تحقيق - مها الشيباني:
الواسطة جميعنا نتعاطاها ونبحث عنها اذا لزم الأمر علينا.
واذا أتت ضدنا نذهب ونسخط عليها.
في الحقيقة الواسطة خير اذا لم يكن فيها ضرر على الآخرين.
في هذا التحقيق نوضح سلبيات الواسطة وايجابياتها ومتى تكون الواسطة نعمة ومتى تكون نقمة.
السيدة م - ن تقول رأيها في الواسطة:
لا تعجبني الواسطة لتفشيها بصورة مزعجة اخاف ان يأتي يوم لا نستطيع الحصول على أي شيء الا بوجودها. والخوف كل الخوف على الذي ليس له واسطة. فهو سيأتي عليه الظلم من كل حدب وصوب.
وتضيف ج - س: انا ضد الواسطة لأنها تضيع الفرصة على من يستحقها.
فلا يجوز للانسان التعدي على حقوق الآخرين بصورة او بأخرى.
فالواسطة ظلمتني عندما قدمت على وظيفة وبعد ان اجتزت المقابلة الشخصية والاختبار حرمت بسبب احدى المتقدمات بحكم قرابتها مع المسؤولة في تلك الجهة.
أما السيدة م - م: فتقول بعض الواسطة نقمة وليس نعمة.
6 شهور وانا أركض خلف احدى المنسوبات في احدى الكليات لكي تتوسط لي وتدخلني الكلية وبعد تعب مضنٍ ادخلتني بواسطتها انا واربع طالبات في الكلية.
ودرست في الكلية بكل جد ومثابرة وبعد ثلاث شهور استدعتني العميدة واخبرتني بأنه لم يتم قبولي ولم يعتمد لي اي قبول في الكلية.
وذهبت استنجد بالوسيطة واسألها عن ما حدث وتأسفت مني شديد الاسف وقالت ان الوساطة لم تشمل سوى طالبتين وليس اربعاً وانها اختارت المقربات منها فقط ووعدتني السنة القادمة بواسطة اقوى وستحقق امنيتي وها انا انتظر ليس لي سوى الصبر.
اما المعلمة ح - ف: تروي تجربتها وتحكي عن موقف مرت به قبل اربع سنوات عندما كانت مدرسة في احدى القرى وقد مكثت في تلك القرية ست سنوات تنتظر فرصة النقل وبفارغ الصبر اتت تلك الفرصة التي ستنقذها اخيرا من معاناة الطريق والمسافات الطويلة اتت البديلة التي طال انتظارها.
وبدال ما تنقل وتسنح لها الفرصة الممكنة النظامية للنقل نقلت البديلة وبالواسطة وفي اسرع وقت وبقيت هي مكانك سر الى اجل غير مسمى.
وتقول السيدة س - هـ: اكره الواسطة التي بهذه الطريقة فعلا الواسطة اصبحت للأسف حتى في تلقي العلاج.
في احدى المرات مرضت مرضا شديدا وذهبت للمستشفى وعندما قلت لهم ان حالتي سيئة للغاية قالوا لي انتظري الدور مثل الآخرين وبعد انتظار طويل اتت امرأة واخذت دوري بالواسطة وبقيت انا في الخارج أتألم وأنا التي في امسِّ الحاجة للدخول على الطبيب هذا الموقف لا أنساه.
وتؤكد السيدة هـ - ج: ان الواسطة امتدت لوسائل النشر وعلى بعض مستوى المجلات والصحف.
وبعض المجلات هذه تجامل وتنشر للآخرين عن طريق الواسطة وتجد انساناً بسيطاً لا يعرف يصف الحروف على بعضها بطريقة صحيحة توضع له اعمدة وزوايا ثابتة في الصحف وفي المجلات تلك لأنه مدعوم بالواسطة ولولا الواسطة ما بقي بعض الناس في اماكنهم.
السيدة هـ - م: تؤيد الواسطة وتقول توظفت عن طريق الواسطة ولا اخفيكم سرا ان الواسطة انقذتني من الهم اليومي في التفكير في كيفية الحصول على وظيفة والذي شجعني اكثر على البحث عن الواسطة هو اني كلما تقدمت لطلب وظيفة في اي مكان يقولون لي قبل السؤال عن مؤهلاتي الدراسية هل لديك واسطة اذا كان لديك واسطة ستحصلين بكل تأكيد على الوظيفة.
وهذا هو الذي دفعني للبحث عن الواسطة قبل كل شيء.
السيدة ف - م: تدعم رأي هـ - م وتؤيد ايضا الواسطة تقول: في رأيي الشخصي المتواضع اقول ان الواسطة خير في كثير من الاحيان لان هناك محتاجين ويريدون العمل والكسب الحلال وفي ظل الصعوبات في الوقت الراهن وقلة الفرص الوظيفية الكل يبحث له عن وسيط يساعده في ايجاد وظيفة وهذا شيء وامر ليس فيه شيء وبالعكس هذا شيء طيب وايجابي.
السيدة ق - س: تعارض الواسطة وبشدة تقول تقدمت لطلب وظيفة في احد المعاهد وتم قبولي بشرط ان اتدرب في المعهد لمدة شهرين. وبعد ان انهيت تلك المدة رفضوا قبولي بحجة انه تم توظيف فتاة اخرى. وعندما ناقشت عن السبب قالوا لي والله هذي عندها واسطة قوية وتقدمت بها وحصلت على الوظيفة «وخيرها في غيرها».
السيدة ج - م: تحكي عن موقف مرت به ذهبت لطلب وظيفة في احدى المدارس الخاصة وعندما قابلت المديرة اعطتني شروطاً صعبة وتعجيزية قبل الحصول على الوظيفة ومثل ما يقال في الامثال «كل شيء يبان من عنوانه» اخذت اوراقي معلنة الخروج الى غير رجعة لهذه المدرسة حتى وجدت صديقة لشقيقتي تعمل مساعدة للمديرة وشرحت لها الامر برمته فضحكت واخذت اوراقي وتوسطت لي عند المديرة وحكمت الواسطة بتعييني مدرسة في تلك المدرسة وباشرت العمل في اليوم الذي كدت اطرد فيه.
|