Wednesday 5th february,2003 11087العدد الاربعاء 4 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الحمى المالطية.. العلاج والحماية الحمى المالطية.. العلاج والحماية
ذبح الحيوان المصاب أسلوب ناجح .. ولكن!!
«المالطية» سبب رئيسي للخسائر الكبيرة في مزارع الأغنام والماعز

  *إعداد الدكتور سيد شهاب الحسين
أثناء دراسة الجدوى الاقتصادية لمزرعة تحتوي على 6000 رأس من الأغنام النعيمي. 4500 رأس بالغة و1500 رأس حمل صغير، أظهرت الدراسة أن السبب الرئيسي لتدني إنتاجية المزرعة وجود حالات إجهاض كثيرة حصلت خلال السنة السابقة للدراسة، حسب ما أدلى به الرعاة المشرفون على المزرعة. لقد كانت نسبة المواليد 3 ،0 للنعجة البالغة في السنة حيث كانت إنتاجية المزرعة كاملة في حدود 1300 حمل مقارنة بـ5 ،1 مولود للنعجة في السنة في حالات الإنتاج القياسية بحيث يكون الإنتاج المتوقع هو 6450 حملاً مولوداً.
أثناء الدراسة والبحث كانت الحيوانات ظاهرياً تبدو سليمة، لذلك تم أخذ عينات حليب عشوائية من عدد 30 رأس لزراعة البكتريا ووجد أنها مصابة بمرض يسمى «Brucellosis» الحمى المالطية وهذا ما تم تأكيده بواسطة السيرولوجي.
لقد وجد أن نسبة الإصابة كانت عالية جداً حيث وصلت إلى 33% من القطيع، لهذا كانت الحيوانات المصابة تبدو ظاهرياً سليمة ولا تبدو عليها أعراض المرض الرئيسية كالإجهاض مثلاً وهذا من المحتمل ظهر كنتيجة لزيادة المقاومة للمرض.
ومن هذا المنطلق كان لا بد لإدارة المزرعة من اتخاذ قرار مناسب حيال هذا الوضع خاصة في حالة تدني إنتاجية المزرعة التي تحتوي على عدد كبير من الأغنام «6000 رأس مثلاً»، وتوصلت إدارة المزرعة إلى الخيارات التالية للتعامل مع هذا الوضع:
1- التخلص من الحيوانات المصابة بالذبح والحرق: وقد وجد أن هذا الخيار غير عملي إطلاقاً في حالة غياب كامل لأي نظام للتخلص من الحيوانات المصابة في المملكة العربية السعودية.
2- التخلص من الحيوانات المصابة بالبيع لغرض الذبح: وقد استبعد هذا الخيار أيضاً لأنه يعطي فرصة أكبر لإصابة حيوانات أو أغنام أخرى بالعدوى زائداً خطورة العدوي للصحة العامة ومستهلكي لحوم الحيوانات المصابة «بيع الأغنام المصابة للاستهلاك».
3- معالجة الحيوانات المصابة ومن ثم تحصينها وهذا الخيار كان الأنسب في حالة السيطرة على المرض وعلاجه من ناحية اقتصادية «علاج الأغنام المريضة».
إن مرض الحمى المالطية تسببه بكتيريا اسمها «بروسيلا»، وهو مرض معد وخطير يصيب في الأساس حيوانات المزرعة من أغنام وأبقار وجمال وخنازير وكلاب وأحياناً الخيل. المرض مستوطن في معظم بلدان العالم وخاصة في الشرق الأوسط يصيب هذا المرض الإنسان ويعرف بالحمى المالطية ودائماً يسبب مشاكل صحية كبيرة ومعقدة، كما يسبب الإجهاض عند الإناث وله بعض الأعراض التي تصيب الأعضاء التناسلية للذكور.
إن تزايد الإصابة بهذا المرض في معظم بلدان العالم يسبب مشاكل اقتصادية كبيرة ومعقدة. ففي المملكة العربية السعودية خلال الثلاثين سنة الماضية كانت نسبة الإصابة في حدود 8 ،0% بالأغنام في العام 1977، 3 ،12% في العام 1987م وأكثر من 30% في العام 1997م، إن نسبة الإصابة بالمرض في الإنسان في معدل 6 ،1% إلى 6 ،2%.
الحيوانات أولاً
تعتبر الحيوانات الأليفة، أو بالأخص حيوانات المزرعة، المستودع الرئيسي للمرض. لذا كان من المفروض السيطرة على المرض في الحيوانات أولاً لأنها تعتبر المفتاح الرئيسي للسيطرة على المرض عند الإنسان ومنع الخسائر التي تحدث بالمزارع.
