Friday 7th february,2003 11089العدد الجمعة 6 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أيام العمل الصالح أيام العمل الصالح
عبدالعزيز بن عبدالله حنفي ( * )

ونحن في أيام الحج المباركة والعمل الصالح التي لا يعدل اجرها شيء من الاعمال الصالحة الا من خرج للجهاد في سبيل الله بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء.
وتستقبل هذه البلاد الطاهرة افواج الحجيج من اصقاع الارض في مشهد روحاني عبق يتكرر كل عام منذ ان نادى ابراهيم الخليل عليه السلام بالتوجيه الرباني {وّأّذٌَن فٌي النَّاسٌ بٌالًحّجٌَ يّأًتٍوكّ رٌجّالاْ وّعّلّى" كٍلٌَ ضّامٌرُ يّأًتٌينّ مٌن كٍلٌَ فّجَُ عّمٌيقُ} وتتهيأ هذه البلاد المباركة حكومة وشعبا لاستقبال ضيوف الرحمن بكل طلاقة وبشر ليؤدوا نسكهم ويوفوا نذورهم ويطوفوا بالبيت العتيق وهي مهمة شرف وفي الوقت نفسه تكليف ومسؤولية كبيرة ففي ايام معدودة تتوافد اعداد هائلة من الناس بحاجة الى توفير كل الوسائل والطاقات لخدمتهم وليس ذلك بالامر السهل ولكن ولله الحمد لدى المسؤولين في هذه البلاد الخبرة والقدرة على توفير الجو الآمن والخدمات والامكانات الكبيرة التي توفر للحاج الطمأنينة والامن والامان فيقضي حجه ونسكه بكل يسر وسهولة وذلك بتوفيق من الله عز وجل ثم بالاستعدادات المبكرة التي تبدأ من نهاية كل موسم حج وتستمر دراسة الملاحظات واعداد الدراسات وتجهيز الاماكن المقدسة والمشاعر بكل ما من شأنه استيعاب وتيسير النسك للحجاج مهما كانت اعدادهم وهذه مناسبة ان نشيد بالجهود المميزة التي تبذلها وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد لخدمة الحاج فدورها يظهر بوضوح في توعية الحجاج وارشادهم لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم واعماله في الحج وتوزيع الكتيبات والاشرطة الارشادية بعدة لغات وهذه الجهود المكثفة يشكرون عليها لما لها من اهمية كبيرة في صحة النسك وقبول العمل ان شاء الله تعالى.
وفي هذه الايام الفضيلة يتسابق المؤمنون على مجالات الخير وميادين الاجر ومنها الحج والصوم والصلاة والبر والاحسان ومنها تلاوة القرآن الكريم وفيه الخير كله وصلاح الدنيا وعمارة الآخرة وتقويم السلوك والتنشئة على اسس راسخة وهو الذي من تمسك به لن يضل ابدا ومن اهتدى به دله الى الصراط المستقيم وكل حرف بحسنة والحسنة بعشر امثالها الى اضعاف مضاعفة يعلمها الله عز وجل ومن تدبر القرآن واكثر من تلاوته وتأمل معانيه وتوجيهاته انعكس ذلك على سلوكه وتفكيره وحياته وعرف الهدف الصحيح من وراء وجوده في هذه الدنيا وانه مطالب بعمارتها والبعد عن مفاسدها والتطلع الى ما عند الله من الثواب فهذا القرآن منهج حياة والتدبر مطلوب قال تعالى {أّفّلا يّتّدّبَّرٍونّ القٍرًآنّ أّمً عّلّى" قٍلٍوبُ أّقًفّالٍهّا } هذا يعني ان البينات واضحة ظاهرة للعيان والبراهين موجودة لمن كان له قلب او ألقى السمع وهو شهيد لكن من لم يهتد الى الحق فالمشكلة في وجدانه وانغلاق قلبه لذا يفترض في المسلم تلاوة القرآن باللسان والقلب والتمعن في آياته ومدلولاته ففيها ما يشرح الصدر ويضيء القلب.
وايام الحج قليلة ولذلك يفترض من الحاج وغيره من المسلمين المبادرة لاغتنامها بالذكر والدعاء وسؤال الله من فضله فسرعان ما تنتهي ايام الحج ويعود الناس الى اوطانهم واهليهم سالمين غانمين يحملون ذكريات لا تمحيها الايام واجر لا ينساه الديان عز وجل ولا يحرم الاجر فيها الا المحروم الذي اضاع وقته في الرفث والغيبة والنميمة والسيئات والقيل والقال لذا اهيب باخواني المسلمين وخاصة حجاج بيت الله ان يغتنموا كل ساعة من هذه الفترة الوجيزة التي سرعان ما تنقضي ليعبدوا ربهم ويقربوا اليه بالعمل الصالح والدعاء النافع راجيا لهم ولمن يسر لهم حجهم القبول والاجر العميم.

( * ) رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved