* المشاعر المقدسة - محمد العيدروس:
كشف صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا، النقاب عن الكثير من قضايا الساعة ووضع سموه في مؤتمر صحفي كبير عقده امس الاول الاربعاء في مكة المكرمة، النقاط حول العديد من الاسئلة والاستفسارات وأكد ان المملكة لن تسمح لكائن من كان العبث بأمن الحجيج وسلامتهم.
وقال سموه: ان حكومة خادم الحرمين الشريفين اتخذت جميع الاحتياطات وسخرت كافة امكانياتها لخدمة ضيوف الرحمن وانجاح موسم الحج لهذا العام.
وتطرق سمو وزير الداخلية الى شبح الحرب في المنطقة وامكانية ان يلفت الانظار عن الاهتمام بالحج، وقال نتمنى ان لا يحدث شيء لا في فترة الحج ولا بعدها مشيرا الى ان المملكة رفعت درجة الاستعداد شأنها شأن أي دولة تمر بهذه الظروف سواءعلى مستوى الحدود او الداخل.
وفي اجابة لسموه حول اعداد المعتقلين السياسيين في المملكة، بين الامير نايف ان اعدادهم لا تتجاوز الـ250 ومنهم من اطلق سراحه ومنهم من حكم عليه.
وقال ان دورنا ليس العقوبة والقبض والتحقيق وانما اعادتهم الى جادة الصواب ومحاولة اصلاحهم.
ورد سموه على سؤال للجزيرة حول ما اتخذته بعض الدول من تحذيرات لرعاياها بمغادرة المملكة.
قال: ان كل دولة حرة في اتخاذ ما تراه، مؤكدا ان كل ذلك لن يغير من الواقع في شيء فاذا كنا آمنين سنبقى كذلك، وان كان العكس «لا قدر الله» فلن نستطيع ان نغير الحقيقة. ومن اراد البقاء فنحن مسؤولون عن امنه ومن اراد المغادرة فبسلامة الله.
وفيما يلي نص المؤتمر الصحفي الذي عقده سمو الامير نايف لوسائل الاعلام العالمية والعربية والمحلية وحضرته الجزيرة.
المملكة جزء لا يتجزأ من هذا العالم وعلى أمتنا ومواطنينا المزيد من التلاحم
على رجال الإعلام أن يكون لديهم حس أمني ولا نسكت الأفواه الإعلامية
* سمو الامير.. هل تتوقعون ان تلفت الحرب وشبحها الانظار عن الاهتمام بالحج، والتخوفات من الاستعدادات الامريكية للحرب في المنطقة؟
- لا اعتقد ان احداً يرحب بالحرب والتخوف من الحرب نفسها ومن نتائجها.
اما ما يتعلق بلفت الانظار عن الحج والمهتمين بالحج فاعتقد ان الحج سيكون عندهم هو الاول والاساس، حتى يؤدوا الفريضة.
ونرجو ان لا يحدث شيء.. لا قبل الحج ولا بعد الحج.
* هل رفعت المملكة درجة الاستعداد على الحدود العراقية نتيجة احتمال نزوح عراقيين اليها وهل تنوون اغلاق بعض من تلك الحدود مثلما فعلت الكويت؟
- بلا شك في مثل هذه الظروف، كل دولة ترفع درجة استعدادها سواء على الحدود او في الداخل. واما حدودنا ومداخلنا فهي منفذ مفتوح لدخول الحجاج القادمين من العراق وستفتح عند خروجهم.
اما الاحتياطات الامنية فهي شيء طبيعي في ظروف مثل هذه وحرس الحدود حريص على منع الدخول غير المشروع ولن نسمح في المملكة بدخول ايا كان الا بقرار من قيادة المملكة.
* سمو الامير.. تحدث وزير الخارجية الامريكي عن دلائل لحيازة العراق أسلحة والقاء القبض على اثنين ممن حاولوا الدخول للمملكة واتهامه العراق بعلاقته بالقاعدة.. ماهو تعليق سموكم؟
- اعتقد ان باول تحدث قبل قليل ولم اسمعه.
ولذا من الصعب على الانسان ان يعلق على امر لم يسمعه. وفي نفس الوقت امور مثل هذه تحتاج الى مراجعة والتأكد منها خاصة اذا كان بها ما يخص المملكة اما غيرها فيخص الجهات المعنية بها.
* قبل فترة ذكر الامير سعود الفيصل ان اعداد المعتقلين السياسيين في المملكة 3000.
وذكرتم سموكم في لقاء صحفي ان العدد اقل من ذلك بكثير.. كم عدد المعتقلين، وهل فصل سجوننا عن الامن العام واستقلاليتها مرتبط بمطالب مؤسسات حقوق الانسان؟
- المعتقلون لدينا من سعوديين وغير سعوديين لا يتجاوزون ال(250). وسبق وأخذ اشخاص وهناك مجموعة حوكموا ومنهم من قضى محكوميته واطلق.
