلادنا بين ماضيها وحاضرها.
ويطالع القارئ ايضا في صفحة 17 مقدمة للمؤلف الذي تكلم باسهاب ووضوح عن الصراط الوحيد لابناء هذه الأمة وان ذلك هو اعتماد الوجهة التعليمية أساساً للتطور الشامل والأسلوب الهادف مستمدين ذلك من نهج تعليمي يقوم على العودة للأصل الذي جمع بيننا وسيظل رغم كل شيء يوحد أهدافنا ويقرب آمالنا وهو الإسلام والدين الحنيف القيم.
ومما قاله المؤلف أيضاً في كتابه إننا اذا حققنا جيلا مسلما ليكون درعا للإسلام فإننا سنعيش بمفهوم تتوازن فيه المادية والروحية ويجمد فيه صراع الخير والشر ويكون فيه مستمسكا بالعروة الوثقى.
وفي نهاية المقدمة حاول المؤلف بحث الحقيقة ورد بعض الجميل لسمو الأمير فهد وليس منا من لا يعرف فهد بن عبدالعزيز ذلك الرجل المخلص لوطنه وأمته فقد سجل المؤلف اعترافاً صريحاً وضمنه كتابه بما لفهد من أياد بيضاء على النهضةالتعليمية في بلادنا العزيزة التي بزغت ابان تولي سموه لوزارة المعارف انذاك فكان عهداً يبشر بالخير والسؤدد وبداية طيبة خيرة في سبيل النهضة التعليمية المباركة التي يدعمها دائماً جلالة الملك فيصل.
ومما قاله المؤلف في سمو الأمير وان كان لي من حق في ان اصف جهد سموه في هذا الميدان الفعال فاني استشعر ان نجاح هذا المرفق الخطير كان مدينا لكريم جهده وعظيم نشاطه وكبير فاعليته والى اجتذابه المواطن الناشئ وتوجيهه ليحمل مسؤولية بلاده وليجرب به عظم هذه المهمة حتى حقق هذه المعجزة التعليمية الشامخة الصرح والتي يلمس اثارها في كل قرية ومدينة وكل بيت ومصنع.
وفي مجال التربية والمجتمع تحدث المؤلف واشار الى ان التربية ضرورة من ضروريات الحياة الاجتماعية ذلك لانها منهج يحول الكائن البشري الى شخص انساني كامل وعن طريقها يتأتى للمجتمع تعبيد سبل الحياة التي يحياها ولما كانت المدرسة هي المؤسسة التي اوجدها المجتمع لتقوم بتربية النشء الصغير فإنها تحقيقا لهذه الغاية تختار من الخبرات العديدة التي توجد في المجتمع وفي حياة الافراد الذين يكونون هذا المجتمع ما يتناسب مع تحقيق أهدافها وهذا الاختيار والتفضيل عملية اخلاقية في أساسها انها اعمق عمليات النشاط الانساني اذ ليس هناك عملية اخرى تضاهي في اخلاقياتها عملية تربية الجيل وتحدث المؤلف عن المدارس قال: انها تمثل اعظم شاهد على ايمان الفرد بمقدرته على تقرير مصيره.
وان المدارس تعبر عن ثقة الانسان بامكانية التحكم في مصيره وقدرته على توجيه حياته، أما عن التربية المدرسية فقد وصفها المؤلف بأنها الطبيعة الخلقية لان لها صفة اجتماعية تتمثل في تأثرها بظروف المجتمع الذي تعمل فيه.
أما في مجال التربية والفرد وما ركزت التربية التقليدية على المادة الأساسية دون اعتبارها للتفاعل بين تلك المادة وبين حاجات الفرد وقدراته ودون النظر الى ما ينتج عن هذا التفاعل من اتجاهات نفسية تحدد ما يحبه الانسان وما يكرهه فقد قال المؤلف انه ليس المهم في التربية الحديثة ما تتصف به مادة معينة من أهمية ذاتية ولكن المهم الاتجاهات النفسية التي تنتج عن التفاعل السليم بين المادة والطالب.
وعلى ضوء ما أورده المؤلف عن التركز في المادة الدراسية فإنه يصبح من الضروري إذاً أن نأخذ بمبدأ التفاعل بين المادة والطالب لأنه يعتبر أساساً لانتقاء الطريقة التعليمية السليمة ولان التربية في نظر المؤلف عملية اجتماعية خلقية يضطلع بها المجتمع من أجل بناء شخصيات أفراده على نحو يمكنهم من مواصلة حياة الجماعة وتطويرها من جهة وتنمية شخصياتهم وامكاناتهم وطاقاتهم من جهة أخرى.
والكتاب في أبوابه الشيقة وموضوعاته المفيدة القيمة وما تطرق اليه من بحث قيم وما اورده من احصاءات وتقارير واقعية الى جانب العبارات الرقيقة والاسلوب السلس التي استعملت في التأليف وما اتسم به من صراحة وواقعية ووضوح جدير بان يعتني وان نبارك خطوات المؤلف حيث تبدو من تصفح الكتاب انه قد بذل في تأليفه مجهوداً كبيرا لان البحوث التي ضمها المؤلف لكتابه ليست من السهولة بمكان الحصول عليها ولا يتأتى ذلك باليسر إلا بعد جهد مضن وقد لا يتأتى إلا لشخص مثل المؤلف عاصر التعليم ولازمه منذ فجره المشرق الوضاء الذي نود ذكره بمناسبة اصدار هذا الكتاب، ان المؤلف وقداختار لكتابه هذا العنوان قد وفق في الاختيار حيث جاء مطابقا لما هو مطلوب وما هو منتظر.
والمؤلف ايضا بحكم عمله الرسمي الوظيفي لم يكتف بذكر نشاطات وزارة المعارف وحدها وما قامت به من مجهود طيب يستحق القائمين عليها الثناء والاكبار والاعجاب بل تعدى ذلك الى ابعد من ذلك واسمى فقد شمل بحثه التعليم في المملكة جميعه بأنواعه من تعليم البنين الى البنات الى التعليم الجامعي الى الدراسة العالية.. الى التعليم المهني الى غير ذلك من مختلف المستويات التعليمية في بلادنا العزيزة.
ولا شك ان الكتاب قد حوى بين دفتيه كل ثمين وغال فهو الى جانب تعمق المؤلف في البحث واستقصاء الحقائق من مصدرها لا غرابة ان يلقى هذا الكتاب النجاح الباهر ويحظى بالتشجيع المؤيد والاعجاب الشديد من سمو الأمير الجليل فهد بن عبدالعزيز لان المؤلف باعتباره من عاصر التعليم في بلادنا العزيزة وناضل وجاهد وشارك بمجهوده يعتبر ايضا من الرواد للتعليم لانه لازم وزارة المعارف منذ انشائها كوزارة وتدرج في مناصب عديدة ومهمة الى ان وصلت به الثقة الغالية الكريمة الى ما هو عليه الآن.
والأمير الجليل حينما اثنى على شخصية المؤلف ووصفه بأنه صورة للمواطن الصالح العامل الهادف الذي يستشعر مستقبل أمته في صورة الجيل الجديد جيل جلالة الملك فيصل المفدى فإن الأمير يود وضع الحق في نصابه ويكون المؤلف بذلك قد احرز ثقة غالية صادرة من رجل مهم وعظيم في الوقت نفسه يضاف الى سجلات المؤلف لان الأمير فهد حينما اثنى على المؤلف شخصيا وعلى التفكير في اصدار الكتاب انما صدر من قلب مؤمن بالله مدرك بأن الحق حق ان يتبع، ولا غرابة ان يصدر عن مثل سمو الأمير فهد لان الملازمة والمحاكة بحكم طبيعة عمل المؤلف يعتبر ما يصدر نتيجة ذلك وثيقة خالدة لا يستهان بها وهي بلا شك انعكاسات ثمرة طيبة نتيجة العمل المخلص الجاد في سبيل الوطن والأمة.
والذي يهمنا في هذا المجال هو قيمة هذا الكتاب المعنوية وما ينعكس صداه الطيب الحسن على الجيل الحاضر والمستقبل ولا اظن مبالغا اذا قلت ان لا غنى لأي مكتبة ان تقتني هذا الكتاب القيم الفريد في نوعه اسلوباً ومادة وموضوعاً.
والحديث له صلة في الأعداد القادمة إن شاء الله.
|