* س: - يحز في نفسي ويُقلقها:« الحديث الموضوع» وقد أصاب العلماء حيرة كبيرة من جراء الجرأة في «وضع الحديث» بل ان هناك مشاكل نفسية إزاء ماهو منتشر من الكذب في الحديث فهل وضع الحديث جديد؟ وكيف حصل؟
مصطفى.م.م.م..
أحمد.م.م.م
نوال.م.م.م
ج.م.ع - القاهرة
* ج: - سؤال مثل هذا السؤال قمن بأن يبشر بخير في هذه الأمة من: أرض الكنانة خاصة وقد تعب الناس من هذا الكم العجيب من الحديث المكذوب الذي زخرت به كتب الأدب والتاريخ والنقد والدراسات العلمية المنهجية وبعض كتب التعليم.
وهذا ولاشك مؤذن بسوء ان يطغى الضعيف على الصحيح والكذب على الصدق والانشاء والسرد والجمع على «العلم».
فهذا خطر شديد وسوء كبير أن يكون في وقت توفرت فيه سبل الفحص والتمحيص والراحة وتوفرت فيه سبل البحث والوقوف على ما يراد من صحيح وضعيف وحسن وموضوع.
فخذ مثلاً:
إسلام أبي هريرة سنة 7هـ.
بيع خيبر.
إسلام أبي طالب.
تضليل يزيد بن معاوية.
الإكثار من كلمة «الفتح العربي».
تأليه علي.
بغض علي.
نسبة: «الإمامة والسياسة» لابن قتيبة.
نسبة: «روضة المحبين» لابن قيم الجوزية.
إلخ..
فكل هذا لم يصح ومن أله علياً ضل وكفر، ومن أبغضه ضل وظلم وفسق.
وكتب التاريخ والتحليل التاريخي والسير والروايات والمسرحيات كذب في كذب وجرأة حمقى لم تلق من يقول لها كفى إنه الدين. إنه المبدأ فسار وانتشر الكذب على شكل بحوث ودراسات وروايات. خذ مثلاً ما كتبه:
محمود أبورية، نصر أبوزيد، حيدر حيدر، جرجي زيدان، قسطنطين زريق، نجيب محفوظ، توفيق الحكيم.. إلخ.
طُرح ما طُرح على شكل نال الاعجاب من فاقد الشيء وفاقد الشيء لا يعطيه طرح بأسلوب جيد وعرض وتناول أدبي وتحليلي وروائي وقصص ومسرحي يلفت النظر لكن وراء الأكمة ما وراءها من كذب الأصل النصي والأثر المطروح بصرف النظر عن سوء أو حسن النوايا فنحن نحاكم العمل المطروح بميزان عادل منصف أمين واجابة لسؤال الإخوة الكرام، وهو سؤال كما ذكرتُ مُهم في بابه بين يدي كتاب «الموضوعات» لابن الجوزي الذي نشره محمد بن عبدالمحسن صاحب المكتبة السلفية بالمدينة المنورة فقد أجاب الإمام ابن الجوزي على السؤال يقول مقدم الكتاب كما في ص6 وما بعدها: وسوف بإذن الله تعالى أعول على ابن الجوزي بعد ذلك فيما ذكره بهذا الصدد يقول:«وتطور فن وضع الحديث مع الزمن وتدهور من أغراض الحرب والسياسة تبعاً لخور النفوس وانحطاط الأغراض الى غرض آخر دون ما تحرج ولا تأثم، حتى تجاوز الوضع حدود الخصومات والخلافات السياسية والمذهبية الى التكسب به».
ويقول:«وانحطت الأغراض في الوضع والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر فأكثر حتى وصلت الى حد الخبل والبلاهة وما يشبه كلام الصبيان، الى حد أنه لا يستعظم على كذاب أن يضع حديثاً ويقيم له سنداً يصل به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمدح به قبيلته أو بلدته».
ثم يبين ويُفصل: «وبشيء من الايجاز يمكن تصور الموقف بالنسبة لتناقل الحديث وتفشي الوضع فيه مع تلخيص الأسباب المباشرة لنجاح الكذابين في وضع ما وضعوه من الأحاديث واشاعتها بين المسلمين بالصورة الوبائية المعلومة لدى أهل الحديث على النحو التالي:
أولا: انحراف المزاج الفكري والعاطفي للشعوب الأعجمية التي دخلت الاسلام في أعقاب الفتوح أو التي عاشت تحت حكمه على دينها، والأفراد الذين تظاهروا بالاسلام تقية كبعض اليهود والمجوس.