يعتبر نظام فحص الحيوان المصاب وذبحه في الحال النظام الوحيد والناجح لليطرة على انتشار مرض الحمى المالطية، ولكن هذا النظام يحتاج إلى متابعة دقيقة من قبل الدولة والمسؤولين عن الثروة الحيوانية، فيجب أن يكون فحص الحيوانات ضد الحمى المالطية إلزامياً لكل المزارعين، حيث تقوم الدولة بتعويض المزارع إذا كانت نتيجة الفحص إيجابية. هذا النظام مطبق في كثير من الدول ولكنه ليس معمولاً به هنا في المملكة العربية السعودية.
وهناك نظم آخر وهي منع دخول حيوانات مصابة من دول أخرى وهذا يجعل أيضاً فحص الحيوانات إجبارياً قبل عبور النقاط الجمركية وقبل الذبح. ويتم تحت هذا النظام فحص الحيوانات بطريقة منتظمة خلال فترات منتظمة وتحصين الحيوانات السليمة وعلاج الحيوانات المصابة.
إن مرض الحمى المالطية من الأمراض التي تنتشر سريعاً لأنه ينتقل بعدة طرق منها:
عن طريق الملامسة المباشرة وغير المباشرة للأجنة المجهضة أو الأكياس الجنينية أو السوائل المصاحبة للجنين.
عن طريق شرب حليب غير مبستر ملوث بالميكروب.
دخول الميكروب بواسطة الجلد المجروح أو المخدوش.
عن طريق استنشاق هواء ملوث بالميكروب.
عن طريق ملتحمة العين.
إن التأخر في تشخيص المرض واتخاذ القرار بالتخلص من الحيوانات المصابة أو علاجها يزيد من فرصة انتشار العدوى بين الحيوانات المصابة والسليمة، إضافة لازدياد خطورته على الصحة العامة. لهذا سيظل المرض ينتشر بتأثيره على إنتاجية الحيوانات وصحة الإنسان ما لم تتم السيطرة عليه تماماً.
لقد أجريت عدة أبحاث ودراسات لعلاج الحمى المالطية باستعمال المضادات الحيوية لكنها كانت تتم على حالات بسيطة وأعداد قليلة، وما زال هنالك الكثير يجب عمله في المزرعة والمزارع عموماً وعلى قطاعات كبيرة الحجم.
ومنذ اكتشاف مرض الحمى المالطية عن طريق العالم بروس سنة 1887م كانت هنالك عدة أبحاث ومحاولات للسيطرة على هذا المرض الذي يؤثر سلباً على إنتاجية الحيوانات بالمزرعة وصحة الإنسان. وخلال الثلاثين سنة الأخيرة كانت هنالك عدة محاولات لعلاج هذا المرض والسيطرة عليه باستعمال الكيماويات الدوائية وبعض الأصباغ ومركبات الفينول وأيضاً البنسلين ومركبات السلفا دون أي نجاح يذكر، ولكن في بعض الأبحاث وجد أن استعمال الآريومايسين والأوكسي تتراسايكلين والأستربتومايسين أدى إلى بعض النجاحات في السيطرة على المرض.
الأبحاث السابقة كانت قد احتوت على الأوكسي تتراسايكلين طويل المفعول والاستربتومايسين ومحاقن الضرع في حالة الحيوانات الحلوب، مما كان له إشارة واضحة أن علاج الحمى المالطية يعتمد عموماً على اختيار المضاد الحيوي المناسب والجرعة المناسبة وطول فترة العلاج.
في هذا البحث الذي نحن بصدده الآن تم تطوير نظام العلاج بإعطاد جرعة مناسبة وتطويل فترة إعطاء العلاج «الأوكسي تتراسايكلين والاستربتومايسين ومحاقن الضرع التي تحتوي على الأوكسي تتراسايكلين» لفترة أطول مما تم في الأبحاث السابقة باعتماد نظام جديد وطريقة جديدة لإعطاء العلاج لتفادي حالات التحسس والبؤر الصديدية التي ظهرت عند منطقة إعطاء العلاج في الدراسات السابقة.
إن هذا البحث يحتوي أيضاً على تحديد علاج مناسب ومعقول وبتكلفة معقولة تحت نظام وظروف المزرعة على قطيع كبير جداً من الأغنام النعيمي بالمملكة العربية السعودية. والمهم جداً في هذا البحث هو تحديد الخسائر التي يتعرض لها المزارع إذا قرر بيع أغنامه المصابة دون علاج وتحديد الخسائر أيضاً في حالة عدم إحلال الحيوانات المصابة مبكراً على مستوى المزرعة والقطر. وأخيراً تشير هذه الدراسة إلى تكلفة العلاج والمردود من العلاج.
