شامخ.. متفرد.. استثنائي ذلكم هو الأهلي قلعة الكؤوس وعطر الرياضة السعودية ووجهها الأكثر جمالاً وبهاءً.. صنع برجاله الأفذاذ على امتداد تاريخه الذهبي مجداً لا يضاهيه مجد ورسم بروعة واقتدار كبير مسيرة كروية زاهية و«مختلفة» في كل شيء استحضرت شموخ الوطن ورائحة ترابه وإصرار انسانه وأصالته وعنفوانه في نسيج أخضر حاكه وأبدعه أبناؤه ورجاله المخلصون الذين اشعلوا قناديل الفرح مساء الاثنين الماضي وأضافوا لبنة جديدة في بناء شامخ لقلعة تزينت بشعار الوطن لوناً وشكلاً وعطاءً.
أسس الأهلي منذ بدايته الأولى لما يسمى بالفعل الرياضي المتكامل والمدعم بالشمولية والنظرة البعيدة والتخطيط السليم. لهذا يدرك العارفون ببواطن الأمور الواقع أحد أهم ركائز التنمية الرياضية وأحد أهم الشواهد الحضارية في خريطة الحركة الشبابية والرياضية للمملكة.. وبالتأكيد فالأمر هنا يتجاوز «كرة القدم» إلى ما هو أهم وأنفع وأشمل، أي أن قدرة الأهلي في صياغة فعل رياضي حي ومتجدد ومتكامل هي ميزة افتقدتها جل الأندية إن لم تكن جميعها.. وحضرت في هذا النادي الأنموذج الذي جسد رسالة الأندية كمؤسسات تعنى بالشباب فكراً وثقافة ورياضة. لهذا تجد اسهامات «الأهلي» في هذه الجوانب بارزة وجلية لا يمحوها أو يحجمها غياب كرة القدم عن منصات التتويج في سنوات مضت، وكذلك ما يدعم هذا التوجه أن تعاقب إدارات النادي الأهلي والاختلاف الطبيعي بين جميع من تولوا رئاسة النادي، بل والتباين في القدرات والامكانيات والفهم الذي هو «طبيعة النفس البشرية» لم يؤثر سلباً على سياسة النادي وتوجهه الشمولي المتفرد.
ويتضح هذا التوجه الجميل وهذه السياسة الثابتة من خلال حضور الأهلي في خارطة البطولات عامة ولجميع اللعبات الفردية والجماعية «كرة القدم - الكرة الطائرة - كرة اليد - كرة السلة - كرة الطاولة - كرة الماء - ألعاب القوى - التنس الأرضي - السباحة» وغيرها من الألعاب التي إن لم يكن بطلاً فيها فإنه حاضر بفاعلية كما هو الحال مع سلة الأهلي حالياً التي تشهد حركة بناء وتجديد ومنافسة مع أندية المقدمة. ولأن كرة القدم أصبحت لوحدها تحدد ملامح حضور أو غياب أي ناد وتحرك بمفردها الرأي العام أو تحدد أيضاً معدلات النمو أو التراجع الجماهيري، فإن الأهلي رغم ما اعتراه من غياب غير «طبيعي» عن منصات التتويج في الفترة الماضية إلا أنه وفي خلال موسمين تقريباً حقق سبع بطولات أروى بها عطش جماهيره الغفيرة على امتداد «كل» جغرافيا الوطن، هذه البطولات تمثلت في بطولتين خارجيتين «الخليجية والعربية وبطولتين لدورة الصداقة الدولية وبطولتين لكأس الأمير فيصل بن فهد وبطولة غالية هي كأس سيدي ولي العهد الأمين».. كل هذه البطولات وهذه حقيقة يعرفها المجتمع الرياضي ولا ينكرها إلا مكابر لم تتحقق بحظ استثنائي أو صافرة حكم أو بظروف غير طبيعية بل جاءت بجدارة واستحقاق في وقت ضاعت أو طارت أو صودرت من الأهلي بطولات بأخطاء تقترب في فداحتها وكوارثيتها من التعمد الذي وان حرم الأهلي من انجازات كانت في متناول اليد إلا أنها زادت رجاله وجماهيره اصراراً ورغبة أكيدة وفعلا مؤطرا بالتخطيط والواقعية ليعود أكثر شموخاً وألقاً وبهاءً.
نقاط على هامش الانجاز الأخير
- كلمات الشكر لا تكفي في حق رجال الأهلي الأوفياء الذين كانوا خلف انجازه الجديد وعلى رأسهم الأمير النبيل خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز.
- يسجل لتاريخ الأهلي أن من قاد حركة التجديد في أدق الظروف وأكثرها حرجاً هو الأمير محمد العبدالله الفيصل الرمز ابن الرمز والرائد ابن الرائد وما قدمه سموه سيظل بصمة لا تنسى في مسيرة قلعة الكؤوس.
- الأمير منصور بن مشعل بن عبدالعزيز عضو شرف نموذجي لنادٍ نموذجي كان لتواجده وقربه من النادي ومن اللاعبين الأثر الكبير في تحقيق البطولة.. الأمير منصور نقش اسمه ومحبته في قلوب عشاق الأخضر في كل مكان.
- رئس هيئة أعضاء الشرف الأستاذ عبدالخالق سعيد، خلق رفيع وزهد في الأضواء ودعم مالي كبير واجماع على أنه الرجل المناسب في المكان المناسب.
- د. عبدالرزاق أبو داود.. أنجح قائد مر على كرة القدم السعودية..
تراكم السنين وتوالي الخبرات زادته تمكناً وحكمة وقيادة فوق ما حباه الله، الأهلي والكرة السعودية بحاجة إلى استمرار هذا العملاق.
- مبروك للأهلي ولرجاله أعضاء شرف وجماهير ولاعبين البطولة العربية وإلى المزيد من المجد والنصر والبطولات بإذن الله.
(*)إعلامي سعودي وعضو شرف النادي الأهلي
| 
