* العواصم الوكالات:
رأى البعض من اقطاب الاسرة الدولية ان الخطاب الذي القاه وزير الخارجية الأمريكي يوم الاربعاء امام مجلس الامن تضمن ما يكفي من ادلة لاستخدام القوة ضد العراق. لكن وبصفة عامة فان معظم دول العالم رأت ان ما جاء في الخطاب ينبغي تسليمه فورا الى المفتشين الدوليين لكي يعينهم في المهمة التي يقومون بها حاليا في العراق مشيرين الى ان ما قاله الوزيرالأمريكي لايشكل مبررا لشن حرب ضد العراق.
فقد أكد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس الخميس إن ما ورد في خطاب وزير الخارجية الاميركي كولن باول امام مجلس الامن الدولي (من دلائل او اتهامات) ضد العراق (مجرد معلومات يجب اعطاؤها فورا للمفتشين للتأكد منها).
وقال موسى للصحافيين في تعليقه على مداخلة باول (ما جاء في خطاب باول هو تأكيد لمواقف الولايات المتحدة وفيه معلومات جديدة وفيه ايضا شكوك من الرأي العام بأن هذه الدلائل غير كافية وتظل المرجعية في النهاية للمفتشين الذين يجب عليهم التحقق من هذه المعلومات).
وأمس أيضا اعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان بيار رافاران ان بلاده لم تغير موقفها حول العراق وهي لا تريد الحرب. وذلك غداة الخطاب الذي القاه باول.
وقال رافاران بعيد وصوله الى بنغالور في جنوب الهند: ليس هناك اي تغيير في الموقف الفرنسي. لكنه شدد مع ذلك على ضرورة (تدمير الاسلحة المحظورة التي قد تكون بحوزة العراق حتى الآن).
وقد تطابقت وجهات نظر الطبقة السياسية الفرنسية بأن وزير الخارجية الأمريكي لم يقدم في خطابه الادلة التي تفرض شن حرب ضد العراق.
واعتبر السكرتير الاول للحزب الاشتراكي فرنسوا هولاند ان (الادلة لم تقدم وبالتالي لا يمكن تبرير اللجوء الى القوة). وقال (بالرغم من ان الخطاب كان باهرا في الشكل والمضمون فهو لم يتضمن عناصر لدعم الفرضية الاميركية).
وأقر هولاند موقف فرنسا الداعي الى (تعزيز عمليات التفتيش ودعم المفتشين كي يذهبوا بعيدا في مهمتهم).
أما الان جوبيه رئيس اتحاد اليمين الحاكم فقال (لا نستبعد اي حل ولكن نعتقد اننا لم نصل الى نهاية الطريق، يجب اعطاء المفتشين على الارض الوسائل التي تمكنهم من مواصلة عمليات التفتيش لان وزير الخارجية الاميركية لم يقدم كما تبين ادلة مقنعة تماما حول خرق العراق لالتزاماته).
واعتبر انصار البيئة (الخضر) ان العناصر التي قدمها كولن باول (تعطي اسبابا اضافية) لمواصلة مهمة التفتيش التي تقوم بها الامم المتحدة طالما انه يجب (التحقق من هذه العناصر).
واعتبر رئيس الحركة من اجل فرنسا فيليب دو فيلييه ان (العرض الاميركي قد فشل).
وقال ان كولن باول (اخفى الاسباب الحقيقية للتدخل العسكري الاميركي فهي ليست مرتبطة بالارهاب ولا بأسلحة الدمار الشامل. ان الامر يتعلق بعملية استعمار العراق).
وحده المرشح السابق للرئاسة الفرنسية الان مادلين دافع عن تدخل عسكري ضد العراق وقال ان (القرارات الدولية ال 17 التي لم يحترمها العراق تضفي بكل بوضوح على صدام حسين شبهة المتهم).
أما في واشنطن فقد اعتبر مسؤول اميركي كبير انه من المبكر جدا تقييم التأثير الكامل والعالمي الذي تركه خطاب وزير الخارجية الاميركي كولن باول أمام مجلس الامن الدولي.
وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته انه لا يجوز بنوع خاص اعطاء تفسيرات لما قاله ممثلو الدول الاعضاء في مجلس الامن بعد خطاب باول.
وأضاف لوكالة فرانس برس (بوضوح كان الامر يتعلق بملاحظات معدة سلفا قبل خطاب وزير الخارجية).
كما ان العرض الذي قدمه وزير الخارجية الاميركي لم يقنع البرلمانيين الروس الذين طلب بعضهم ايضاحات مفصلة حول هذه المعلومات.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية ديميتري روغوزين في البرلمان الروسي ان على روسيا ان تشدد على ان (تكون الوقائع التي تضمنها التقرير موضع دراسة مفصلة) وعلى ان (يتحقق المفتشون الدوليون العاملون في العراق منها ايضا).
وشكك روغوزين ايضا بما قاله باول حيال كمية الاسلحة النووية التي يمتلكها العراق معتبرا انه (من المستحيل اخفاء نصف مليون طن من العناصر الكيميائية).
وأضاف لوكالة انترفاكس (انا متفاجىء بكون المفتشين لم يكتشفوا هذه الترسانة مع العلم خصوصا ان هذه المعلومات متوفرة منذ بضع سنوات كما قال باول).
ومن ناحيته اعتبر نائب رئيس المجلس الفدرالي الروسي فاليري جوريغليادانه من المحتم ان الاميركيين لم يقدموا ادلة دامغة وقال (لو كانت عندهم ادلة تتمتع بصدقية بأن العراق يمتلك اسلحة دمار شامل لكان عليهم ان يعلنوا عنها منذ زمن طويل).
اما رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الفدرالي ميخائيل مارجيلوف فقال انه مهما كان الامر (من الخطأ الرد على تهديد محتمل بحرب حقيقية).
وقالت استراليا الحليف المخلص للولايات المتحدة ان كولن باول قدم للعالم دليلا (قاطعا) على اخطاء العراق وان الوقت يوشك ان ينفد امام بغداد اذا كانت تريد تجنب الحرب.
وقال الكسندر داونر وزير خارجية استراليا ان هذا يثبت ان العراق لم يتعاون في تنفيذ قرار الامم المتحدة الذي صدر في نوفمبر تشرين الثاني ويطالب بنزع سلاح العراق.
و اعتبر رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كوازومي امس الخميس ان الشكوك المتعلقة بالترسانة العراقية تزايدت بعد الخطاب الذي القاه باول.
وأوضح بعد ان استمع الى الخطاب من طوكيو ان على اليابان نتيجة لذلك ان (تتصرف بطريقة مسؤولة بوصفها حليفا للولايات المتحدة وعضوا في الاسرة الدولية).
وألمح تقريبا الى ان اليابان ستدعم استعمال القوة موضحا ان (العراق يملك المفتاح لمعرفة ما اذا كان يمكن حل هذه المشكلة بطريقة سلمية ام لا).
واعتبر وزير الخارجية البلجيكي لوي ميشال من جانبه ان وزير الخارجية الاميركي لم يقدم امام مجلس الامن الدولي عناصر مقنعة وكافية (تبرر هجوما اميركيا) على العراق مشيرا الى افتقار الخطاب لأي عناصر جديدة.
وتابع الوزير البلجيكي (كانت اللهجة مقنعة جدا ولكن بالنسبة للعناصر الملموسة لا اشعر بأنها تبرر اتخاذ قرار على وجه السرعة) ورأى (انها عناصر تدل على ان السلطات العراقية لا تتعاون بنشاط في هذه المرحلة ولكن لا بدمن اضافة (هذه العناصر) الى ما سبق وتضمن تقرير (رئيس المفتشين الدوليين هانس بليكس.
|