المواد وخطوات البحث
إن الإجراءات والخطوات التي تم اتخاذها في هذا البحث كانت كما يلي:
1- أجريت هذه الدراسة على عدد 4500 رأس غنم بالغ، وعدد 1500 رأس حمل صغير بسن 3 6أشهر من سلالة الأغنام النعيمي بمشروع الأغنام بالجنادرية.
2- فحص الأغنام كلها ضد مرض الحمى المالطية باختبار السيرولوجي لمدة 6 مرات متتالية بفترة 10 أيام بين كل فحص وآخر حتى يتم الحصول على نتيجة سالبة لفحصين متتاليين.
3- فحص 40 رأس غنم بالغ من العدد الكلي بطريقة مختلفة عن بقية القطيع، حيث تم أخذ عينتين من كل رأس بفترة 2 3 دقائق بين أخذ عينة وأخرى، ومن ثم فحص كل عينة في معمل مختلف.
4- فحص عينات الدم لكل قطيع باستعمال الفحص «Rose Bengal» الذي تم الحصول عليه من شركة «رون ميريال» الفرنسية. الأغنام ذات النتيجة الموجبة أجري لها فحص آخر يعرف باسم «Standard. Buffered plate agglutination procedure- U.S.A» الذي يستعمل لتحديد كمية الأجسام المضادة بدم الحيوان.
5- عزل الحيوانات ذات النتيجة الموجبة في حظائر بعيدة عن بقية القطيع في حظائر تم تشييدها خصيصاً لهذا الغرض.
6- تحصين الحيوانات ذات النتيجة السالبة ضد المرض أما المصابة فقد تم علاجها.
7- عزل الحيوانات المصابة بعيداً عن الحيوانات السليمة. وتم تقسيمها إلى مجموعتين «مجموعة 1» و«مجموعة 2» لتسهيل السيطرة وإعطاء العلاج. كما تم بناء ممر ضيق لمرور الحيوانات أثناء إعطاء العلاج لكل مجموعة 750 رأس «1500» كامل العدد. كما تم أيضاً علاج 500 رأس لاحقاً بنفس الطريقة عند الانتهاء من المجموعة الأولى ليرتفع كل عدد الأغنام المعالجة إلى 2000 رأس.
8- أخذ عينات دم من الحملان المولودة من الأغنام المحصنة والمعالجة عند عمر ثلاثة شهور وعند البلوغ.
9- تحديد كمية الأجسام المضادة بالحيوانات المعالجة على عينات أخذت على أساس عشوائي كل ثلاثة أشهر.
10- فحص كل العاملين والمشرفين والأطباء البيطريين بالمزرعة ضد مرض الحمى المالطية من قبل وبعد تصفية الأغنام ضد المرض وأيضاً بعد الانتهاء من العلاج.
المضادات الحيوية التي تم استعمالها للعلاج
1- تيرامايسين طويل المفعول من شركة فايزر «الهند» يحتوي على 200 ملجرام أوكسي تتراسايكلين/ملل في عبوة تحتوي على عدة جرعات كل منها تحتوي على 50 مللتر.
2- سلفات الإستربتومايسين «هندوستان - أنتبيوتك الهند» تحتوي كل قارورة على واحد جرام من سالفات الستربتومايسين تخلط مع 3 مل من الماء المعد للحقن قبل التجريع «الحقن مباشرة».
3- ماستي جيت أنجتور «النترفيت - هولندا» يحتوي كل محقن على 10 ملل تحتوي 200 ملجرام أوكسي تتراسايكلين لإعطائها بالضرع.
نظام العلاج: Regimen
1- إعطاء حقنة أوكسي تتراسايكلين بالعضل بجرعة مقدارها 25 ملجرام لكل كيلو من وزن الحيوان، تحقن يوماً بعد يوم لمدة 46 يوماً باستعمال المحاقن ذات الاستعمال لمرة واحدة.
2- إعطاء حقنة سلفات الاستربتومايسين بالعضل، 1 جرام ممزوجة بـ3 ملل ماء مقطر تحضر قبل الحقن مباشرة، تحقن يوماً بعد يوماً لمدة 16 يوماً باستعمال المحاقن ذات الاستعمال لمرة واحدة.
3- علاج الضرع للحيوانات الحلوب باستعمال محاقن الضرع 10 ملل تحتوي على 200 ملجرام أوكسي تتراسايكلين لكل ضرع بعد إفراغه من الحليب لمدة 5 أيام لكل الحيوانات الحلوب.