ثانياً: مات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وكان عدد من بقي بعد موته صلى الله عليه وسلم من أصحابه الذين رأوه وسمعوا منه زُهاء مائة ألف أو يزيدون سمع منهم من التابعين وتابعي التابعين من لا يحصى كثرة من مختلف الأجناس وفي مختلف البقاع في غمرة هذه الكثرة وافتقاد ضابط الصحة للرواية في الزمان والمكان غافل الكذابون الناس ووضعوا ما شاءوا وتعذر بل استحال حصر ما وضعوه.
ثالثاً: انتهز الكذابون فرصة كثرة ما رواه أمثال «أبي هريرة» رضي الله عنه من الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي كثيرة جداً فوضعوا من الأحاديث المكذوبة شيئاً كثيراً نسبوه للنبي صلى الله عليه وسلم زوراً عن طريق أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ليتوه كثيرهم المكذوب في كثرة الصحيح».
ثم يقول كما في ص9: «لم تكن حركة الوضع.. وضع الأحاديث المكذوبة على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.. حركة ارتجالية عفوية في كل الأحيان إنما تطورت الى حركة مدروسة هادفة وخطة شاملة لها خطرها وآثارها.. كان من نتائجها المباشرة على العديد من أجيال المسلمين في العديد من أقطارهم شيوع ما لا يحصى من الآراء الغريبة والقواعد الفقهية الشاذة والعقائد الزائفة والافتراضات النظرية المضحكة التي أيدتها وتعاملت معها وروجت لها فرق وطوائف معينة لبست مسوح الدروشة والتصوف حيناً والفلسفة حيناً والعباد والزهاد أحيانا وجافت في غالب أحوالها السلوك السوي والفكر والعقل السليم فضلا عن مجافاتها الصارخة لكتاب الله سبحانه وتعالى.. وهدي نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم». ثم هو يُبيِّن شيئاً مهماً في حفظ السنة وسببه ويبين حقيقة ما يلزم نظره والاطلاع عليه من قبل الهيئات العلمية والجامعات والباحثين والمؤسسات العلمية المسؤولة يقول كما في ص18 وما بعدها: «ثم قُعِّدت القواعد في مسائل النقد وعلل الحديث والجرح والتعديل والتوثيق والتصنيف وتقييم أحوال الرواة في الأسانيد ضبطاً وعدالة واتصالاً وانقطاعاً وقبولاً ورداً حتى انكشف الصبح لذي عينين وتميز صحيح الحديث من سقيمه وأصيله من منحوله بفضل الله تعالى».
ثم أورد: «إذ تصدى فريق من حفاظهم للتأليف والإبانة عن (الثقات) من الرواة».
:«وتصدى فريق ثان للتأليف عن «الضعفاء» من الرواة تحذيراً للأمة منهم».
:«وتصدى فريق ثالث لوضع المعاجم في رواة الحديث عامة».. إلخ حتى ص26.
ويقول الإمام ابن الجوزي كما في ص35/36 وما بعدها: «اعلم أن الرواة الذين وقع في حديثهم الموضوع والكذب والمقلوب انقسموا الى خمسة أقسام» ثم ذهب يعدد هذه الأقسام بوافر جيد من طرح قوي متين. لا جرم يحتاجه العلماء والباحثون والمحققون ومن يخشى الله من أهل كتابة التاريخ والسير والقصص والروايات وتحليل الأدب والنقد خاصة في هذا الحين، وكم آمل من السائلين الثلاثة من أرض الكنانة ان يعودوا الى هذا الكتاب وكتاب: «المنار المنيف» لابن قيم الجوزية.
وطمعي في «الجامع الأزهر» والهيئات العلمية هناك أن تضع حداً علمياً لكثير من الروايات/ والقصص التاريخية وألا تخرج على سبيل المثال: فيلما، أو مسرحية أو كتابا أو كتيبات إلا بعد تمحيص الآثار وبيان المكذوب من الصحيح من الضعيف من الحسن.
وهي كذلك مناشدة لكل: «دولة» ان تحمي جناب التوحيد بحفظ السنة حفظاً علمياً دائماً عن طريق ما تراه في مثل هذا خاصة جلب «الموهوبين» من صفوة العلماء الذين لهم باع كبير وجيد في هذا المجال بصرف النظر عن: «المركز» و«الشهادة» فالموهبة وسعة العلم لا ترتبطان بهذين اللهم إلا من باب الصقل والدفع ليس إلا وحري بالهيئات العلمية العالمية المستقلة أن تقوم بما يجب عليها تجاه: السنة التي تحتاج الى جهد وجهد متزن عاقل حكيم مسؤول.
|