قبل أيام قلائل قمت بزيارة انسانية برفقة نجوم منتخب الوسطى في الثمانينيات وهم العميد دكتور صالح العميل وفهد بن بريك وميزر أمان.. لقائد فريق النصر الدولي «سابقاً» سعد الجوهر في المستشفى العسكري بالرياض.. إثر اصابته بداء الغرغرينا.. وتم ازاء ذلك بتر القدم اليمنى والساق إلى ما دون الركبة - وهي بالمناسبة العملية الثالثة له خلال سنة ونصف تقريباً - حيث سبق أن أجرى في العملية الأولي استئصال اصبعين من القدم اليسرى وبعد «20» يوماً تم أيضاً بتر القدم والساق.. وأخيراً استئصال القدم والساق اليمنى للسبب ذاته.
* وبطبيعة الحال انتابنا شعور مفعم بالحزن والأسى لحظة دخولنا عليه - شفاه الله - ونحن نشاهد صاحب لقب «الجمجمة الذهبية» سعد الجوهر الذي شهدت الملاعب الرياضية صولاته وجولاته.. أسيراً على السرير الأبيض عقب العمليات المتوالية التي أجريت له ففقد «قدميه» بسبب الغرغرينا جعلها الله طهوراً ونوراً وتمحيصاً للذنوب والخطايا.
* صحيح أن الموقف كان مؤثراً للغاية، ولكن في الوقت ذاته أثلج صدورنا وسر خاطرنا الابتسامة التي لا تفارق محياه والروح العالية التي كان عليها، حيث جسدت مدى قوة صبره وإيمانه بما أصابه وهو يردد العبارة الحمد لله.. الحمد لله على قضائه وقدره.
* وسعد الجوهر لمن فاته قطار نجوميته في عصره يعتبر واحداً من أشهر وألمع العناصر المؤثرة في الخارطة النصراوية في عقد الثمانينيات، حيث كان يعد من نجوم الرعيل الأول الذين ساهموا في دعم الحركة التأسيسية للمسيرة الصفراء في النصف الثاني من عقد السبعينيات مع جيل سعود أبو حيدر وناصر بن نفيسة ورزق سالمين وناصر كرداش وعبدالرحمن الحوبان - يرحمهما الله - وميزر أمان وعبدالله أمان وابن نزهان.. ثم عاصر الجيل الذهبي ل«فارس نجد» وهم محمد سعد العبدلي وأحمد الدنيني وناصر الجوهر وخالد التركي وعيد الصغير ومبروك التركي وبقية الأسماء الذهبية التي حصدت البطولات والانجازات المتعددة في الحقبة التسعينية.
* ظل «الجوهر» لاعباً مثالياً في تعامله وسلوكه الجم مع الآخرين فعلى مدى عقد ونصف من الزمن قضاها في الملاعب لم ينل أي بطاقة ملونة ولم يصدر بحقه قرار إيقاف أو سوء سلوك تجاه الحكام وزملائه اللاعبين سواء في ناديه أو حتى مع الأندية الأخرى.. فرسم لذاته صورة مثالية أبقته نجماً رائعاً ونموذجاً فريداً يحتذى به في إخلاصه الكبير وأخلاقياته الرفيعة.
- رشح ضمن أول جيل مثَّل منتخب المملكة رسمياً في دورة كأس الخليج الأولى في البحرين عام 1390هـ، وقبل ذلك اختير للعب ضمن صفوف منتخب الوسطى في دورة المصيف لمنتخبات المناطق بالطائف.
- وبالمقابل منح جمجمة النصر الذهبية شارة القيادة الصفراء.. رغم صغر سنه كلاعب اشتهر وعلا شأنه في خط الوسط كان يحمل في ذاته كل أدوات ومؤهلات النجاح وسط كوكبة من النجوم والأسماء اللامعة التي كانت تذخر بهم الخارطة النصراوية آنذاك حيث جاء اختياره ومنحه شارة الكبتنية لتميزه من الناحية الفنية والسلوكية الأمر الذي جعله يفرض احترامه على الجميع من إدارة وجهاز فني ولاعبين!!
- تحدث الأمير عبدالرحمن بن سعود رئيس نادي النصر ورمزه الكبير في لقاء الذكريات الذي خصَّ به «الجزيرة» في عددها «9906» وتاريخ 4/8/1420هـ عن هذا النجم الفذ قائلاً: سعد الجوهر.. صاحب لقب الجمجمة الذهبية كان يعد من أبرز الكباتنة الذين مروا بتاريخ الكرة السعودية.. في شخصيته القوية وقدرته الفنية البارعة ناهيك عن سلوكه الحميد وأخلاقه العالية وكذا اخلاصه لناديه واحترامه للإدارة التي كانت تقدره وتتجاوب معه رغم صغر سنه لأنه لاعب له وزن وثقل في الفريق.. انتهى كلام رمز النصر!!
