Friday 7th february,2003 11089العدد الجمعة 6 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
من سيحكم إسرائيل مع شارون؟ «3»
جاسر عبدالعزيز الجاسر

الخيار الثالث أمام أرييل شارون هو تشكيل حكومة علمانية أساسها تكتل الليكود وحزب شينوي، ولاحظ المتابعون في الكيان الإسرائيلي تعدد اجتماعات رئيس شينوي تومي لبيد مع صديقه الجديد رئيس طاقم الليكود أهود أولمرت، وشاهد الصحفيون أكثر من مرة الاثنين مرة على وجبة عشاء صغيرة ومرة أخرى يحتسيان الشاي أو القهوة.
لبيد لم ينف أبداً أنه تناول في لقاءاته مع أولمرت مواضيع سياسية، لكنه حين يسأل أنه لا تجرى مفاوضات بين الليكود وشينوي أن اللافت للنظر جميع أصدقاء لبيد في شينوي على قناعة أن الصديقين يتحدثان في هذا الموضوع بالذات، واذا ما سارت المفاوضات حسب ما يسعى إليه لبيد وأولمرت فإنها تعد أكبر خطوة في الكيان الصهيوني الذي أسس على أسس دينية يهودية، في حين تحكمها حكومة علمانية، ولذا فإن شارون يتخوّف كثيراً من الخطو لأجلها. ولماذا لا يخاف شارون؟ إذا أقام حكومة دون متزمتين، فسيكون أول رئيس حكومة يقوم بمثل هذه الخطوة الدراماتيكية، ويطلق العالم المتزمت بأسره طلاقاً حقيقياً إلى الأبد.
من ناحية ثانية أخطر شارون مراراً بأنه منته سياسياً مع المتزمتين. ذات مرة تراجع في موضوع قانون «طال» فصوَّت ضد خطوة الإعفاء.. فما الذي لم يقولوه عن شارون حين كان رئيس المعارضة في حينه: إنه منته، مصفى، مقاطع، وأنه غرز سكينا في ظهر الحاخامين.
لكن شارون أحجم وتراجع فسارت الأمور على ما يرام كما كان الوضع دائماً فيما يخص العلاقات المعقدة التي يقيمها مع الزعماء الدينيين. المرة الثانية كانت عندما قرر إقالة وزراء شاس الذين صوَّتوا ضد الميزانية: هنا وقف رئيس الحكومة عند كلمته فحقق انصياع شاس الشامل فبدأت تعرف حدود قوتها.
إن حكومة وحدة علمانية حسب السيناريوهات المركزية في المنظومة الحزبية هي حكومة تضم العمل وشينوي والليكود وأحد الحزبين اليمينيين: المفدال أو الاتحاد القومي على الرغم من إعلان المفدال عدم دخوله في حكومة كهذه. سيناريو تشكيلها بسيط في مجمله، شينوي حصل على «17» مقعدا يعلن شارون عن مفاوضات ائتلافية مع جميع الأحزاب حسب حجمها.
الكلمتان الأخيريان شديدتا الأهمية وهما حجة شارون: «أنا أعرض على الجميع الانضمام إلى حكومتي»، سيوضح للجمهور «أولها حزب العمل ثم سائر الأحزاب حسب ما حصلت عليه من مقاعد».
هذه الجملة هي كلمة السر لقيام حكومة الوحدة العلمانية. شينوي لن تعرقل الإنجاز المرتقب بمطالب زائدة: فمجرد وجودها في الحكومة وغياب شاس، «ميماد» وزيراً وكذلك بيني الون من الاتحاد القومي كلاهما يعتمران قبعة وكلاهما يصبحان دليلاً في هذا السيناريو على عدم وجود حكومة علمانية، بل توجد حكومة دون شاس فقط.
بيد أن ثمة مشكلتين صغيرتين على طريق حكومة الوحدة الذهبي هذا دون شاس والمتزمتين: الليكود والعمل. في الليكود تقوم دون شك معارضة حازمة لخطوة كهذه التي يفسرها جزء من المحافظين بأنها إعلان حرب على الدين في دولة إسرائيل.
أعضاء الكنيست يخافون من مركز الليكود ومن عرضهم كمتعاونين مع اليساريين- شينوي وحزب العمل. وبإمكان نتنياهو دون شك ركوب هذه الموجة وتبني تأييد الوسط الديني- المتزمت. في حزب العمل المشكلة أبسط وأعمق- إذ التزموا هناك بعدم الانضمام إلى حكومة وحدة أياً كانت، كما أعلنوا مراراً أن الليكود لن يكون مستعداً أبداً لتشكيل حكومة علمانية.
وهنا يكمن الحل أيضا: هذه المرة سيحتاج حزب العمل إلى إغراء جدي لكي يخرق التزامه لناخبيه. إغراء كهذا قد يأتي من مفهومين: حكومة علمانية أو تنازلات سياسية.
لقد حدد شارون لنفسه قاعدة: لن يقدم تنازلات سياسية في المفاوضات فيما بين اليهود.
قاعدة جميلة: وربما تفضي إلى إقامة حكومة الوحدة العلمانية وهو آخر إغراء يستطيع شارون تقديمه وهو الإغراء الذي يجذب زعماء العمل ويمكنه أن يسوغ مرونتهم الايديولوجية كيف نرفض اقتراحاً يبقي شاس خارج الحكومة؟ تساءل هذا الأسبوع أحد الوزراء السابقين بشجاعة «سنكون مضطرين للدخول».
التشكيلة: 70 - 75 مقعداً.
الوزراء الكبار: موفاز، لفنات، بوراز، لبيد، متسناع، بن اليعيزر.
الرابحون: جماعة شينوي وعلى رأسهم تومي لبيد.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved