* من اليستر ليون عمان رويترز:
من شأن محاولة وزير الخارجية الامريكي كولن باول اتهام العراق بامتلاك اسلحة دمار شامل وإقامة علاقات مع تنظيم القاعدة ان تريح ضمائر الراغبين في الاقتناع لكنها لن تقنع المتشككين بأن لدى واشنطن ما يبرر شن حرب.
ويقول المحللون ان باول الذي قدم عرضا مؤثرا مستخدما شرائط الفيديو وصور الاقمار الصناعية امام مجلس الامن امس الأول وجه اتهامات للرئيس العراقي صدام حسين دون ان يقدم ادلة حاسمة.
وقال علي الانصاري المتخصص في شؤون الشرق الاوسط في جامعة ديرام البريطانية (ستقنع الذين يريدون الاقتناع.. لكنها ستبعث عدم الارتياح بين مناهضي الحرب فالاحاديث المسجلة تظهر ان العراقيين يخفون شيئا).
وقال المتشككون على الفور ان الولايات المتحدة قد تكون تلاعبت بشرائط لأحاديث مشتبه فيها بين ضباط عراقيين او عالجت صور الاقمار الصناعية لتظهر نشاطا بالقرب من مواقع يزعم ان بها اسلحة.
وقال أحمد عبد الرحمن احد كبار مساعدي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان كلمة باول تضمنت تقارير مخابرات لا ترقى الى دليل ملموس على ارض الواقع.
وأضاف انه يمكنه القول ان هذا الحديث يبدأ مرحلة جديدة من السيطرة الامريكية على العالم ويبقى السؤال عما اذا كانت جماعات دولية اخرى ستقبل هذه الوصاية الامريكية الاحادية على الشرق الاوسط.
وتقول الولايات المتحدة وبريطانيا ان العراق خالف قرار مجلس الأمن الصادر العام الماضي الذي اعطى بغداد فرصة اخيرة لنزع سلاحها او مواجهة عواقب وخيمة وينفي العراق امتلاك برامج اسلحة جرثومية او كيماوية او نووية.
وقال عدة خبراء دفاعيين انهم تأثروا على الاقل بأسلوب باول في العرض.
قال بارتلمي كورمون من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس (فيما يتعلق بالعلاقات العامة كان العرض قوياً جداً).
لكن كورمون المتخصص في القضايا النووية والسياسات الامريكية قال ان الصور والشرائط لا تكفي كدليل والتفسيرات التي وضعها باول مطروحة للمناقشة.
وقال ان هذه المواد قد تساعد مفتشي الامم المتحدة عن السلاح في العراق وأضاف (لكن لا يمكن شن هجوم على اساس افتراض مستند الى بعض الصور ذلك من الخطورة بمكان).
وقال كينيث بوتين الباحث البارز في شؤون الحد من التسلح ونزع السلاح في مركز ابحاث التحقق والتدريب والمعلومات في لندن كذلك ان المفتشين قد يجدون شيئا مفيدا فيما قدمه باول وتابع (يمكن لاحد الاعتراض على الدليل لكنه يشير الى ان برامج (الاسلحة المحظورة) مستمرة.. يبدو فعلا انها مجموعة كبيرة من الادلة).
وقال عوديد جرانوت الخبير في الشؤون العربية في القناة الاولى للتلفزيون الاسرائيلي ان باول عرض ادلة ظرفية لها قيمة تراكمية اكبر من قيمة عناصرها.
وتابع ان ما عرضه باول (لم يتضمن اظهار سلاح الجريمة بل المكان الذي كان فيه هذا السلاح قبل نقله قبل عمليات التفتيش).
وفي روسيا التي طالبت بمنح المفتشين المزيد من الوقت قال بافل فلجينهاور المحلل الدفاعي المستقل ان ذكر باول لنشاط القاعدة في الشيشان ومحاولاتها تسميم الروس سيعجب موسكو.
وقال (بعض الافكار التي عرضت لا يؤخذ بها في محكمة.. لكنها اعطت الانطباع الصحيح ان صدام حسين قادر على إنتاج اسلحة دمار شامل).
وقالت ايلي جولدزورثي من المعهد الملكي للقوات المسلحة في لندن ان باول عرض القضية بشكل مقنع. وأضافت (اعتقد انها ستكون بمثابة جرس تنبيه لبعض الدول المحيطة، اعتقد انه سيكون هناك بعض القلق اليوم).
وبالنسبة للعديد من المحللين فإن مزاعم باول عن وجود صلات بين العراق وتنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن أثارت الدهشة اكثر بكثير من اتهاماته للعراق بامتلاك اسلحة دمار شامل ومحاولته بشكل منتظم اخفاءها عن مفتشي الامم المتحدة.
وقال تيم ريبلي من مركز الدراسات الدفاعية والدولية بجامعة لانكستر البريطانية (الصلة بالقاعدة جديدة وهو امر سيخضعه الناس للتدقيق الشديد).
وفي الكويت قال المحامي ووزير النفط السابق علي البغلي ان باول لم يثبت موقفه بصورة حاسمة للشك ولكنه اضاف ان العرض القى بمزيد من الشكوك على سلوك صدام وتابع ان باول اشار الى العالم بان الولايات المتحدة وبريطانيا ستسيران في طريقهما المرسوم.
وقال تشارلز هيمان من مؤسسة جينز المختصة بالشؤون العسكرية ان باول (درس موضوعه جيداً) لكن لم يكن مقنعا في مزاعمه عن العلاقات بالقاعدة.
وقال مشيرا الى ان العرض سيعطي انصار الحرب ومعارضيها المزيد من موضوعات النقاش (أشك في ان يكون كسب تأييد أي من المتشككين.. اعتقد في نهاية الامر انه للاستهلاك المحلي الامريكي).
|