Wednesday 5th february,2003 11087العدد الاربعاء 4 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

كل يوم كلمة كل يوم كلمة
دروس أبو داود من قاعات الجامعة إلى ميادين الملاعب
عبدالعزيز الهدلق

كيف فاز الأهلي بكأس الأندية العربية ؟!
كيف فاز الأهلي بلقب سيد الأندية العربية وأفضلها وأقواها وهو الذي كان يخسر تحت قيادة مدربين لا يساوي «ايليا» أمامهم شيئاً من فرق أضعف بكثير من تلك التي واجهها في البطولة العربية الأخيرة؟
في تقديري أن الأهلي فاز بالبطولة بقوة الدفع والدعم والحضور الإداري الذي كان يقوده الرئيس المحنك الدكتور عبدالرزاق أبو داود الذي مارس مع فريقه كل وظائف الإدارة الحديثة من تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة. فبرؤية الخبير تعاقد وبشكل سريع مع لاعبين قديرين أغلقا منافذ كانت تشكِّل نقاط ضعف شديدة على خارطة الفريق الأخضر فكان خالد بدرة صخرة الدفاع وزميله في الهجوم المباركي اللذين أكملا حاجة الفريق من العناصر غير السعودية مع زميلهم النجم اللامع محمد بركات. ولم يكن التعاقد الأهلاوي عشوائياً أو بطيئاً أو حسب رؤية مكاتب السمسرة واختيارهم، بل كان من رؤية خبير وازنت بين حاجة الفريق والمعرفة المباشرة باللاعب المناسب فكان القرار المناسب في الوقت المناسب.
وظل أبو داود مع فريقه ينظِّمه عن قرب ويتابعه ويوجهه ويراقبه حتى من على كرسي الاحتياط أثناء المباريات. وقد يعتقد البعض أن دخول رئيس الأهلي في مبارزات مع اللجنة المنظمة حول إعلان الحليب ومواعيد المباريات وتسجيل المباركي في بداية البطولة ومواقفه الصلبة والمعلنة هي من أجل الدفاع عن حقوق الأهلي ومكتسباته فقط.. لا.. بل كانت في وجه آخر منها رغبة منه في إدخال لاعبي فريقه في أجواء تحديات البطولة وقد وظف هذه المواقف توظيفاً نفسياً إيجابياً لفريقه بشكل ينم عن ذكاء ودهاء ووعي وحساب دقيق لكل خطوة يخطوها. وقد رأينا كيف كان الحماس الأهلاوي كبيراً والتحدي لديهم لا قبل لأحد بمواجهته.
لقد أثبت الدكتور عبدالرزاق أبو داود أن الإدارة ليست أموالاً تنثر ولا تنظيراً جميلاً خاليا من استطاعة التطبيق على أرض الواقع، بل هي القدرة على توظيف كل مقدرات النادي المالية والبشرية التوظيف الأمثل والقدرة على التعامل مع المواقف كما يجب وتطويعها لمصلحة النادي، وكذلك القدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب فضلا عن التمتع بشخصية «كارزمية» ومؤثرة في الآخرين.
ومرة أخرى أعود وأقول إن الأهلي فاز بكأس البطولة العربية رغم انه بلا مدرب ولم يكن الأفضل فنياً بين الفرق المشاركة ولكنه فاز لأنه يتمتع بالدافعية الأقوى والحماس الأكبر والمعنويات الأعلى وهذه عوامل عرف الدكتور عبدالرزاق أبو داود بخبرته وتجربته كلاعب دولي كبير سابق وبعلمه العالي وذكائه وفطنته كيف يطوعها ويستخدمها كما يجب لصالح فريقه. إن تجربة الأهلي في البطولة العربية مليئة بالدروس التي يجب استيعابها والاستفادة منها، ويبدو أن الدكتور عبدالرزاق أبو داود قد خرج بنطاق محاضراته عن قاعات الجامعة إلى ميادين الملاعب، ولكن هل من متعلم ومستفيد؟

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved