Friday 7th february,2003 11089العدد الجمعة 6 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تواصلاً مع برنامج وزارة الشؤون الإسلامية للعناية بالمساجد..إمام وخطيب جامع العمري بالمدينة لـ « الجزيرة »: تواصلاً مع برنامج وزارة الشؤون الإسلامية للعناية بالمساجد..إمام وخطيب جامع العمري بالمدينة لـ « الجزيرة »:
رعاية المساجد طاعة ومنافسة في الخير بين أهل التقوى والصلاح

* المدينة المنورة - الجزيرة:
اكد امام وخطيب جامع صنهات العمري بالمدينة المنورة الشيخ صالح بن احمد صالح ذياب ان الاهتمام بالمساجد ودور العبادة وتعظيم شأنها عموماً امر واجب ومطلوب، مستشهداً بقوله تعالى:{.. وّمّن يٍعّظٌَمً شّعّائٌرّ اللهٌ فّإنَّهّا مٌن تّقًوّى القٍلٍوبٌ } وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:« من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة».. وقال: ان هذا النهج سار عليه الخلفاء الراشدون والصحابة وتابعوهم، والسلف الصالح ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين، كما دأبت حكومتنا الرشيدة على العناية بالمساجد وبنائها، ولا ادل من ذلك من عمارة المسجدين «المسجد الحرام، والمسجد النبوي» والبذل السخي لكافة بيوت الرحمن ودور العبادة ليس في المملكة، وحسب بل في بلاد المسلمين حتى اصبحت موطن منافسة ومسابقة بين اهل الخير والصلاح، مشيراً الى ان الكمال محال في كل شيء سوى المولى سبحانه فإن الامر لا يزال بحاجة إلى شيء من التصحيح والتطوير ولو على سبيل المحافظة على ما أنجز، وعدم الانحدار والتردي ليقوم المسجد بدوره كما هو مطلوب.
وواصل فضيلته القول: ان الامر لا يقتصر على الاهتمام بالمسجد كبيت من بيوت الله فحسب، فقد جعل الله الارض مسجداً وطهورا، انما يجب الاهتمام بمحاور واركان هذه العبادة وهي «المسجد، والامام، والمأمون» ومن كانوا في حكمهم، مشيراً الى ان السلف عندما فهموا هذا واعتقدوه وارتقوا بمستواهم وعلومهم حتى استشعروا انهم يعيشون وفي جميع احوالهم داخل المسجد، ولو كانوا خارجه، والمسجد بدون مصلين موحدين حجة علينا فهو لا يقوم بذاته، ولذلك خرج الخير كله من المسجد على ايدي العلماء والائمة الذين يمثلون بقية المحاور وعندما كان المسجد بمحاوره هو كل شيء في حياة المسلم تقريباً كان العز عزيزاً والإنجاز كبيراً والخير كثيراً.
جاء ذلك في تصريح لفضيلته بمناسبة تواصل برنامج العناية بالمساجد ومنسوبيها الذي تنفذه وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد في كافة أرجاء المملكة.
واقترح فضيلته لإعادة المساجد الى سابق عهده وابراز دوره في حياة المجتمع المسلم تكثيف برامج التوعية بوسائلها المتنوعة بحرمة هذه الدور، وعظمتها عند الله - عز وجل -، والاخذ على يد السفيه وكل من يستهين ببيوت الرحمن او يتعدى عليها او يتسبب في استغلالها في غير ما انشئت من اجله، واقامة الندوات والدورات مادياً ومعنويا،ً والمعترف بها ايضاً من خلال المسجد والجامع، وكذلك اقامة بعض الانشطة الثقافية الاجتماعية والدعوية ايضاً.
ونوه فضيلته - في هذا السياق - الى ان الرسول - صلى الله عليه وسلم - استمع للشعر ونظر في العديد من القضايا الاجتماعية وغيرها وهو في المسجد، وتنزيه المسجد من بعض السلوكيات المستحدثة مثل استخدامه بالرقية ومعالجة اهل الصرع او التوسع في تناول فضول الطعام والنوم وجعله كالاستراحات او السكن لبعض اهل الفرق الزائغة والمقاصد الفاسدة.
