واقعية المطالب العربية

تركيز المملكة على أهمية تجنب الحرب ينبع من قناعتها بهشاشة الأوضاع في المنطقة وحساسية المشاكل الموجودة أصلاً فيها والتي تحفز على اندلاع الصراع في منطقة مستثارة أصلاً بالصراع العربي/ الاسرائيلي» كما أشار إلى ذلك سمو وزير الخارجية في مؤتمره الصحفي أول أمس.
إن أهل المنطقة أدرى بأوضاعها واحتمالات التطورات فيها، ولهذا فقد جاءت الدعوات المتكررة من قِبل المملكة بضرورة العمل على تجنب هذه الحرب، والتي ستكون الحرب الثالثة خلال عقدين في منطقة الخليج.
المساعي التي تقوم بها المملكة في هذا الصدد تضع في الاعتبار المحاولات الدؤوبة من قِبل أطراف أخرى للزج بالمنطقة في حرب مدمرة، ولهذا فإن المساعي الخيِّرة للمملكة تتواصل حتى في ظل «أسوأ الاحتمالات» وهي الحرب مع التأكيد بهذا الصدد على أهمية الحفاظ على وحدة العراق وسلامته الإقليمية.. وألا يكون هدف الحرب تقسيمه، لأن انفراط عقده سيكون وبالاً على أهل العراق وغيرهم.
إن الذين يسعون إلى هذه الحرب يربطون بينها وبين الارهاب، أي يعتبرونها خطوة أخرى في إطار محاربة الارهاب، غير أن حرباً جديدة في ظل المعطيات الموجودة في المنطقة ستكون بمثابة الشرارة التي ستخلف حالة من الفوضى والبيئة الصالحة لكي تنشط مختلف الجماعات.. والمطلوب دائماً قدر من التروِّي يتيح موازنة الأفعال بالنتائج وأوضاع الحاضر باحتمالات المستقبل، وهذا أمر يتطلب تعاوناً دولياً خلاقاً لا يمكن الحصول عليه إلا بتوفر النوايا الحسنة والتي يمكن الحصول عليها فقط إذا تم إعطاء الاعتبار لمخاوف وهموم دول المنطقة فضلاً عن إمعان النظر في مرئياتهم وإيلائها ما تستحق من اهتمام.
إن المنشود دائماً هو الاستقرار والأمن وإبعاد مخاطر التهديد من هذا الطرف أو ذاك، ومن المهمّ أن تعود الأوضاع إلى نصابها وفقاً لجهد دولي يتبلور من خلال عمل مجلس الأمن الدولي باعتباره الساحة المثلى لتوجيه المبادرات الدولية الكبرى والأعمال ذات التأثير الواسع على العالم ككل.