بما أن كل الحيوانات لا تعاني من الأعراض الظاهرة لمرض الحمى المالطية من الإجهاض وولادة أجنة غير مكتملة وحبس المشيمة والتهابات الخصية في الذكور قبل وأثناء العلاج، لذلك تم علاج كل الحيوانات ذات النتيجة الموجبة لفحص المرض دون اعتبار للجنس والعمر ومرحلة الحمل وإذا كان الحيوان حلوباً أم لا.
النتائج
1- كانت نتيجة الفحص موجبة لعدد 2000 رأس من الأغنام من بينها 50 رأساً من الكباش. مما يعني أن 33% من القطيع مصاب بالمرض في حين أن عدد 1500 حمل صغير سن 3 6 أشهر كانت نتيجتها سالبة لفحص الحمى المالطية.
2- أظهرت نتيجة الاختبارات السيرولوجية لعدد 40 رأساً التي تم جمع عدد 2 عينة من الدم من كل رأس حيث كانت الفترة بين كل عينة وأخرى ما بين 2 3 دقائق بأن نتيجة إحدى العينات كان موجباً بينما كانت نتيجة العينة الأخرى سالبة لنفس الحيوان. ووجد أيضاً أن العينات ذات النتيجة السالبة أصبحت موجبة عندما أعيد الفحص بعد عشرة أيام لنفس الحيوان.. جدول رقم «1».
3- كمية الأجسام المضادة للمرض في دم الحيوانات الموجبة كانت ما بين 1: 50 و1:200 حيث بدأ في التناقص تدريجياً حتى وصل إلى نتيجة سالبة بعد سنتين من العلاج، مع أن بعض الحيوانات المعالجة ظلت موجبة لفحص المرض حتى بعد 26 شهراً من العلاج.
4- كل الحملان المولودة للأغنام المعالجة والأغنام المحصنة كانت سالبة لفحص المرض عند سن 3 شهور وعند البلوغ.
5- كانت نتيجة فحص أحد العاملين بالمزرعة موجبة لفحص المرض قبل بداية علاج الأغنام ولم تكن نتيجة فحص أي من العاملين موجبة لفحص المرض بعد انتهاء العلاج.
6- كل الأغنام البالغة المحصنة بتحصين «Rev-1 Vaccine» أعطيت كمية من الأجسام المضادة كانت ما بين 1:25 إلى 1:200 حيث استمرت باقية لمدة 4 أشهر بعد التحصين.
7- كل الحملان الصغيرة ذات النتيجة السالبة للفحص تم تحصينها بجرعة مخفضة من الRev-1 عندما بلغ عمرها سنة واحدة، حيث كانت الأجسام المضادة ما بين 1:25 1:200، فبدأت في الاختفاء تدريجياً، حتى اختفت تماماً بعد 4 6 أشهر بعد التحصين.
8- لم يلاحظ هنالك أي تحسس أثناء العلاج أو أي بؤر صديدية بعد الانتهاء من العلاج.
نتائج الاختبارات البكتيرية
1- لقد تم عزل جرثومة «البروسيلا مليتينسس» من عينات الحليب للأغنام الموجبة قبل العلاج.
2- كل عينات الحليب ومحتويات الرحم التي تم جمعها بعد الولادة للأغنام المعالجة وجد أنها لا تحتوي على أي جراثيم للحمى المالطية.
صحة الحيوانات والمواليد
1- كانت الملاحظة العامة على كل الحيوانات المعالجة أنه لا توجد حالات إجهاض أو احتباس مشيمة لكل الأغنام المفروض أنها كانت في فترات مختلفة من الحمل قبل وأثناء وبعد اكتمال فترة العلاج، وأيضاً لا توجد أي أعراض على الكباش - لقد تحسنت الحالة الصحية للأغنام المعالجة وهذا ظهر في زيادة الوزن وانخفاض النفوق بطريقة ملحوظة وتحسن الشهية.
2- لقد زاد معدل حالات الحمل في الحيوانات المعالجة كدلالة واضحة لعدد حالات الولادة التي وصلت 85% يعني 3800 حمل حيث كانت قبل العلاج 30% مما يعني ولادة 1300 حمل فقط قبل العلاج.
3- وزن الحملان المواليد كان ما بين 5 6 كيلو بعد العلاج وكان ما بين 2 4 كيلو قبل العلاج.
4- الحيوانات السالبة لم يتم علاجها لأنها سالبة لفحص المرض.
الحسابات الاقتصادية
1- كان ثمن الشاة الأنثى السليمة 400 ريال والكبش 450 وقت الدراسة والبحث في أسواق الرياض. في حين أن سعر الحيوان المصاب بالحمى المالطية كان 150 ريالاً فقط.