طبيعي غير السعودي يعود الى بلده. اما بالنسبة للسعوديين فهم مواطنون والانسان بشر وقد يخطىء. واحب ان يتأكد الجميع ان دورنا ليس العقوبة فقط والقبض والتحقيق. فهؤلاء ابناؤنا سواء اصابوا أم اخطأوا وعلينا جميعا ان نعيدهم الى جادة الصواب وان يكونوا مواطنين صالحين مسلمين. وهذا الاهتمام يفوق الاهتمام بمعاقبتهم.
اننا نحاول ان نصلح هؤلاء الشباب الذين غرر بهم ولابد ان يعرفوا الصواب والحقيقة.
العدد كما ذكرت انه «250». وليس كلهم سياسيين ولم يصلوا الى حد الادانة بأي شكل ولكننا لا نريدان نصل الا للحقائق. وعندما نعرفها فان القضاء وحكم الله هو الذي سيحكم في هذه الامور. ولكننا لن ينتهي دورنا عند هذا الحد، بل سنعمل على تصحيح مفهوم ومسار هؤلاء المواطنين الذين ندعو لهم ان شاء الله بالصلاح وهم يهموننا وتهمنا اسرهم ويهمنا كل مواطن.
أما فصل السجون فلا علاقة له بأي حال من الاحوال بأي تأثير خارجي. كنا ندرس ذلك في وزارة الداخلية ورأينا جدواه وصدر بذلك قرار مجلس الوزراء الاسبوع الماضي.
* صاحب السمو.. ظهرت «مؤخرا» بعض الشركات الوهمية وغير المرخصة التي تمارس نشاط الاموال.
كيف يرى سموكم امكانية تطويق هذه الظاهرة؟
- من واجبات وزارة الداخلية ومسؤولياتها ان تكتشف هذه الامور وتطوقها وتحد من انزلاق المواطنين في امور غير مشروعة.
وان كانت المسؤولية هي مسؤولية مؤسسة النقد.
نحن نتعاون مع مؤسسة النقد بأقصى درجات التعاون حتى نتمكن من تطويق هذا الامر واعادة الحقوق الى اصحابها.
ولكنني اقول لاخوتي المواطنين.. يجب ان لا ينخدعوا بمثل هذه الاشياء. فهناك سوابق حصلت وهناك من لازال في السجن ومطالب بحقوق المواطنين وقد يكون الحصول عليها ممكن وغير ممكن.
فقد تكون خرجت خارج الوطن وهنا لابد ان يكون لديهم وعي ولا يتعاملون مع الشركات والمؤسسات وعلى وزارة المالية القيام بوعي اعلامي في هذا المجال.
* سمو الامير.. لطبيعة الظروف الحالية للمنطقة، هل هذا يعني ان الحج سينفذ تحت مظلة امنية مشددة؟
- نحن نتخذ في كل موسم حج جميع الاحتياطات اللازمة وبلا شك في هذا الظرف الذي يمر به العالم، سيكون في منى والمشاعر ما لا يقل عن مليوني حاج من المسلمين وغالبيتهم هم من القادمين من خارج المملكة والبقية من المقيمين والمواطنين.
اعتقد انه من الشيء الطبيعي ان نتخذ كافة الاجراءات الامنية ومن طبيعة رجال الامن اتخاذ العدة ويتوقعون أسوأ شيء يمكن ان يحدث، وباذن الله لن يحدث شيء.
نحن نقول «اعقلها وتوكل» ونتخذ كل الاجراءات اللازمة، وثقتنا بالله اولا ثم بحجاج بيت الله الحرام جميعا مواطنين او غير مواطنين كبيرة. والجميع سيهتم ويجعل الفريضة اهم من أي اعتبارات اخرى لانه في اشرف وأطهر بقعة، لانه يواجه الخالق ويؤدي الفريضة.
ولكن من واقع المسؤولية اقول ان جميع المواطنين هم مسؤولون.. قلنا ونقول الآن هم رجال الامن الاولون ورجال الامن مواطنون قبل ان يكونوا رجال أمن.
وعلى الجميع ان يجعل امن الوطن وامن الحجاج فوق كل اعتبار وقد يجرنا هذا الى موضوع الامن بشكل عام سواء في ايام الحج او ما بعده ما دامت ظروف العالم بهذا الشكل ولا نعلم ماذا يحدث ولكننا واثقون كل الثقة برب العالمين انه حامي لهذا الوطن وابنائه.
واحب ان أقول في هذه المناسبة اننا لم نسمح ولن نسمح سواء كان شخصا بذاته او شخصا معنويا ان يعبث بأي حال من الاحوال.. بلدنا قوية باذن الله بالحق والعدل والرحمة ولكنها في نفس الوقت قوية وحازمة وهذا ما تحقق للوطن مثل ما تحقق له في الماضي.
