من الرجال الذين تزداد اعجابا بهم عند رؤيتك لهم بعد سماعهم الاستاذ عبد العزيز الهزاع.
عرفت الاستاذ الهزاع، من خلال المذياع، منذ زمن طويل. واذكر انني عندما جئت الرياض أول مرة، وكانت أجهزة التسجيل قليلة تلك الأيام، دعانا أحد أصدقاء الاسرة، وأحب ان يضفي على امسيتنا روحا من المرح والتميز، فأسمعنا شريطا للهزاع، أمتعنا، وأدخل البهجة الى نفوسنا، وأدهشنا قدرته على تقليد الأصوات المختلفة، وتقمص الشخصيات المتباينة، فكان وحده يؤدي تمثيلية كاملة بكل من فيها!!
وتمثيليات الأستاذ الهزاع - عموما - كان لها أثرها الطيب في المجتمع، لأنها تعالج قضايا ثقافية، وأسرية، واجتماعية حية، لا يحسن التعبير عنها الا فنان ملتصق بالمجتمع عارف لأوضاعه.
وأذكر ان اول مرة سعدت فيها بلقاء الاخ الأستاذ عبد العزيز كانت في لجنة الترقيات ب«ديوان الخدمة المدنية» آنذاك، وكنت عضوا فيها، وكان هو متقدما لاحدى الوظائف في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ومع ان المقابلة جدية، الا انه اضفى عليها جوا لطيفا من الانس والمرح الطبيعي النابع من شخصيته.
ان مزايا الاخ عبد العزيز تتعدى موهبته في تقليد الاصوات، فهو رجل لطيف جدا، سريع البديهة، لا يضن على جلسائه ان يؤنسهم ويمتعهم وقد صحبته في رحلات عديدة في الحافلة مع زملائي بوزارة المعارف، خلال زياراتنا لمختلف المناطق في المملكة، فكان نعم الرفيق في الطريق.
ان امثال هذه المواهب قليلة في المجتمعات، لذا فمن الواجب دعمها، وتشجيعها، والاخذ بيدها للاستمرار في اداء رسالتها، ليظهر نفعها في الناس، لأنها تغرس في نفوسهم المثل العليا، وتصحح افكارهم بطريقة محببة غير مباشرة، فيها لطافة الدعابة، وحسن التأتي. أسأل الله ان يبارك في عمره، ويكرمه بالصحة والعافية والتوفيق.
|