2- إن تكاليف علاج الحيوان الجاف «الغير الحلوب» مع اعتبار كل المصاريف من المضاد الحيوي والعمالة والتجهيزات والخدمات البيطرية كانت 56 ريالاً أي ما يعادل 14% من سعر الحيوان بالسوق.
3- سعر تكلفة المضاد الحيوي فقط كانت تساوي 42 ريالاً.
4- تكلفة الحيوان دون علاج وجدت بهذا البحث تساوي 418 ريالاً للشاة الأنثى و468 ريالاً للكبش.
5- خسارة المزرعة كاملة سوف تصل إلى 500و838 ريال.
6- الخسارة على مستوى الدولة إذا كانت العدوى في حدود 10% ولم يتم معالجتها سوف تصل إلى 443 مليون ريال.
7- في حالة عدم إحلال الحيوانات المصابة ستواجه المزرعة خسارة في الإنتاج تصل إلى 000 ،117 ريال.
وبذلك سوف تكون الخسارة على مستوى الدولة 300 مليون ريال.
8- قيمة وكمية الإنتاج نتيجة علاج العدوى في المزرعة كانت تقريباً 500و690 «قيمة وسعر الحيوان المعالج ناقصاً تكلفة العلاج».
9- المردود من العلاج على مستوى المزرعة 500 ،860 ،1 ريال. وعلى مستوى الدولة 669 مليون ريال.
المناقشة
يعتبر مرض الحمى المالطية من الأسباب الرئيسية للخسائر الكبيرة في مزارع الأغنام والماعز للأسباب التالية:
1- تدني سعر الحيوان المصاب بدرجة ملحوظة.
2- نظام الإحلال المبكر بالمزارع لضمان استمرارية الإنتاج وهذا يعني أن سعر الحيوان الجديد يساوي سعره بالسوق ناقصاً سعر بيع الحيوان المصاب.
3- تكاليف الاحتفاظ بالحيوان من علف وشرب وإدارة وخلافه حتى امكانية التخلص منه.
4- تكلفة الفحص ضد مرض الحمى المالطية من معدات وكواشف وخدمات بيطرية وعمالة كل هذا لم يضع في الحسبان المخاطرة بصحة الإنسان والآثار الاقتصادية المترتبة عليها من تكلفة علاج العمال والأطباء البيطريين الذين يعملون وسط هذه الحيوانات، ومن الممكن أخذ عدوى المرض أثناء مساعدة العمال للولادات وحمل محتويات الرحم من شيمة وخلافه وأيضاً أثناء فحص الحيوانات ضد المرض.
كان الاعتقاد السائد أن علاج مرض الحمى المالطية في الأغنام والماعز مكلف جداً وغير مجدٍ اقتصادياً إلا إذا كان الحيوان المراد علاجه ذا قيمة مادية عالية جداً.
فقد وجد في هذا البحث أن المقارنة بين تكلفة علاج الحيوان والخسارة نتيجة المرض أظهرت أنه من الأجدى علاج الحيوان المصاب وليس بيعه أو التخلص منه كما ذكر سابقاً. ولذلك فإن مردود العلاج كان أكثر بكثير من تكلفة العلاج.
الخسارة بالنسبة للحيوان «الذي تقرر التخلص منه دون العلاج» تم تحديدها في هذا البحث بالنسبة للأنثى بـ418 وبالنسبة للكبش 468 ريالاً. باعتبار تكلفة الإحلال وتكلفة الفحص ضد المرض والعمالة وخدمات الأطباء البيطريين وتكلفة إعاشة الحيوان حتى وقت التخلص منه وأثناء فترة التصفية. لهذا تكون خسارة المزرعة التي قررت بيع الحيوانات لا معالجتها قد تصل إلى 500 ،838 ريال.
معظم المزارعين غير مهتمين بوجود عدوى الحمى المالطية في قطعانهم وكذلك الخسارة الاقتصادية المترتبة نتيجة العدوى بالمرض. حيث وجد في مجلد الإحصاء الزراعي 1999م أن أعداد الأغنام بالمملكة قد تصل إلى 10 ملايين رأس من الأغنام والماعز.
فإذا كانت هنالك إصابة بنسبة 10% فقد وجد أن الخسارة قد تصل إلى 433 مليون ريال في السنة، هذا بالإضافة إلى المخاطرة والمجازفة بصحة الإنسان والحيوانات غير المصابة وخسارة المزرعة في إنتاج الحملان نتيجة المرض قد تصل إلى 000 ،117 ريال في السنة بهذا ستكون الخسارة في الإنتاج على مستوى الدولة في حدود 300 مليون ريال.