نعم اتخذنا جميع الاحتياطات وكل الاجراءات ولكن باذن الله سيتحقق الامن بفضل الله ثم بفضل ابناء الوطن وبفضل التوجيهات السديدة والحكيمة من قيادتنا لاجهزة الامن وان يكونوا في اعلى درجات الاستعداد مع ثقتنا ان شاء الله ونرجو من الله ان تمر هذه الظروف لبلادنا والبلاد العربية والاسلامية.
نحن في وطننا الامن مطلب اول في كل وقت ولكنه الآن هو مطلب كبير.
الوقت الآن ان يكون الوطن جبهة واحدة ونحن نقف وقفة رجل واحد في الحفاظ على امنه. ونحن واثقين ان شاء الله ان هذا سيكون.
* صاحب السمو.. اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية في شأن اجراءات الهجرة بالنسبة للمواطنين السعوديين اجراءات ردت عليها المملكة بالمثل.
هل اثر ذلك على اتخاذ اجراءات معينة بشأن من يؤدي الفريضة من أمريكا؟
- لاشك ان نفس المعاملة ستكون مماثلة. ولكن بالنسبة للحجاج فنحن نتعامل مع من يأتي للحج ونسهل له كل ما هو ممكن لقدومه ولم نعق اي حاج من امريكا ولا من غير امريكا.
وسفاراتنا لديها تعليمات كافية في هذا الامر. والمهم ان يكون آتيا للحج ولن ندخل في اي مواقف سياسية في الحج بأي حال من الاحوال.
نحن في الحج مسؤوليتنا ان نتعامل مع المسلمين بشكل متوازن ولا يوجد تفضيل لأحد على احد.
* ماهي تأثيرات الحرب «ان وقعت» على علاقات امريكا بالعالم الاسلامي اجمع؟
- لا احد يريد الحرب وحتى الولايات المتحدة لا تريد الحرب ولا اعتقد انها ظالمة. ولكن لكل دولة قرارها.
وجميع الشعوب العربية والاسلامية وشعوب العالم يتمنون ان لا تحدث الحرب.
ولكن ان حدثت فلاشك ان المسؤول عنها والمعني بها هو من قام بذلك. ولكن نرجو من الله ان لا تقع وان وقعت لا يعلم نتائجها الا الله.
* سمو الامير.. علاقة اليمن بالمملكة علاقة تكاملية راسخة الجذور كيف يقيم سموكم التعاون المشترك في مجال الامن والارهاب؟
- الادراك الكامل في البلدين للمستوى الذي يليق بهما ويتفاعل مع الوضع القائم الآن. التعاون والحمد لله في افضل مستوى وسيكون اكثر.
وأؤكد هنا انه حسب توجيهات قيادتينا.. اننا نعتبر امن اليمن هو امننا واي شيء يمس اليمن يمسنا وواثقون ان اخوتنا في اليمن الشقيق يعاملوننا نفس المعاملة.
مشاهدات من المؤتمر الصحفي
* حضر المؤتمر الصحفي لسمو الأمير نايف أكثر من 150 إعلامياً يمثلون وكالات الأنباء العالمية والقنوات الفضائية والصحف والمجلات العربية والسعودية.
وتميز المؤتمر بكونه (عالميا) حيث انتشرت كاميرات القنوات في كافة ارجاء الصالة، وفضل الكثيرون من مذيعي المحطات الفضائية والاذاعات البث مباشرة من الموقع.
* بدأ المؤتمر عقب جولة سمو الأمير نايف في مرافق قوى الأمن الداخلي في المشاعر المقدسة، وذلك عند الساعة 25 ،9 واستمر حتى الساعة الحادية عشرة مساء تقريباً.
* استهل مراسل وكالة رويترز المؤتمر الصحفي بسؤال حول تأثير الحرب على مجريات الحج، ثم تتالت الأسئلة فيما بعد وشدد المنظمون أن يلقي الصحفي سؤالاً مختصراً فقط.
* أريحية مدير الأمن العام والعقداء محمد المرعول وعادل الشليل وتعاملهم المثالي، أزالت الانزعاج الذي بدا على عدد من الإعلاميين حينما لم يتح لهم منسقو المؤتمر الصحفي أن يطرحوا أسئلتهم. وتم اغفال وتجاهل وسائل إعلام شهيرة واختيرت الوسائل الإعلامية عشوائيا ودون ترتيب.
* شابهت صالة المؤتمر الصحفي في مقر إدارة التدريب بمكة المكرمة قاعات الأمم المتحدة، حيث تواجدت وسائل آسيوية وافريقية وأمريكية وعربية وغير ذلك.
* حضر المؤتمر الصحفي، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية وقادة قطاعات وزارة الداخلية، إلى جانب عدد من أصحاب المعالي الوزراء.
* شرف سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز حفل العشاء الذي أقيم في حديقة مدينة التدريب ولم يبخل سموه بتصريحات إضافية لعدد من الصحفيين السعوديين لدى مغادرته الحفل ومنهم «الجزيرة».
|