غياب الشعائر عن أي مجتمع مسلم فيه نسيان لها من قبل الأجيال فخذ مثلاً نحر الأضحية في يوم النحر فكم هي لحظات لا ينساها أي واحد منا وهو يذهب مع أبيه ببراءة الطفولة ونقائها وصفائها إلى مصلى العيد فيؤدي الصلاة ويستمع إلى الخطبة ومن ثم يعود ويده بيد أبيه إلى حيث تنحر الأضحية التي لا تنحر إلا طاعة لله جل وعلا فكم تساءل أحدنا ولم تنحر هذه البهيمة؟! فيجد الإجابة إجابة عملية مقرونة بدليل من القرآن الكريم لحفظه جميعاً ونحن صغار أن هذه أضحية ننحرها قربة وطاعة لله جل وعلا، ألم تقرأ يا بني قوله تعالى:{إنَّا أّعًطّيًنّاكّ الكّوًثّرّ (1) فّصّلٌَ لٌرّبٌَكّ وّانًحّرً (2) إنَّ شّانٌئّكّ هٍوّ الأّبًتّرٍ (3)}
وهذه الصورة لا تزال ولله الحمد والمنة قائمة ولكن ثمة توجه لدى البعض وهو دفع قيمة الأضحية نقوداً إلى جهة خيرية تتوالى نيابة عنه أضحيته في بلد من بلدان عالمنا الإسلامي وذلك بمبلغ أقل من لو نحرها هنا وبهذه الطريقة يمر عيد الأضحى وأطفاله لم يروا هذه الشعيرة كما رآها هو من قبل عندما كان صغيراً، فلست أعلم لو أن ظاهرة التوكيل لهذه الجهات الخيرية لنحر الأضاحي راجت واقتنع بها أناس كثيرون وخصوصاً أننا في زمن قد دب إلى شبابه ضعف الحماسة وحب تفويض المهام والتسويف لانجازها، أقول لو أن هذه الظاهرة راجت بين الناس يا ليت شعري ما هي الحال؟!، لا ريب أن ثمة سلبيات منها غياب هذه الشعيرة من كثير من بيوت المسلمين وحرمان فقراء البلد من هذه الأضاحي، وصعوبة إعادتها في حياة الناس لو اندثرت لدى كثير منهم إلى آخر تلك السلبيات، ولست هنا أتحدث عن هذه الجمعيات الخيرية وسمو نشاطاتها ومنها هذا النشاط إلا أنني أتحدث عن غياب هذه الشعيرة من حياة كثير من المسلمين وهذا الغياب أراه سيزداد لا قدر الله ما دام ذلك التوجه لدى تلك الجمعيات الخيرية في أوجه والإقبال عليه كذلك في أوجه، فهل تعود الأضحية لبيوت غابت عنها؟!.
|