- وامتداداً لشهادة الأمير عبدالرحمن بن سعود عن سعد الجوهر يؤكد أيضاً عدد من نجوم النصر السابقين ومنهم محمد بن نفيسة وميزر أمان وعبدالله بن صليح ومحمد سعد العبدلي على أن «الجوهر» يبقى ظاهرة كروية لا تتكرر في اخلاصها وفنها وقيادتها وأنموذجاً لمدرسة المثالية تأثروا بها كثيراً!!
- سعد الجوهر الذي يمر في الوقت الحالي بظروف مرضية صعبة تمثلت في بتر رجله اليمنى بعد أن بترت اليسرى قبل ذلك بسبب الغرغرينا لا شك بأنها معاناة قاسية ولكن ثقتنا بالمسؤولين بالرياضة والرياضيين بأن يحظى نجم مثالي خدم الكرة السعودية «15 عاماً» وارتدى شعار الوطن في العديد من المشاركات.. بلفتة انسانية وبادرة كريمة تخفف من معاناته الصحية من جهة وتقدر تاريخه الرياضي المشرف من جهة أخرى!
بقايا الحقيقة
- يبقى الهدف الأسمى والأهم من اقامة وتنظيم البطولات العربية.. هو تعزيز الروابط الأخوية وتنمية روح المحبة والتآلف بين الشباب العربي تحت مظلة واحدة عنوانها المنافسة الشريفة والروح الرياضية المتبادلة.. وازاء ذلك نتمنى ألا تمر الأحداث المؤسفة والسلوكيات المرفوضة التي ظهرت في لقاء الأهلي السعودي والملعب التونسي الأخير.. مرور الكرام على اللجنة المنظمة!!
- هاتفت نجم الهلال في الثمانينيات سلطان بن مناحي مهنئاً بمناسبة تكريمه من إدارة ناديه.. فبادرني بقوله: كنت أتمنى لو أن هذا التكريم كان من نصيب قائدنا وأستاذنا مبارك العبدالكريم.. إنها صورة من صور الوفاء الذي جبل عليه أبو فهد.. والأصيل يبقى دائماً أصيلاً!!
- أثناء الزيارة للنجم الخلوق سعد الجوهر بالمستشفى العسكري تقدمنا العميد الدكتور صالح العميل وبعد مصافحة رفيق دربه «شفاه الله» قبّل رأسه في لفتة رائعة تجلت فيها أبلغ معاني التواضع والخلق الرفيع للعميل!!
- عودة الأستاذ عبدالرحمن الروكان صاحب ال«20» عاماً من الخبرة الإدارية لمنصب مدير الكرة بنادي الرياض أصبحت ضرورية بدلاً من الاعتماد على بعض الأسماء المستهلكة فكرياً وعملياً.
- قيام.. إدارة ولاعبي فريق النصر بزيارة قائدهم في الثمانينيات الشهير سعد الجوهر بالمستشفى بادرة انسانية ننتظرها.. وثقتنا برمز النصر وقلبه الكبير الأمير «عبدالرحمن بن سعود».. بالتفاعل مع هذه الأمنية.
- هل تستعين إدارة الهلال بخدمات النجمين الخلوقين «سابقاً» خالد الدايل وعادل عبدالرحيم لدعم الأنشطة الثقافية والاجتماعية بتلك الكوادر المؤهلة «ثقافياً وفكرياً وإعلامياً»؟!
- مشكلة «المدرسة» أنها فقيرة «إعلامياً» قبل أن تكون فقيرة مادياً!!
- إلى متى يظل الأمير جلوي بن سعود بعيداً عن العمل الإداري بنادي النصر فكم نحن بحاجة لمثل تلك الطاقات المؤهلة والمثالية في كل شيء؟!!
- في النادي العاصمي «الرياض» حتى المؤسس طاله التهميش!!
- تشكيل لجنة لشؤون الهواة على غرار لجنة الاحتراف ستحفظ بالتأكيد حقوق اللاعبين المعنوية والمادية.
- غازي سعيد في العناية المركزة.. إنني أضم صوتي لصوت الزميل صالح الهويريني بأن يحظى - شفاه الله - بلفتة انسانية من الأمير الانسان عبدالله بن مساعد..!
- خالد النويصر.. مدير عام نادي الشباب كفاءة متميزة ونموذج للإداري الواعي بأخلاقياته الرفيعة وأدبه الجم.
- «قاضي» الرياض يشهد على وعود «نائب الرئيس» الوهمية.. لا تعليق!!
|