كما اقترح فضيلته التذكير الدائم بعظيم حرمة كل منسوبي هذا المسجد، وكل من تواجد به بقصد الخير مثل التعليم والتعلم فلا يؤذى ولا يتضرر في حال من الاحوال، ومشاركة ائمة المساجد وطلبة العلم في قضايا الاحياء والمجتمعات، ووضع الحلول المناسبة لها، وابراز دورهم على المجتمع بالشكل الوقور، ومساندتهم من الاجهزة الادارية مادياً ومعنوياً واقامة الدورات المكثفة والبعثات للائمة والخطباء والعمل على اجتماعهم بشكل دوري ومنظم بكبار العلماء والدعاة ليزداد التواصل ومحق الشبه والفتن ومعالجتها بالسبل الحكيمة والطرق السديدة.
وطالب الشيخ صالح بن ذياب بزيادة الدعم المادي والمعنوي للائمة والخطباء، وطلبة العلم خاصة في زمن تغلو فيه الاسعار، وتكثر الطلبات، ويقل العلم، ويكثر فيه الجهل فينظر طالب العلم متحسراً في بعض اهل الفتن الذين ينعمون بالعطاء الجميل والمكافآت السخية على لهو مقدم، او فتن مستحدثة، وتهيئة الاجواء المناسبة للائمة والخطباء والدعاة وزرع الثقة في قلوبهم حتى يقوموا بوظيفتهم على الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى، ومحاسبة المخطئ منهم اذا ثبت خطؤه بما لا يتسامح معهم لكونه قدوة لغيره.
واقترح فضيلته اقامة مجلة دعوية خاصة ولو شهرياً تكثف دعوتها للمحاور او الاركان الثلاثة «الامام، المؤذن، المأمومين»، وتبرز نشاطهم ومقترحاتهم وتساهم في التعاون بينهم، وتداول بعض الخطباء لخطب بعضهم البعض وتنقلهم بين مساجدهم بشكل ودي بما يزيد مواضيع الخطبة اثراءً ودقةً وقوةً، والاجتماع الدوري بين بعض الاركان الثلاثة ومنسوبي الوزارة من الذين فتح الله عليهم بالعلم والبصيرة ولو على سبيل المثال في كل منطقة تقريباً، واعادة النظر في صفة فرش المسجد وبعض اثاثه وتغييره بما يتناسب ومتجددات العصر الجديد وكذلك نظافته وصيانته.
واكد فضيلته على اهمية اقامة الاوقاف الخاصة بالمسجد سواء بشكل جزئي مثل السماح بتبرع اهل الحي وتحفيزهم على ذلك بإقامة صندوق المسجد، او بشكل كامل مثل الوقف العام، وتوجيه وسائل الاعلام المتنوعة بتخفيف التشهير او السخرية او النقد اللاذع للاركان الثلاثة، ومعالجة امورهم واخطائهم وتجاوزاتهم بشكل سري وعاجل، ومشاركة الوزارة من خلال مندوبها في التعرف والاطلاع والمشاركة في بعض القضايا الاجتماعية او الجنح الادارية التي تخص الامام او المؤذن، والتعرف على ما يصدر من أحكام قانونية او شرعية ضده والعمل على تحصينه وحمايته بما يحمي سمعة العمل الدعوي ورموزه، واعلام المسؤولين بنتيجة تلك القضايا لتحديد الموقف الواضح نحوه.
ودعا الشيخ صالح بن احمد ذياب الى تشجيع بعض الانشطة الاجتماعية والثقافية مثل منتدى الائمة والخطباء يتم من خلاله الاجتماعات الدورية واحياء بعض الانشطة، وتشجيع مسابقة البحث العلمي والاجتماعي ايضاً بين الائمة والخطباء، ووضع الجوائز المناسبة لها ودعمها مادياً ومعنوياً واعلامياً، وغير ذلك من الاقتراحات.
وفي نهاية تصريحه، اوصى امام وخطيب جامع صنهات بالمدينة المنورة بضرورة الاخلاص لله - عز وجل - واحتساب الاجر عنده وحده، والصبر على الدعوة ومشاقها ومعوقاتها خاصة بين الائمة والخطباء، ومعرفة ما يحاك من تخطيط ومؤمرات للأمة الاسلامية وعقيدتها السلفية في بلاد المسلمين عامة، وبلادنا خاصة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved