«الوسطية» مصطلح مناسب، وقد نقول عنه حكمة هادئة مهادنة.. نصوغها على هذا النحو التلقائي.. «خير الأمور الوسط»، قد تكون هذه الوسطية مؤذية وشاقة، وربما تلزمنا عقول كاملة ندير بها هذه الحالة الإنسانية.ما يذكرني بهذه الوسطية هو نظام المرور في الطرقات.. تلك التي يظن البعض أنه وفي لحظة تهاديه في عرض الطريق هو المحق فيما يفعل.. لكن الأمر قد يصبح غاية في التهور والمجازفة بمعنى أن السير هادئاً، وادعاً هو من قبيل تعريض الذات والحياة لما يمكن أن يكون خطراً حقيقياً.الوسطية الموشاة بالقلق، والتردد هو ما يجعل العالم معكوساً تماماً فيجدر بمن ركب هذا المضمار أن يتقن الكر، ويحسن المراوغة، ويجيد «التطنيش» لقائمة المحظورات والتحذيرات المعروفة والمألوفة.. فعلى أي طريق ربما تفقد حياتك ومن معك في كلتا الحالتين إن سرت هادئاً أو مسرعاً.. لقد أصبح - يا للأسف- لكل حالة مخاطرها وأسبابها المميتة.من الأجدى أن نضع قلوبنا، وأرواحنا على أكتافنا وننطلق في رحلة البحث عن قوتنا اليومي.. ربما نوفق بالعودة بستر الله، وقد تحول بيننا وبين المقاصد أخطار محدقة..
راقبونا جيداً إن عدنا، سنكون مثخنين بحراب المراوغات ومنهكين من بلاء المواجهة مع جيش المتهورين الذين تتكاثر طوابيرهم في هذه الطرق يوماً بعد آخر.
|