* متابعة - رشيد الغريب:
تروي شواطىء اليوم قصة الجندي البطل عبد الله بن ابراهيم آل سليمان الذي انقذ شابين من الهلاك والذئاب المفترسة في احد الجبال الوعرة في محافظة الحريق ففي مساءالجمعة قبل الماضية وفي الساعة الثانية عشرة ليلا جاء بلاغ الى مركز الدفاع المدني بمحافظة الحريق بفقدان شابين في مركز المغيجر التابعة لمحافظة الحريق وشمر رجال الدفاع المدني متجهين لموقع الحدث وقصة هذه الحادثة ان ثلاثة شباب من مركز المغيجر تتجاوز اعمارهم ما بين الحادية عشرة والرابعة عشرة ذهبوا لتقليد آبائهم واجدادهم بصعود احد الظهار في مركز المغيجر قاصدين ظهرة اجراف وبعد منتصف الطريق رجع احدهم لوعورة هذا الطريق وخطورته ولكن الشخصين الاخرين واصلا طريق مغامرتهما وهؤلاء الاشخاص هم عبد الله بن زيد الراشد نجل رئيس نادي الفرع بالحريق والمعلم بمتوسطة وثانوية الحريق لغة انجليزية والشاب الآخر محمد بن عبد العزيز آل حسين ويبلغ من العمر 14 عاما وعمر الراشد 11 عاماً وكان صعودهم بعد صلاة الجمعة مباشرة وبعد ان تأخروا عن زميلهم الذي كان في رجعته يخطط لإنقاذ حياتهم بعد ان بلغ ذويهم وابلغ الدفاع المدني بمحافظة الحريق وابلاغ شرطة الحريق وبعد مسح كامل لموقع الحدث من قبل مركز الدفاع المدني الذي يقوم بأعمال عدة لم يجدوا هذين الشابين وفي تمام الساعة الحادية عشرة اخذ الجندي اول عبد الله بن ابراهيم آل سليمان وهو على ملاك الدفاع المدني بالافلاج ومندوب الدفاع المدني بمحافظة الحريق لمدة عام بشماغ ووضع بداخله الكشاف والخبز والتمر والماء والعصا ووضعها على كتفه شامخا هذا الجبل لوحده فأخذ يرفع صوته يمينا وشمالا باحثا عن الشابين ذاكرا الله كثيرا واضعا نور الكشاف على الأرض ليتبع أثر هذين الشابين في ذلك الجو القارس جدا واخذ يتفقد الاحجار الكبيرة ولا يسمع الا اصوات الحيوانات المفترسة ولكن لرجولة وشهامة هذا الشخص الذي يشهد له الجميع لم يبال وعرض نفسه للخطر تلبية لنداء الواجب وانقاذا لحياة هؤلاء الشابين وفي تمام الساعة الرابعة والنصف فجرا وجد أثراً فسار على تلك الاثر فوجدهم تحت حصى كبيرة بين الحياة والموت لا ينطقون من شدة البرد والخوف والجوع والتعب وتم اطعام من بداخل الشماغ وخلع جكيت الدفاع المدني لعبد الله الراشد ولف شماغ الطعام على محمد آل حسين وقام هذا الجندي البطل بعد ان انقذ بعد الله سبحانه وتعالى حياة هذين الشابين اللذين اتاهما وهما يكادان يلفظان انفاسهما الاخيرة وتم تعضيدهما على كتفيه وسار بهما مسافة اكثر من 15 كم وقام بانزالهما عن طريق ظهرة وثيلان الوعرة والخطيرة وتم وصولهما الى اسفل الجبل الذي يوجد فيه زميله الجندي ابراهيم بن زيد التميمي الذي له دور كبير في البحث ومساندة زميله آل سليمان وذلك الساعة السابعة صباحا وذهبا بهما الى المركز الصحي بمحافظة الحريق لتكملة علاجهما وذلك لتشقق ارجلهما وعدم استقرار حالتهما وبعد ان استقرت حالتهما التقينا مع الشاب عبد الله زيد الراشد وقال اننا ذهبنا للاستمتاع ولم نعلم بصعوبة ووعورة هذا الطريق المؤدي الى ظهرة وثيلان بمركز المغيجر ولم نجد طريقا للنزول ومشينا نبحث عن طريق ينزلنا من اعلى الظهرة وسرنا بالطريق المعاكس حتى غابت علينا الشمس واشتد البرد واخذ الخوف يرجف في قلوبنا ماذا يكون مصيرنا؟ وعندما جاء الليل الدامس لا نشاهد بعضنا بعضاً واسناننا تكاد تتكسر من شدة البرد حتى هوينا في حفرة ولم نصب إلا بكدمات بسيطة واخذنا نبحث عن مأوى فلم نجد إلا حصاة كبيرة فجلسنا بجانبها ونحمل في ايدينا حجراً للدفاع عن انفسنا عندما تهاجمنا الذئاب او اي حيوان مفترس إذ تشتهر بها هذه الظهرة وتكاد هذه الاحجار التي نحملها في ايدينا تقع منا من شدة الخوف ولكن ارادة الله سبحانه وتعالى انقذت حياتنا على يد الجندي اول البطل عبد الله بن ابراهيم آل سليمان ولن انسى هذا العمل البطولي الذي قام به السليمان ما حييت وسأرد له هذا الجميل ان شاء الله واوجه ندائي لمدير الدفاع المدني اللواء سعد التويجري بتكريم البطل عبد الله ابراهيم آل سليمان الذي تعرضت حياته للخطر و كان سبب انقاذنا.
وعبر والده الاستاذ زيد بن عبد الله الراشد رئيس نادي الفرع بالحريق عن شكره لله سبحانه وتعالى للجندي اول عبد الله آل سليمان وطلب من المسؤولين بسرعة تكريمه علما بأنه من مركز الدفاع المدني بالافلاج وتلبية رغبته في تثبيته في مركز الحريق لأنه العائل الوحيد لوالده وشكر الجندي اول ابراهيم بن زيد التميمي على مساندته لزميله آل سليمان.
|