إن تكلفة العلاج الكاملة للحيوان الواحد بما فيها سعر المضادات الحيوية والكواشف والمحاقن وتكلفة العمالة والخدمات البيطرية والمعامل كانت 14% من سعر الحيوان بالسوق وقت التجربة. هذا في حالة الحيوان الجاف والذكور. ولكن في حالة الحيوانات الحلوبة كانت 19% من سعر الحيوان. كل هذه التكلفة لا تقارن بالمردود المتحصل عليه من العلاج نتيجة لإنتاج حملان صحيحة في فترة قصيرة بعد اكتمال العلاج.
تكلفة العلاج قد تصل إلى مرحلة التجاهل تماماً إذا ما قورنت بالخسارة الكبيرة الناتجة عن التخلص من الحيوان المصاب سواء ببيعه أو ذبحه لأن الخسارة هنا قد تفوق سعر الحيوان بالسوق. على الرغم من أن فحص الحيوان والتخلص من الحيوان المصاب بالمرض يعتبر من أحسن الطرق لمكافحة المرض.
وجد في هذا البحث أن تحصين الحيوانات السليمة وعلاج الحيوانات المريضة يعتبر البديل الأول لأنه اقتصادي جداً ولا بد من التفكير فيه إذا كان الهدف هو مكافحة المرض في الإنسان والحيوان.
إن الخطوة الأولى في مكافحة مرض الحمى المالطية في الحيوان هو فحصه ضد المرض وتصفية الحيوانات المصابة وفرزها للعلاج وتحصين الحيوانات السليمة - لقد تم عمل عدد 6 اختبارات متتالية لفرز جميع الحيوانات المصابة. وكانت الفترة بين كل فحص وآخر هي عشرة أيام وهي مدة قليلة جداًوذلك للتقليل والحد من اختلاط الحيوانات المصابة بالسليمة إلى أقل مدة ممكنة وكذلك الإسراع بالتحصين والعلاج.
بالنسبة لعدد ال40 رأساً التي تم فحصها ضد المرض بأخذ عدد 2 عينة من كل رأس وكانت الفترة بين أخذ العينتين هي فقط 2 3 دقائق وتم فحص كل عينة في معمل مختلف حيث كانت النتائج فعلاً مثيرة للانتباه.
ومن النتائج المثيرة أيضاً وجدنا أن كل الحملان عدد 1500 حمل كانت سالبة للفحص ضد المرض مع أنها كانت مولودة لأمهات مصابة وشربت لبناً مصاباً أيضاً مما يعني غياب العدوى من الأم إلى الجنين في الرحم أو أن الحملان أخذت المناعة عن طريق السرسوب.
الحقيقة العلمية الثابتة عن ميكروب الحمى المالطية أنه يعيش داخل الخلية أفرز مشكلة كبيرة في نجاح العلاج. لقد تمت محاولة العلاج باستعمال عدد كبير من المضادات الحيوية دون نجاح يذكر. وعلى كل حال وجد أن الأوكسي تتراسايكلين من أنسب المضادات الحيوية التي تخترق جدار الخلية حيث يعمل على منع إنتاج بعض الإنزيمات المهمة لتصنيع البروتين المهم لحياة وتكاثر الخلية البكتيرية. وكذلك أن الأوكسي تتراسايكلين يعمل على سحب بعض الفلزات مثل الكالسيوم والماغنسيوم، وأن هذه الأخيرة «الكالسيوم والماغنسيوم» ذات أهمية في عمليات تكون الإنزيمات والرايبوسومات. لذلك كان سحب هذه الفلزات وترسيبها هو الصفة الأساسية لوظيفة الأوكسي تتراسايكلين.
الاستربتومايسين يعطي قوة إضافية ضد البكتريا عندما يتحد ويخلط مع الأوكسي تتراسايكلين. الاستربتومايسين ذو مفعول مثبط لنمو البكتريا في التركيزات العادية وذومفعول قاتل للبكتريا في التركيزات العالية. يوجد التركيز العالي دائماً في الجرعات العلاجية للاستربتومايسين. وطريقة عمل الاستربتومايسين ضد البكتريا تكمن في التدخل في تخليق البروتين الهام جداً لنمو الخلية البكتيرية مما يؤدي لموت الخلية.
وجد إن اتحاد الأوكسي تتراسايكلين مع الاستربتومايسين يساعد في الإسراع في علاج الحمى المالطية بالنسبة للأغنام. أن الأوكسي تتراسايكلين عندما يعطي عن طريق الفم يكون تركيزه في بلازما الدم مستمراً لمدة 6 - 9 ساعات فقط مما يلزم إعطاء الجرعة كل 6 ساعات، ولكن عندما يعطي عن طريق العضل يصل لأعلى تركيز خلال ساعة ويستمر تأثيرة لمدة 12 ساعة متتالية، ولكن مع تطور صناعة الأوكسي تتراسايكلين واختراع الأوكسي تتراسايكلين طويل المفعول تم الاستغناء عن عملية الحقن «التجريع المتكرر» كل 12 ساعة مثلاً لأن تركيز الأوكسي تتراسايكلين طويل المفعول يستمر لمدة ثلاثة أيام «72» ساعة بعد حقنه بالعضل.
لقد ثبت من أبحاث سابقة أن نجاح علاج الحمى المالطية دائماً يعتمد على اختيار المضاد الحيوي وتحديد الجرعة وطول فترة العلاج. لقد كانت فترة العلاج في هذا البحث هي 46 يوماً كاملة لإعطاء الأوكسي تتراسايكلين مع الاستربتومايسين يوماً بعد يوم مع محاقن الضرع للأغنام الحلوب التي أعطيت لمدة 5 أيام. حيث كانت نتيجة العلاج هي 100% للعينات العشوائية التي تم أخذها عشوائياً لاستزراع مسبب المرض من عينات اللبن، والمشيمة ومحتويات الرحم بعد الولادة وكذلك فحص الحملان المولودة لأغنام معالجة في عمر 3 أشهر وعند البلوغ حيث أعطت نتيجة سالبة للمرض.
إعطاء العلاج بالحقن عميقاً في العضل واستعمال المحاقن ذات الاستعمال لمرة واحدة أعطى نتيجة جيدة في امتصاص المضاد الحيوي وانتشاره جيداً في الدم وأعضاء الجسم المختلفة وكذلك كان له أثر كبير في الحد من انتشار البؤر الصديدية والتحسس كما في أبحاث ومحاولات سابقة وكذلك كانت الحالة الصحية العامة للأغنام المعالجة جيدة وكان هذا واضحاً من المظهر العام للأغنام وكذلك زيادة الوزن واختفاء النفوق وهذا من الممكن أن يكون نتيجة لإعطاء المضاد الحيوي لفترة طويلة كان له الأثر على حالات العدوى غير المحسوسة التي كانت السبب في هدر الصحة العامة ونقصان الوزن وزيادة النفوق.
الخلاصة
1- متابعة ومراقبة الإنتاج بالمزرعة التي تحت الدراسة للجدوى الاقتصادية كشف أن مرض الحمى المالطية «الإجهاض المعدي» كان السبب الرئيسي في تدني المزرعة بالإضافة إلى أثرها على اقتصاديات المزرعة والصحة العامة إن حالات الإجهاض الشديد والكثيرة نتيجة الإصابة بالمرض أدت إلى تطور المقاومة للمرض أو الإجهاض أساساً في حالات الحمل المستقبلية، لذلك كانت الحيوانات تبدو سليمة نتيجة لارتفاع مقاومتها للمرض وهذا ما أدى إلى عدم ملاحظة الحيوانات المريضة وتطور العدوى الذي كان له الأثر الواضح والظاهر جداً على الإنتاجية بالمزرعة وكل هذا نتيجة لعدم توفر سجلات المتابعة بالمزرعة والملاحظة من قبل الرعاة والمشرفين مما ساهم في انتشار العدوى لهذا الحد الخطير جداً.
2- البحث في دراسة وتطوير علاج لمرض الحمى المالطية في الحيوانات «الأغنام» تحت ظروف المزرعة والمزارع عموماً مع التركيز على تكلفة العلاج مقارنة بسعر الحيوان بالسوق. وجد أن تكلفة العلاج تساوي 14% من سعر الحيوان بالسوق.
ومن نتائج البحث إشارة إلى أن استعمال الأدوية أو المضادات الحيوية الجاهزة للاستعمال من بعض الدول متوفرة بأسعار زهيدة أو في المتناول مما جعل تكلفة العلاج بسيطة جداً بدرجة لا تقارن بسعر الحيوان في السوق.
3- لقد ركز هذا البحث وبعمق للمرة الأولى على الخسارة التي سوف يتعرض لها المزارع أو صاحب المزرعة في حالة عدم علاج الحيوانات المصابة بالمزرعة، التقييم الموضوعي للخسارة يتضمن دائماً التخلص من الحيونات المصابة دون علاجها بأسعار زهيدة على خلفية إصابتها بمرض الحمى المالطية بسعر يقل كثيراً عن سعرها في حالة كونها سليمة أضف إلى هذا تكلفة الاختبارات المعملية زائداً تكلفة الاحتفاظ بالحيوانات حتى وقت التخلص منها. هذا بالإضافة إلى خسارة إنتاج المزرعة إذا لم يتم الإحلال «إحلال الحيوانات المصابة» في وقت مبكر جداً. هذا مما يجعل الخسارة كبيرة جداً للمزارع في الحالات الفردية والدولة كاملة.
بالأضرار الناتجة من الإصابة بالحمى المالطية على اقتصاديات مزارع الأغنام والصحة العامة كل هذا يمكن تفاديه باتباع نظام صارم جداً بالمتابعة الدقيقة والإشراف وفحص الحيوانات للتأكد من الإصابة بصفة دورية وتحصين الأغنام والأهم من ذلك كله هو علاج الحيوانات المصابة.
4- فحص عدد 6000 رأس من الأغنام النعيمي «السلالة المحلية بالمملكة العربية السعودية» كشف أن نسبة الإصابة بالمرض تصل إلى 33% بالقطيع. لقد تم فحص وتصفية القطيع لعدد ست مرات متتالية لعزل جميع الأغنام المصابة.
في دراسات وأبحاث سابقة كانت الفترة بين كل فحص ضد المرض وآخر هي ثلاثة أشهر «6» هذا مما يجعل الفترة أو الوقت الكافي لتصفية كل الأغنام المصابة هو 540 يوماً كل هذه الفترة كافية في أن يفقد صاحب مزرعة الحيوانات صبره ناهيك عن أن هذه المدة الطويلة جداً كافية لتعرض حيوانات جديدة للإصابة طالما ظلت باقية معها بنفس المزرعة زائد التهديد المباشر للصحة العامة.
هذا بالإضافة إلى أن الرعاية لعدد 2000 رأس مثلاً قد تكون مكلفة طوال هذه المدة حتى يتم اتخاذ قرار بشأنها وحتى في أبحاث سابقة أيضاً كانت الفترة بين كل فحص وآخر شهر واحد مثلاً مما يجعل فترة التصفية كاملة لعدد ستة اختبارات هي ستة أشهر وهذه أيضاً مدة لا يستهان بها باعتبار ما تم ذكره سابقاً.
أما في هذا البحث والدراسة فقد تم فحص الحيوانات لعدد ست مرات لفترة 60 يوما مما يعني عشرة أيام فقط بين كل فحص وآخر مما يقلل فترة بقاء الحيوانات قبل اتخاذ القرار بسيطة جداً بالمقارنة بالأبحاث السابقة. ومما تمت ملاحظته والإشارة إليه في هذا البحث أن هنالك نتائج مختلفة لاختبارات الحمى المالطية حتى ولو كانت الفترة بين أخذ العينة والثانية أقل من ثلاث دقائق مما يعني أنه ليس هناك احتياج للانتظار فترات ثلاثة أشهر أو شهر أو حتى عشرة أيام.
5- العدد 1500 من الحملان عمر 3 6 أشهر ظهر أنها سالبة لفحص الحمى المالطية مع العلم أنها رضعت وشربت حليباً مصاباً من أمهات مصابة مما يعني أحد احتمالين الأول هو غياب العدوى من الأم للجنين أثناء الحمل والثاني هو أن هذه الحملان أخذت مناعة ضد هذا المرض عن طريق السرسوب.
6- إعطاء الأوكسي تتراسايكلين مصحوباً بالاستربتومايسين مضافاً إليه محاقن للضرع في حالة الحيوانات الحلوب لفترة طويلة أطول مما في الأبحاث السابقة أدى إلى علاج الحيوانات المصابة بالبيروسيلا بنسبة 100% على أساس الفحص العشوائي.
7- مقارنة الأجسام المضادة للمرض في دم الحيوانات المعالجة أظهر أن هنالك نقصاناً تدريجياً بها.
8- باعتماد نظام جيد وصحي لإعطاء وتجريع المضاد الحيوي باستعمال المحاقن ذات الاستعمال للمرة الواحدة، كما قلل هذا من تحسس الأغنام للدواء وقلل جداً من ظهور البؤر الصديدية التي غالباً ما تظهر عند مكان حقن المضاد الحيوي كما في دراسات وأبحاث سابقة.
9- تحسن صحة ومظهر الحيوانات المعالجة كان واضحاً في زيادة الوزن وقلة حالات النفوق بالإضافة إلى زيادة النسل وهذا يعني أن فترة علاج المرض أثر آخر هو أن المضاد الحيوي ربما كان له أثر على حالات مرضية غير مرئية ومحسوسة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved