سعادة رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك
لقد فضلت أن أكتب إليكم هذا المقال لأنني أحسست أن الواجب يقضي بذلك.. فقد نبهني أحد الوافدين من بريطانيا ومعه أحد المستشرقين قائلاً: أتعجب من موقف المثقف السعودي.. فهو إما أنه لا يهتم ولا يفتخر بلغته العربية كثيراً.. وإما أنه لا يعرف الإنجليزية جيداً.. وإما أنه دائماً يقف موقف المتفرج الذي لا يبالي وكأن الأمر لا يعنيه في شيء.. وقد اندهشت وسألته وأنا في استغراب شديد: لماذا كل هذه الاتهامات الجائرة؟ فقال: هل يعقل في بلد يعتبر هو موطن فطاحل شعراء العرب في العصر الجاهلي وفي العصر الحديث، ألا يستطيع أحد فيه أن يكتب كلمة (الرياض) عاصمة المملكة العربية السعودية بالإنجليزية السليمة؟!
وهناك فوق الآلاف من سيارات الليموزين التي تملأ شوارع الرياض وهي تحمل كلمة (أرياض ARRIYADH) هكذا بمنتهى الوضوح.. ويردف الخواجة قائلاً من المؤكد جداً أن المثقف السعودي ترك أمر الترجمة للمثقف الآسيوي الناطق بلغة الأردو وهم لديهم إنجليزية خاصة تعرف بإنجليزية الهند والباكستان.. فأخذوا يسرحون ويمرحون باللغة العربية كما يشاؤون..!
يقول المستشرق المصاحب للخواجة: الكتابة الصحيحة والسليمة لكلمة الرياض كالآتي:
(الرياض AL - RIYADH). أو (الرياض EL-RIYADH).
بل والأصح من ذلك كله كلمة (رياض RIYADH) بدون إضافة أداة التعريف!
وقد آلمني كثيراً كلمة الخواجة عن المثقف السعودي الذي لا يبالي.. وأحسست بالضيق الشديد.. وكتبت لكم هذا فلعل غيرتكم على وطنكم وعلى لغتكم تفوق غيرتي وبذلك تنشرون هذا المقال في جريدتكم الغراء ليكون مجال أخذ ورد من المثقفين وغيرهم من أصحاب الجهة المسؤولة عن سيارات الليموزين لتعديل الرمز بالطريقة التي تشرف عاصمة المملكة وتبين ثقافة المثقفين في هذا الوطن المعطاء.
عمر عيسى محمد/ الرياض
|