Friday 7th february,2003 11089العدد الجمعة 6 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

سيناريو الضعفاء سيناريو الضعفاء
محمد عبدالحق /الدمام

عندما يسمع الإنسان آخر الأخبار ويرى أن الولايات المتحدة عاقدة النية على ضرب العراق، حتماً سيأتي في ذهنه بأنها عمليات مناورة أو تهديد أو حرب أعصاب ليس إلا.
ولكن الامر يختلف إختلافا كليا عما يأتي في الأذهان، حيث التصريحات التي يدلي بها المسؤولون في القيادتين الامريكية والعراقية وكذلك بعض الاطراف ذات العلاقة المشتركة أو اصحاب الحدود المجاورة لساحة الحرب وميدان المعركة.
فبين الوقت والآخر ترى بحر الخليج العربي وقد تناثرت فيه الاساطيل الامريكية والبريطانية وغيرها من ذوي الفزعة والشهامة لامريكا.
فهناك حاملات طائرات ضخمة والتي تبدو الواحدة منها وكأنها قطعة خشبية مستطيلة وعليها الكثير من الدبابيس البيضاء والسوداء والسماوية ولكن بطريقة مرتبة ومنظمة، كما نجد هناك جسراً ممتداً تحت الأرض تستخدمه الغواصات والفرقاطات وغيرها، من القطع البحرية التي لا يعرف اسماءها الكثير من الناس، وأيضاً تجد هناك كاسحات الالغام والمدمرات وقد استعرضت في وقوفها في عرض البحر، بالاضافة إلى البارجات والمستشفيات العائمة والكثير من السفن التي تحمل العتاد والقنابل والاسلحة الثقيلة والخفيفة والمواد المتفجرة والرادارات والآليات والرشاشات والبنادق.
أيضاً توجد طائرات للتجسس والاستكشافات المضادة للصواريخ وادوات نزع الالغام وهناك يوجد أيضاً عدد كبير من الطائرات الخاصة بنقل الجيوش الذين سيمارسون عملية القصف والنسف والذي لو اراد الله بأن تندلع الحرب سيتضرر خليجنا العربي وبكل قوة بل سيصبح اقتصاد العالم أجمع في حالة هستيرية جراء القرار المعجرف الذي تنتهجه الإدارة الامريكية تجاه الشقيق العراق.
كلنا نعرف أهمية هذا البلد الشقيق فهو في آخر ثلاثة عقود مضت كان في بؤرة الحرب والمعمعة منذ ان دخل طرفاً ثابتاً في معاركه مع إيران أبان الثمانينات، وما أن انتهى من ذاك حتى أكد أحقيته بالدخول في موقعة عاصفة الصحراء، حيث كان العراق كبش فداء للتيار الإعلامي، إذ قام الإعلام بوصف جبروت صدام وكأنه إمبراطور الكرة الأرضية، الآمر والناهي في كل شيء وزاد ذلك أكثر جرماً عندما قام الاعلام بنفخ صدام وإلصاق كل ما هو جميل به حتى كادت رقبته أشبه ان تكون برقبة النعامة، حيث لا يدرك ذاك العقل الإعلامي المتسلط بأن الشعب العراقي البريء هو المتضرر الأول والأخير من تلك الفبركة الإعلامية. كان مجلس الأمن الدولي قد أمهل بغداد كي تسحب قواتها من الكويت، حيث قرر منحه خمسة وأربعين يوماً.
لم يأبه صدام بعدد الأيام التي تجر بعضها حتى أوشكت على الانتهاء ضارباً بقرار مجلس الأمن الدولي عرض الحائط حتى حانت ساعة الصفر بعد الثانية عشرة من منتصف اليوم الأخير حيث كانت بمثابة الإعلان الرسمي بالسماح للجيوش الأمريكية ومعاونيها برشق ذاك القطر العربي المسلم بكميات كبيرة وكبيرة جداً من الذخيرة الحية، حيث قصفت الطائرات مواقع كثيرة وحيوية في البلاد وقذفت الدبابات آلاف آلاف الأطنان من القذائف الملتهبة والصواريخ حتى إنهارت البلاد تماماً.
وضاعت سنوات من العمر لكي يعود العراق بترميم ما دمرته رياح الحرب وذلك بتجهيز نفسه مرة أخرى، ولم يلبث ان يقف على قدميه حتى وجد الرئيس الأمريكي الحل الوحيد ليبرر فيه فشله الذريع وذلك بالتحرش بالعراق ذي الحظ النادب، فبدأ مسلسل مفتشي الأمم المتحدة والبحث عن السلاح النووي الكيماوي والجرثومي والبيلوجي وغيرها من الاسلحة التي تسمى بأسلحة الدمار الشامل.
لقد وضع بوش العراق امام عينيه كي يفوز بإرضاء الرأي العام الداخلي الأمريكي، فيما فشل ابن الرئيس السابق في السيطرة على الاوضاع الداخلية حيث كثرت جرائم القتل والإرهاب وزعزعة الأمن في الكثير من الولايات حيث كان ابرزها أحداث الحادي عشر من سبتمبر للعام 2001م، بيد أن الرئيس الأمريكي وعد شعبة بإلقاء القبض على الجناة في غضون أسبوع من تاريخه، الا انه وحتى الآن لا يزال يبحث عن هؤلاء الجناة..!!
السؤال الذي يطرح نفسه.. ما ذنب الأبرياء الذين سيموتون خنقاً أو حرقاً أو قصفاً أو ما شابه ذلك..؟
والله من وراء القصد،،،

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved